الانباء: عون يلتحق بالمتمسكين بميقاتي.. وفيلتمان على الأبواب!

في زحمة التطورات الاقليمية المعقدة يبقى مصير الحكومة اللبنانية معلقا، لا تأليف ممكنا، ولا اعتذار من جانب الرئيس المكلف وارد!

ورغم كثافة الاتصالات والمشاورات، فان تراكم المطالب والشروط السابقة للتأليف او اللاحقة به، تجعل ولادة الحكومة في الوقت الراهن متعذرة بل ربما مستحيلة.

هذه الاستحالة لم تسر على القضايا المعيشية والاضرابات التي اعلنت بسببها بفضل تفاهم فريقي 8 و14 آذار على معالجة المستجدات الاجتماعية والاقتصادية خصوصا ما يتناول اضراب معلمي المدارس الخاصة والرسمية، وقطاع النقل بكل فروعه.

وقد توصلت وزيرة المال ريا الحسن الى استدراك اضراب قطاع النقل الذي كان مقررا امس الخميس بتخصيص 13 صفيحة بنزين مجانية شهريا للسيارات العمومية وعلى مدى ثلاثة اشهر قابلة للتجديد مرة واحدة، ما حمل نقابات النقل على تعليق الاضراب.

هذا التفاهم المحلي لم يكن ممكنا على صعيد تشكيل الحكومة رغم خطورة الوضع السياسي في لبنان والمنطقة، لسبب بسيط وهو ان موضوع الحكومة اللبنانية، ابعد منالا من مدارك وحلول القوى المحلية، مهما بدت قادرة على الرفض او الفرض.

زيارة فيلتمان

وليس ما يوحي بأن وصول مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان الى بيروت سيغير من المشهد الحكومي في بيروت رغم انه سيلتقي الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وأحد مستشاري رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري تبعا لوجود الاخير خارج لبنان.

وتأتي زيارة فيلتمان غداة توقيع الرئيس باراك اوباما عقوبات شديدة على الرئيس السوري بشار الاسد وستة مسؤولين سوريين ومسؤولين في الحرس الثوري الايراني، لتعطي دلالات معينة.

ورغم الاتصالات البعيدة عن الاضواء او القريبة منها فانه ليس من جديد يبشر بقرب الفرج، فقد زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي رئيس مجلس النواب نبيه بري مساء الاربعاء، وعرض معه مجريات التأليف وما يعترضها من عقد.

أوساط ميقاتي وسكوت العاقل

اوساط ميقاتي عبرت عن دهشتها لحدة الخطاب الذي عاد عون اليه في موضوع العلاقة برئيس الحكومة، وقالت الاوساط ردا على سؤال: في المفاصل التاريخية من عمر الاوطان يسكت العاقل، ولكن اذا كان العماد عون يلجأ الى هذا الاسلوب للتغطية على الاسباب الحقيقية لعدم تشكيل الحكومة، وهو لن يغير في الواقع شيئا، فالرئيس ميقاتي طلب الى كل الكتل النيابية لوائح باسماء من تقترحهم في الوزارة ليتخذ في ضوء ذلك القرار المناسب.

ولاحظت الاوساط ان كل الاتفاقات السابقة تم الانقلاب عليها، فكيف يمكن للعماد عون تحميل الرئيس المكلف مسؤولية عدم تشكيل الحكومة وهو المعني الاول بتشكيلها.

عون متمسك بميقاتي حتى اشعار آخر

وبمعزل عن موقف عون من الرئيس ميقاتي ومن الرئيس ميشال سليمان، فقد اعلن امس انه متمسك بتكليفه تشكيل الحكومة، وقد اكد ذلك ايضا عضو كتلته النيابية النائب سيمون ابي رميا امس وجاء التمسك بميقاتي لتشكيل الحكومة بعد اعلان حزب الله والرئيس نبيه بري أن ميقاتي هو الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة، وقال ابي رميا ان كتلته ليست في وارد سحب التكليف من الرئيس المكلف، مشددا على تمسك العماد عون بإعطائه الثقة حتى إشعار آخر، ودعا ميقاتي الى عدم تخطي الأكثرية.

النائب نهاد المشنوق عضو كتلة المستقبل، وتعليقا على حملة عون على الرئيس ميقاتي قال لتلفزيون المستقبل امس ان دمشق هي من كلفت ميقاتي بتشكيل الحكومة اللبنانية وهو بالتالي لن يعتذر الا اذا طلب منه ذلك من كلفه.

وردا على سؤال حول احتمال عودة سعد الحريري الى رئاسة الحكومة حال فشل ميقاتي قال المشنوق هذا الاحتمال غير وارد اطلاقا، قبل الانتخابات التشريعية المقبلة، كما انه لن يشكل حكومة وحدة وطنية بعد اليوم، ولن يكرر التجربة ودعا الى حكومة تكنوقراط واستبعد حكومة مواجهة برئاسة ميقاتي لكنه لاحظ أن الامور تسير في لبنان باتجاه الأصعب.

سليمان ليس مرتاحاً

في غضون ذلك، نقل زوار الرئيس ميشال سليمان عدم ارتياحه لمسار الأوضاع في لبنان، بعد تعثر تشكيل الحكومة وتراجع الاقتصاد، وانعدام التقدم في اي حقل.

وتطرق الرئيس سليمان الى العوائق والمعيقين وردا على سؤال حول امكانية اللجوء الى حكومة تكنوقراط نقل عن رئيس الجمهورية قوله ان مثل هذه الحكومة قد تصطدم بمعارضة الاكثرية الجديدة او معظم اطرافها، ما يعني ان عدم حصولها على الثقة وارد بالتأكيد.

كما ان طرحا كهذا لاقى معارضة كبيرة من قبل قوى 14 آذار عندما فاتحها الرئيس ميقاتي بأمر كهذا.

وتحاول الاكثرية الجديدة الامساك بالقرار اللبناني من خلال مجلس النواب في مرحلة غياب الحكومة، وتحت عنوان تلبية الاحتياجات الملحة للناس، لكن المعارضة الجديدة تبدو واعية لأبعاد ما تصفه بالحماسة المتجددة للإنتاج في مجلس النواب.

السابق
“زحف الأحد” إلى الحدود ولعبة “حافة الهاوية” القابلة للتكرار
التالي
السياسة: خامنئي أمر نصرالله ومشعل بتنظيم الزحفين نحو إسرائيل