نسوة كافيه: دعوة لجلسة مسامرة إلكترونية

"ينطلق موقع (نسوة كافيه) من شعار مكوّن من ثلاث كلمات )كوني جميلة ومثقفة) في إشارة لرفض مقولة (كوني جميلة واصمتي) والتي تنادي الانثى قائلة انه بجمالك يمكنك طرق أبواب المجد دون أية خلفية ثقافية".
بهذه العبارات بدأ الزميل علي عطوي حديثه مع مجلة "شؤون جنوبية"- التي احتضنت تجربته الاعلامية الاولى حيث اكمل بعد سنوات نحو الاعلام الالكتروني مؤسّسا لهذا الموقع الذي يهتم بالمرأة بالتعاون مع زميلات من مختلف وسائل الاعلام اللبنانية.

رجل حامل همّ المرأة
يتابع عطوي:"هذا أكثر ما نعانيه في مهنة الإعلام حيث الخلفيّة الثقافيّة جامدة على درجة صفر. كما نعاني في لبنان من ندرة الكفاءة لدى النساء، لذا سعينا لأن يترافق الموضوع الجمالي مع الثقافي، فإننا عندما نتناول موضوعا جماليا فلا بد أن يكون من خلال خلفيّة نقدية كموضوع (هيفاء وهبي) الموجود على الموقع، علما ان من يفتح موقعنا ويشاهد صورة الفنانة هيفاء وهبي فإنه يعتقد اننا نرّوج لصورة محددة من النساء، وهذا ما دفع أحد المواقع البارزة لأن يوقف بث إعلان إنطلاق موقعنا بسبب بعض التحفظات على العناوين الرئيسة، علما أن هويتنا هي تغيير الصورة المنمطة عن المرأة اللبنانية".
فـ "ترويسة رسالتنا تحدد هوية موقفنا ولماذا انطلقنا. إن الصورة المعروفة والمرّسخة عن المرأة اللبنانية عند العرب والأجانب هي أن المرأة مشروع تخت فقط!!. ونحن إنطلقنا لنناهض، كما في مقال سوزان تلحوق التي كتبت في موقعنا. والمميز في موقعنا هو إبراز المرأة الجديدة القوية التي لديها شخصية مثال دلال جباعي التي ترشحت للانتخابات البلدية. فالمرأة تحاول الخروج من هذه الشرنقة بأي شكل من الأشكال".

لكن أين الرجل في هذا الموقع؟
المرأة نصف المجتمع، هذه مقولة مشهورة لكني أُغالط من قال ذلك لأن المرأة هي كل المجتمع كونها تستطيع الوصول الى ما تريد في هذه الحياة.
كيف ذلك اذا كانت غير قادرة على إعطاء اولادها جنسيتها؟
هي قادرة لكنها لا تريد لأن نظرة الرجل إليها تعود اليها، الرجل لا يفهم المرأة رغم أن المرأة هي عالمنا، وذلك بناءا على دراسات علمية تقول ان ما من فرق بين الرجل والمرأة. لكني في الوقت عينه أسأل لماذا المرأة غائبة عن الحياة الثقافية؟. لذا أقول أنه على المرأة أن تفرض حضورها، عبرعملها ومبادراتها الذاتية.

إلى أين تطمح بالوصول من خلال "نسوة كافيه"؟
إلى أن يصل الموقع الى كل إمرأة لبنانية.
الى هذا الحدّ تهمك موضوعة المرأة. ولماذا؟
نعم كثيرا، لأنها أختي وأمي وإبنتي وزوجتي وجارتي وجدتي وحبيبتي وصديقتي وزميلتي.
لكنك تتوجه (حتى الان) الى نوع واحد من النساء أي الشابة والرشيقة وغير الملتزمة بقضية ما؟
سأوضح بعض النقاط في باب (كلمة من ذهب). اذ علينا الإهتمام بأنفسنا، من خلال الدفاع عن المرأة من جهة، ومن جهة أخرى التعبير عن الصورة الحقيقية أي الواقعية، عن المرأة العاملة، والمقاومة، والمناضلة، والعاملة بالشأن العام، ومربيّة الأجيال.

سبب اختيارك لهذا الاسم؟
عبارة (نسوة كافيه أي مقهى النساء) لكن فنجان القهوة ليس عبارة عن ثرثرة، بل تخصيب أفكار وهو أحد دوافعنا لفتح حوار حول قضايا المرأة. كأن تبدأ النساء بالسؤال ما الذي يحدث؟
فالمرأة اللبنانية لا تزال غير قادرة على منح الجنسيّة لأولادها وتُصنف، رغم ذلك، بمظهر الرقيّ، فرغم أن نسبة الجامعيات مرتفعة إلا أن نسبة الغائبات عن قضاياهن أكبر بكثير. فهي وإن استطاعت خلال المرحلة السابقة أن تكون ريادية الا انها ما استطاعت أن تحقق شيئ يذكر على صعيد التشريع والقانون. فوسائل الاعلام التي تُعنى بالمرأة تشوّه المرأة، فإذا اطلعّنا على المجلات فانها_ بغالبيتها_ تركز على الإناقة والجمال وعلى جسد المرأة، وتُغفل الثقافة. فالثقافة هي لمسة جماليّة، الثقافة بمعناها الحقيقي نمط تفكير وليست ذلك الجانب الجاف.
والموقع ينطلق لتغييرأمرين: أولا: صورة المرأة المسيئة بالإعلام حيث سيبدأ بمحاربتها. وثانيا: كيف نستطيع تفعيل دورها بالمجتمع حيث يمكننا الإضاءة على الحياة الثقافية.

