قبلان: لماذا التسويف في تشكيل الحكومة؟

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: الصلاة فريضة عظيمة عند الله تعالى وبالخصوص يوم الجمعة، فالمناداة للصلاة دعوة إلى السلامة والسعادة، قال تعالى: فاسعوا إلى ذكر الله، فالمسعى يكون مباركا وحميدا وصحيحا وسليما باداء الصلاة، وان يوم الجمعة عيد للراحة والسلامة والسعادة حيث يتواصل المؤمن مع الله تعالى ويسعى لرضاه عز وجل، فيوم الجمعة أفضل الأيام، وفي السعي لذكر الله تعالى وتوحيده سعادة في الدنيا وذخر في الآخرة، وعلينا ان نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا ونعمل لآخرتنا كأننا نموت غدا، فنتعاون على البر ونبتعد عن الخشونة والغلظة، ونؤدي الصلاة لان فيها استقرار وأمان وقرب من الله، فالمطلوب ان نكون من العاشقين للتواصل مع الله والعمل لمرضاته والبعد عن سخطه، فنكون في رحاب الله تعالى سالمين ننعم بالعافية، فإذا ساء الزمن بأهله فان علينا ان نعود إلى الله لطلب النجدة منه فهو الحافظ والمعين والناصر.

ورأى الشيخ قبلان ان الناس تعيش الفوضى والحيرة والإرباك في هذه المرحلة التي نمر فيها، وعلينا ان نعتمد على الله تعالى لينجينا من الأزمات ويخلصنا من الآفات فيجعلنا في مصاف عباده المؤمنين المخلصين، ونحن نسلم أمرنا إلى الله ونلتجئ اليه ونتوكل عليه ونسد الثغرات التي تأتينا من البلاء والإرهاصات والمصائب، فالله سبحانه مع العبد اذا كان العبد مخلصا في عبادته تقيا ورعا، وأول الأعمال المطلوبة منا هو الورع عن محارم الله واجتناب الظلم والكيدية والبغضاء، فإسلامنا يدعو إلى الخير وأئمتنا المعصومون هم القادة الذين يطالبون المسلمين الشيعة ان يكونوا في مصاف الأخيار والأبرار والأتقياء ولا سيما ان الفوضى انتشرت في كل زمان ومكان، وعلينا ان نصبر ونعود أنفسنا على الصبر والتأني والبعد عن الفظاظة، فالإنسان خلق سويا ومباركا وصالحا، وعلينا ان نقيم الأمور لتستقيم الأحوال ويطمئن البال فنبتعد عن كل إساءة وفتنة وظلامة لنكون بمستوى لائق من الإيمان، فنكون مثال المؤمن المتقي الملتزم تعاليم ربه، فالمؤمن دعامة أساسية لاستقامة الامور والبعد عن الإساءة، ولقد وفقنا الله تعالى لنكون مع الأئمة المعصومين لانهم أهل الملكات الراقية والاستقامة الخالصة والتوجهات المخلصة، فالعدالة هي الاستقامة على جادة الطريق وعدم الانحراف عنها، والعدالة هي التمسك بأحكام الشرع والبعد عن كل إساءة وظلم واهانة، لذلك اطالب الجميع ان يتبصروا بالأمور ويهتدوا بهدي النبي ويقتدوا بالأئمة الصالحين ويبتعدوا عن الخداع والمكر والظلم والإساءة.

ورأى ان الإسلام حورب من داخل امتنا حين دخل اناس على الخط ليشوهوا سمعة ديننا، فالإسلام دين مبارك نظيف وطاهر، وعلينا ان نعود إلى الله لنتقن العمل ونخلصه وخاصة اننا نعيش المهاترات حيث يوجد ثورة في مكان وفوضى وسفك دماء في مكان آخر، دون ان يوجد من يصحح ويصلح، وهنا نتذكر الإمام الحسين عندما قال: لم اخرج اشرا ولا بطرا انما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي اريد ان آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، ونحن نطلب من الله تعالى ان يعجل فرج الإمام المهدي ونسأله تعالى ان نكون معه ومن أتباعه، وعلينا ان نرحم من في الأرض ليرحمنا من في السماء، فنبتعد عن كل ظلم وشر وإساءة، لقد خلق الإنسان مباركا وكريما، وعلينا ان نصلح شأننا ونصحح وضعنا ونتخلى عن المخادعة والرياء والكذب، فإسلامنا هو اسلام أهل البيت عليهم السلام، ونحن ليس لنا عداوة مع الناس، نحن نطالب بالإصلاح والاستقامة والسير على الجادة الوسطى ونلتزم الإسلام، فالإسلام لا يسيء الى أحد ويرفض العدوان على احد.

