فضل االه: الدماء الطاهرة التي سالت في 15 ايار فرضت معادلةً جديدة في الصراع مع العدو

إعتبر العلامة السيد علي فضل الله أن "الدماء الطاهرة التي سالت عند أطراف فلسطين الشمالية من الجنوب اللبناني إلى الجولان المحتل، فرضت معادلةً جديدة في الصراع مع كيان العدو، برز فيها الشباب الفلسطيني الثائر بصورته البطولية التي ارتفع من خلالها إلى أعلى مستويات التضحية والفداء، وهكذا تحولت الذكرى الثالثة والستون للنكبة إلى نكبةٍ حقيقية للعدو، الذي خطّط في الأعوام السابقة لمنع الفلسطينيين في الداخل من الاعتصام والتظاهر في يوم النكبة".

وفي خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، قال فضل الله: "لذلك، فإن من الطبيعي أن يتحدث العدو عن هجومٍ من كل النواحي، وأن تنطلق الإدارة الأميركية لتلقي باللائمة على سوريا، من دون أن تشير إلى قضية شعبٍ طرد من أرضه وأُريد له أن يسقط في متاهات التشريد والضياع، وأن تتوارى قضيته في أنفاق التيه السياسية والأمنية". وتابع قائلاً: "إنه الفجر الجديد الذي لن ننتظر من الإدارة الأميركية أو الإدارات السياسية الأوروبية أن تلتقط إشاراته، لتثير الحديث عن حقوق الإنسان الفلسطيني المنتهكة من قِبَل المحتلين الصهاينة، ولن ننتظر من محكمة الجنايات الدولية أن توجه إلى هؤلاء تهماً بارتكابهم جرائم ضد البشرية وضد حقوق الإنسان، ولن ننتظر من الأمم المتحدة مواجهة هذا الطغيان الصهيوني، لأن المجرم هنا هو من خارج الدائرة العربية والإسلامية، وبالتالي، فهو في موقع الحماية والحصانة، لأنه يقتل العرب والمسلمين لحساب مصالحه ومصالح المستكبرين، ولقد سقطت الأمم المتحدة مجدداً في هذا الامتحان، وقدمت نفسها من جديد كمنظمةٍ تابعةٍ للإدارة الأميركية، تعمل لحسابها، وتسعى جاهدةً لفك الطوق السياسي والقضائي عن كيان العدو، فيما تُرسل لجان التحقيق والمبعوثين إلى البلدان العربية فقط، وتشهر سيف العقوبات على من ترى أن من مصلحة العدو والإدارات الغربية أن يُرمى بالتهم السياسية والإنسانية جزافاً".

وأضاف فضل الله: "إننا في هذه الأيام، نستحضر ذكرى 17 أيار اللبناني، هذا الاتفاق المشؤوم الذي أسقطته الدماء الطاهرة التي سقطت في بئر العبد، وإننا نشعر بأن العدو الذي دفع الأثمان باهظةً منذ ذلك التاريخ، كما دفع الإحتلال الأميركي الأثمان الكبيرة في العراق وأفغانستان، وهو يخطط لأكثر من 17 أيار و15 أيار على مستوى المنطقة كلها، ويطمع بالدخول إلى قلب الكيانات العربية والإسلامية، من خلال الفوضى الدامية، والفتنة السياسية المذهبية، ولذلك، فإن الخطة المضادة تقتضي تصويب حركة الصراع بالتوجه مباشرةً إلى قلب العدو، كما تقتضي إعداد الساحات الخلفية وتحصينها بالوحدة الإسلامية المتماسكة، والوحدة الوطنية المتينة، وبالعمل على خطيّ الإصلاح السياسي والإعداد الميداني، لقلب الطاولة على كل الدوائر التي خططت، ولا تزال، للفتنة والفوضى والدمار".

السابق
طائرتان معاديتان فوق الجنوب وبيروت
التالي
اعتصام في صور في ذكرى النكبة