نداؤك للمرأة؟
" لتكن أكثر جديّة ولتعتمد على نفسها، وأول باب للتطور هو تحررها، وأول خطوة على طريق تحررها هو ايلاء العامل الإقتصادي أهمية في حياتها. فلتكن متعلمة وعاملة مما يوصلها الى مكان أكثر رفعة وإلا ستبقى تحت رعاية الأب والزوج. من هنا أوجه دعوة للاعلاميات والاعلاميين للمساهمة في الموقع.

كم استغرقت فترة الاعداد؟
لقد انطلقت(نسوة كافيه) من خلال فكرة كانت موجودة لدى مؤسسها، وقد نضجت هذه الفكرة بحكم التجربة والخبرة في الحياة، إلى أن أتى وقت الإفراج عن هذه الفكرة إلى الواقع العملي، ما يدلّ على أن (نسوة كافيه) لم تكن مشروعاً إرتجاليّاً، إنما هي خطوة مدروسة من كافة جوانبها، وقد استغرقَ هذا الأمر المزيد من الوقت لبلورة الفكرة بالكامل، وليسَ من فترة محددة لإعداد لهذا المشروع، لأنه وليد تجارب تراكميّة.

ممن يتشكل فريق العمل؟
حالياً يتشكّل فريق العمَل من مجموعة من الإعلاميات والإعلاميين المتطوعين، الذينَ وجدوا في هذا الموقع حاجة ضرورية للمرأة اللبنانية ولإعادة تحسين صورتها المشوّهة، ويُساعد هؤلاء كلٌ بحسب موقعه بإعادة رسم صورة للمرأة اللبنانية، بما يتوافق مع سياسة الموقع التحريريةّ.

حجم رأس المال؟
يتكوّن رأس المال من تكاليف تأسيسيّة، وهيَ إنشاء الموقع، وتكاليف تشغيليّة وهي تكاليف إنجاز المواضيع.
المعوقات التي واجهت تأسيس الموقع، والتي من المحتمل ان يواجهها مستقبلا؟
إنّ أهم المعوقات التي ستواجه (نسوة كافيه) هو العمل على تحسين اختيارات الذوق العام للجمهور، وتحوّله من لاهث وراء موضوعات سطحية إلى موضوعات عميقة. وهذا تحدٍ لا يمكن الإستهانة به، في ظل هبوط منظومة القيم المجتمعية والأخلاقية لدى معظم الجمهور اللبناني، فالأمر هنا يتوقّف على مدى تجاوب الجمهور مع هذه التجربة الوليدة، والتي لا ترضي أذواق مجموعات كبيرة من اللبنانيين، لأنها لا تسعى إلى اختلاق الإثارة والقلاقل والفضائح الجنسية وغيرها من الأمور غير الأخلاقيّة.

من ينافس موقع (نسوة كافيه)؟
لم ينطلق (نسوة كافيه) لمنافسة أحد، إنما انطلق لأنّه حاجة ضروريّة في وجوده، فنحنُ لا ننافس أحد ولا نسعى إلى تقليد أية تجارب إعلامية أخرى، ونحنُ لا نحبّذ أن نكون عدداً مضافاً إلى وسائل إعلام أخرى تهتمّ بالمرأة، وشعارنا هو أن نكون نحنُ، وبالتالي لا نضع أنفسنا في منافسة مع أحد.

إشكال وتصويب
لكن الصورة الواردة على الموقع لا تخدم الفكرة التي يدافع عنها؟ وشعار الموقع يتناقض مع هويته من خلال صورة المرأة الرشيقة والجميلة، إضافة الى غياب أنواع متعددة ومتنوعة من النساء الموجودة في مجتمعاتنا سواء المحليّة أوالعربية؟ أليس من حق المرأة المُعدمة، أو شبه الأميّة، أوالبشعة، أوالسمينة، أوالمهملة أن تنظر في مرآة ما أيّا تكن هذه المرآة لتجد صورتها أو لتجد أن ثمة جهة ما تفكر فيها؟ ألا تستعمل هؤلاء المهمشات الانترنت؟ أليست كل نافرة من تفاهات التجميل وفخه تمتلك الوقت الأكبر لتهتم بالثقافة والفكر؟ مما يعني أن هذه الفئة من النساء هي من تقوّي وتدعم الموقع وأهدافه؟
وأين باب الثقافة الذي يطرحه الموقع كشعار؟ ألم يقع موقع(نسوة كافيه) في فخ الإستسهال والشعارات والتناقضات، وفخ السوق الاعلاني القاتل؟ وهل أن جزءا من شعار الموقع أي (فنجان النسكافيه) خاضع لشروط السوق الإعلاني؟ علما أن الإخراج يلعب لعبته الذكيّة من خلال الديزاين (المغازيني) أي المجلاتي، الزهري اللون، الناعم، الخفيف، و(اللايت)، قريب من (ستايل) المجلات الخليجية ذات النكهة التنويمية اذا صح التعبير.
أسئلة كلها برسم القيّم على الموقع الطموح. علّ صدره يتسع لنقدنا الهادف، الى تصويب جهد جبّار قام به في زمن المال وسيطرته، بجهود فردية.

الدخول الى الموقع عبر العنوان التالي:http://www.neswacafe.com
كادر
(نسوة كافيه) مجلة أسبوعية بقالب يومي، جديدها أربع موضوعات يوميا، وتعمل كبقيّة الصحف الالكترونية اليومية على نشر التحقيقات طيلة الاسبوع. أما فريق العمل فمكون من متطوعات إعلامّيات ذوات خبرة مهنية. اسمه دال عليه أي ان إهتمامه منصبّ على المرأة فقط وكل ما له علاقة بها، بمعنى ان الرجل موجود في الموقع بقدر صلته بالمرأة وقضاياها.

السابق
“حزب الله” للمشاركة بعيد التحرير الأربعاء
التالي
قباني: على الدولة حماية قطاع النقل