لا نهاية للعالم في 21 أيار

كانت سيدة تمر في شارع في الأشرفية حين شاهدت لافتة كبيرة بالإنكليزية فسألت صاحب المحل "ماذا كتب هنا؟"، فأجابها هازئاً "إعلان عن يوم القيامة في 21 أيار، يعني بعد كم يوم. يا ربي شو في هبل". "ماذا تقول؟" أجابت وخرجت مسرعة… ربما أرادت ان تعد العدة لملاقاة ربها.
خرج أعضاء من جماعة "فاميلي راديو الدينية"، وهي شبكة إذاعية "مسيحية" في الولايات المتحدة، الى شوارع العالم ليحذروا الناس من ان يوم القيامة سيكون في 21 أيار. ووزعوا لافتات ومنشورات على المارة تحذر من ان يوم القيامة بات وشيكاً. وتنبأ رئيس الجماعة هارولد كامبينخ بذلك الموعد من خلال سلسلة من الحسابات الرياضية والرموز الخاصة بقصة الطوفان الواردة في الكتب المقدسة. وهو مقتنع بأن الرب أعطى إشارات في الكتاب المقدس عن يوم القيامة وانه ينبغي فك رموز هذه الإشارات.
وشوهدت في بيروت وعدد من المناطق، وكذلك في القدس وعمان ودبي، لافتات تدعي ان نهاية العالم ستكون في 21 أيار، علماً ان مروجها كامبينخ كان قد توقع نهاية العالم في 1994 ولم تتحقق نبوءته.
وقد سارعت إمارة دبي الى إزالة الإعلانات بعد يوم من رفعها، كذلك صدرت أصوات في عمان تدعو الى إزالتها، وخصوصاً دعوات مسيحية إعتبرت ان الهدف من الحملة الإساءة الى المسيحية.
يذكر ان التوقعات بقرب نهاية العالم سادت البشرية منذ زمن بعيد ومنها للأعوام 777 ميلادية و999 ميلادية حيث ساد حديث عن نهاية العالم في السنة 1000، ثم قيل إنها "تؤلف ولا تؤلفان" وان الكون سينتهي قبل حلول عام 2000. وبالعودة الى التاريخ نبوءات كثيرة لم تتحقق في هذا المجال:

تشرين الأول 1533

أهاب مايكل شتيفل – رفيق مارتن لوثر مؤسس حركة الإصلاح البروتستانتية في القرن السادس عشر – بأتباعه بيع عقاراتهم بعدما بات مقتنعاً بنهاية العالم في ذلك التاريخ وفقاً للحسابات الواردة في الإنجيل على قوله. وعشية ذلك اليوم قادهم إلى قمة جبل حتى تكون أرواحهم أقرب إلى الجنة السموية. وبعد مرور اليوم بسلام نزل بهم لكنه أودع السجن لحمايته من غضب الناس.

22 تشرين الأول 1844

أشاع أتباع القس المعمداني الأميركي وليام ميلر ان العالم سيأتي الى ختامه في هذا التاريخ وفقاً لما ورد في سفر دانيال. لكن هذا اليوم صار يعرف في ما بعد باسم "الخيبة الكبرى" ونبذ معظم أولئك الأتباع ملتهم نهائياً.
1914:
توقف شهود يهوه عن التنبؤ بنهاية العالم بعد سلسلة من التوقعات الفاشلة، كان أشهرها زعم تشارلز راسل، مؤسس مجلة "ووتش تاور"، ان المسيح سيُبعث حياً ويبدأ حكمه في ذلك العام. والواقع ان إندلاع الحرب العالمية الأولى أضاف شيئا من الصدقية الى هذه النبوءة… ولكن!
1969:
قال المجرم الأميركي الشهير تشارلز مانسون ان التوترات العرقية المتصاعدة بين البيض والسود ستفجر حرباً عالمية مروعة تنتهي بالدمار الكلي وبعدها تحكم عصابته المسماة "عائلة مانسون" العالم. وبعدما طال انتظار هذه الحرب، بدأت العصابة سلسلة من جرائم القتل "لتعليم السود كيفية القتال". وينفذ مانسون حالياً عقوبة بالسجن المؤبد بعد إدانته بالقتل العمد.
1985:
زعم القس الأميركي هال ليندسي ان المعركة الحاسمة بين قوى الخير والشر ستندلع مع اعلان تأسيس "الولايات المتحدة الأوروبية" التي تضم عشر دول ويحكمها المسيح الدجال. ومع انه لم يحدد بعد موعدا لهذه المعركة فهو يصر على انها وشيكة، ولا يزال يقول بذلك عبر برامجه التلفزيونية المعروفة لدى الأميركيين.
11 – 13 ايلول 1988:
باع إدغار ويزنانت، المهندس السابق في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" 4.5 ملايين نسخة – وسط البروتستانت الأميركيين وحدهم – من كتابه "88 سبباً للنهاية في 1988". وبعدما مر العام من دون ان "ينتهي العالم"، ألف كتاباً جديداً عدّل فيه نبوءته الى التسعينات، لكنه لم يبع منه كمية تذكر.
1993:
تحصّن الأميركي ديفيد كوريش ونحو 100 من أتباعه في مزرعة "برانش ديفيديان" في كاليفورنيا، انتظاراً لنهاية وشيكة للعالم. وحاصرهم عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالي "إف بي آي" 51 يوماً إنتهت بنشوب حريق في مساكن المزرعة راح ضحيته 76 من المعتصمين بمن فيهم كوريش نفسه.
آذار 1997:
زعم أتباع جماعة أميركية تسمي "هيفينز غيت" (بوابة الجنة)، التي تؤمن بزيارات المخلوقات الفضائية، أن ظهور المذنّب "هالي – بوب" ينذر بإسدال ستار الختام على الحياة في هذا الكوكب. وكانوا يعتقدون ان السبيل الوحيد لـ"النجاة" هو الإنتحار الجماعي لتصعد أرواحهم الى مركبة فضائية تحلق خلف المذنب. وفي 26 من ذلك الشهر عُثر على جثث 38 من المنتحرين في أحد المنازل في كاليفورنيا.