واعتبر ان الأجواء تسير في مصلحة العالم الإسلامي المطالب اليوم بالتعاون والإصلاح والقيام بواجباته بنصرة الحق وسد الثغرات التي يسعى العدو للنفاذ منها، وأطالب المسلمين في كل أقطار الأرض بوقفة ضمير وعدم السماح بقتل الناس وأهانتهم، وعليهم التصدي لإسرائيل التي هي عدو الإنسانية، فهي قتلت الناس وهدمت البيوت وشردت أهل الأرض من أرضهم، من هنا لا يسعنا الا ان نحيي المناضل البطل حسن حجازي لما قام به من عمل بطولي يستحق منا كل تحية وتقدير، وندعو أبناءنا ان يتعلموا منه الشجاعة فهو اقتحم الحواجز والألغام الإسرائيلية حتى يصل إلى يافا، فإسرائيل أربكت واهتزت لما جرى في مارون الرأس والجولان وفلسطين بفعل انتفاضة الشباب الفلسطيني، وعلينا ان نصبر ونصابر ونرابط ونطلب العون من الله تعالى، نحن نريد ان تعود امتنا إلى عزها ومجدها وكرامتها ولا نريد ان نظلم أحدا ونطالب ألا يظلمنا الآخرون ويحاربوننا.

ودعا قادة العرب والمسلمين إلى ان يعدلوا وينصفوا حتى يكونوا إخوة ويتعاونوا على البر والتقوى ولا يتعاونوا على الإثم والعدوان لأننا نريد مجتمعا إسلاميا ينبذ الحقد والعصبية وكل اساءة، فالإسلام نعمة الله الينا، وهو دين الحق والخير والبركة، فالأئمة كبار في تعاملهم وتربيتهم وآدابهم، وعندما نتعلم منهم الزهد والتعاون، لذلك نجدد المطالبة بعودة الجميع لأهل البيت وتعاليمهم، وليعلم الجميع ان دوام الحال من المحال، لان كل شيء قابل للتغيير لذلك فان من كان مع الله كان الله معه.
وتابع الشيخ قبلان: يزور مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان لبنان، كذلك يستقبل لبنان معاون وزير الخارجية الإيرانية محمد رضا شيباني، ونحن من جهتنا نرحب بالسفير شيباني، ونؤكد إننا مع إيران في خيرها، ونتمنى لها الخير المطلق، ونتعاون معها على البر والتقوى، ونقول لكل المسؤولين ان لبنان بلد الحضارة والرقي فاعملوا ليبقى كذلك، ونسألهم لماذا التأجيل والتسويف في تشكيل الحكومة، ولماذا لا يستيقظ لبنان من سباته وغفلته فنعمل على إنقاذه لان إنقاذ لبنان إنقاذ لأمته ومحيطه وإنقاذ للعرب والمسلمين، وعلى المسؤولين ان يكونوا مع الله ليكون الله معهم.

وتساءل عن الإصرار في تحدي أهل البحرين، والعمل على إثارة الفوضى في سوريا، ونحن ندعو إلى الإصلاح ورأب الصدع، والابتعاد عن المزايدة والفتنة، ونعتبر ان المسلم العربي تحدى الصعوبات، ووقف في وجه الظلم فكان عملاقا يعمل باستمرار لوضع الحروف والكلمات في مواقعها، لذلك علينا ان نعيش الواقع ونتحدى الظلم والظلمة ونكون يدا واحدة متضامنين تسود علاقات الود والتعاون في عالمنا الاسلامي ونعمل في سبيل الخير ونبتعد عن الفرقة والغلظة والفظاظة ونعود إلى سابق عهدنا، فتتوحد الأمة الإسلامية وننهض ونتصدى لكل المؤامرات وننبذ كل الخلافات وندعو إلى الألفة والخير والبعد عن كل إساءة ونلتزم الإسلام ودعوته إلى التسامح والمحبة فيكون المسلمون كراما لا يحملون غلا وحسدا، ونريد ان يتمسك المسلمون بأحكام الشرع ويسيروا مع أولياء الأمر ويعودوا إلى تعاليم النبي والأئمة ويلتزموا الحكمة والصبر والعظات والدعوات إلى الخير، فإسلامنا عرفناه من أئمتنا الذين التزموا نهج الحق وتصدوا للباطل.

السابق
السيد: استنكر تهرب ميليس من التبليغ والمثول أمام القضاء الفرنسي
التالي
علي: سوريا في حراك مفتوح وخطاب أوباما منحاز