حلّان لا ثالث لهما: حكومة أمر واقع أو تراجع عون

يخرج زائر فردان بانطباع واضح مفاده أنّ لا مخرج قريبا للأزمة الحكومية، كما لا مفر أمام الأكثرية من خيار تكليف ميقاتي، وإن بقي رئيس التيار الوطني الحرّ، عكس التيار.

وهذا ما أثبتته أجواء اللقاء الأخير الذي عقد بين الرئيس نجيب ميقاتي والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل برفقة المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل، في منزل ميقاتي ليل الثلثاء، والذي عبّر خلاله الخليلان وبوضوح عن أن الكلام الذي صدر من الرابية في شأن البحث عن بديل آخر لتسلّم مهمة التشكيل لا يعني حزب الله وحركة أمل.

وفي السياق نفسه كشفت مصادر متابعة لعملية التأليف أنّ آخر اجتماع جمع الخليلين بالرئيس ميقاتي في حضور موفد الجنرال الوزير جبران باسيل كان عاصفا، وقد تخلّله اشتباك كلامي عالي النبرة بين الخليلين وباسيل على خلفية توزيع الحصص داخل الحكومة، إذ فوجئا بقرار جديد لموفد رئيس تكتل التغيير والإصلاح خالف ما تم الاتفاق عليه سابقا مع العماد عون. وذكرت المعلومات أنّ الخليلين عبّرا عن استيائهما عندما سمعا باسيل يطالب بحصة من تسع حقائب وزارية بعدما كان وافق على ثماني حقائب ووزارتي دولة، إضافة الى إصراره على حصة الموارنة الخمسة، وكذلك حقيبة الشؤون الاجتماعية التي كان وُعد بها رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. فضّ اللقاء وعادت الأمور إلى نقطة الصفر.

فشلت مجددا محاولة موفدي بري ونصر الله في تقريب وجهات النظر بين الجنرال والرئيس المكلّف، وعدنا إلى المربّع الاول… تلاشت حظوظ عودة العلاقة إلى طبيعتها بينهما، وباتت تردّدات استياء الجنرال من الرئيس المكلّف تصل تباعا إلى فردان… ولم يبقَ، حسب أوساط الرئيس المكلف، سوى مخرجين لا ثالث لهما: إما أن يقوم حلفاء الجنرال بالضغط عليه بالفعل لا بالقول، أو حكومة الأمر الواقع…

وسط هذه الأجواء أتت الزيارة المفاجئة لرئيس حزب الكتائب أمين الجميل إلى منزل الرئيس المكلّف، من دون تكليف من 14 آذار… هذه الزيارة أدرجتها أوساط متابعة في إطار الاتصالات الدائمة بين الرجلين لما يربطهما من صداقة متينة.

لم يتناول الكلام في لقاء النصف ساعة صيغة جديدة عرضها الرئيس المكلف على الجميّل أو أخرى عرضها الأخير على ميقاتي، علما أنّ الرئيس المكلف ألمح في معرض الحديث عن تمنّ لديه في عودة التفاوض مع 14 آذار، فيما كان الجميّل واضحا أنه لم يأت لهذه الغاية. لم يغُص الرجلان في تفاصيل تشكيل الحكومة، إلا أنّ الجميّل خرج بانطباع أن هناك عقبات كثيرة ومتعددة تحول دون تشكيل الحكومة، وأن الرئيس المكلف باق على إصراره في عدم تشكيل حكومة "كيف ما كان" تثير الحساسيات الداخلية والخارجية، وأنّ التوافق بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال سليمان قائم إلى أبعد حدود… لم يتفق الجميّل وميقاتي على اجتماع جديد وإن كان التواصل بينهما لن ينقطع.

السابق
ملف لكل دولة عربية
التالي
بعد إضراب المعلّمين…هل تبقى الامتحانات الرسميّة في موعدها؟