مطلع كانون الثاني 2000:

أشاعت طوائف إنجيلية عدة ان بزوغ الألفية الثانية سيشهد بعث المسيح ونهاية العالم. الى هذا التنبؤ ما ذهب إليه بعض خبراء التكنولوجيا من ان أجهزة الكومبيوتر في العالم ستتعطل في الساعة صفر من ذلك اليوم في ما عرف بـ Y2K. وبلغ الأمر بأحد حراس المرمى الارجنتينيين حد الإمتناع عن توقيع عقد مع ناد إسباني لـ "عدم جدوى أي مشاريع مستقبلية"… لكنه عاد ووقعه بعد بدء الموسم الكروي.
أيار 2008:
أمضى 35 شخصاً من أتباع جماعة تسمى "الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الحقيقية" ستة أشهر في أحد الكهوف انتظاراً لليوم الأخير بناء لتوجيهات زعيمهم بيوتر كوزنيتسوف. لكن الأخير لم ينضم اليهم مفضلا التمتع بما تبقى من الحياة. ولم يخرج الأتباع من سجنهم الإختياري إلا بعدما بدا سقف الكهف مهدداً بالإنهيار. اما كوزنيتسوف نفسه فيخضع حالياً للعلاج النفسي بناء لأمر قضائي

نهاية العالم في 2012؟

في 14 كانون الثاني 2010 نشر "نهار الشباب" تحقيقاً استند الى شائعات عن نهاية العالم في 21 كانون الأول 2012. و تستند الشائعة الى انتهاء التقويم الزمني لشعوب المايا القديمة في 21/12/2012. ويشير هذا التاريخ الى نهاية دورة الحياة، والتي يبلغ طولها 5126 سنة بناء لجداول رياضية لا تعتمد على التنجيم او الاساطير، بل على "استنتاجات دقيقة" وضعت بعد مراقبة طويلة. وتكمن مهارة المايا المتعمقين بالفلك واسراره في رصد الاحداث وتوقّع الكوارث، اذ توصلوا الى قياس طول السنة قبل آلاف السنين، كما استخرجوا المحيط الصحيح للارض، وتنبأوا بمواعيد الخسوف والكسوف.
وتقاطعت تلك الشائعة مع مع شائعات اخرى تتوقع أيضاً انتهاء الحياة على الارض خلال سنة 2012، كعالم الرياضيات الياباني هايدو ايتاكاوا الذي توقع عام 1980 ان تنتظم كواكب المجموعة الشمسية في خط واحد خلف الشمس، وان هذه الظاهرة الفريدة ستترافق مع وقائع مناخية وخيمة تنهي الحياة على سطح الارض في 2012. يضاف اليها تنبؤات نوستراداموس الشهيرة عن اضطراب الكواكب ودمار الارض بعد 12 سنة من نهاية الالفية الثانية.

الامام المهدي في 2012؟

أثارت دراسة عراقية نوقشت في كلية العلوم بجامعة بغداد عن ظهور كوكب جديد يطلق عليه "نيبيرو"، وانه سوف يلحق الدمار بالعالم في 2012، جدلا واسعا بين مؤيد لها ورافض لفحواها. وبينما أيد شيعة عراقيون النبوءة، وعدّوها صحيحة وفق اعتقادات دينية تقول بظهور الامام المهدي يوم 21/12/2012، وانه في هذا اليوم سيكون شروق الشمس من مغربها، نفت جمعية الفلكيين السعوديين في جدة وجود ما يسمى كوكبي "إكس" أو "نيبيرو"، وان لا صحة لوجود أشعة شمسية تعمل على انقراض البشر سنة 2012، مؤكدة ان نهاية الكون في علم الغيب. وشدد بيان الجمعية على ان "نيبيرو" هو مجرد أسطورة تعود إلى الحضارة السومرية.

السابق
قوة من الفهود تنهي اعمال الشغب
التالي
حدود القوة العسكرية