بعد إضراب المعلّمين…هل تبقى الامتحانات الرسميّة في موعدها؟

لقي الإضراب العام الذي دعت إليه هيئة التنسيق النقابية التزاما واسعا، في وقت شهد يوم أمس إقفالا لمعظم المعاهد والكلّيات وفروع الجامعة اللبنانية والثانويات والمدارس في قطاعي التعليم الرسمي والخاص، ومعاهد ومدارس التعليم المهني والتقني الرسمي، والإدارات العامة. ولكنّ السؤال الذي طرح نفسه: ماذا بعد الإضراب التحذيري؟ ماذا عن واقع الامتحانات الرسميّة في ظلّ التحرّكات التصعيديّة التي وعدت بها هيئة التنسيق؟ …

الوزير منيمنة

إعتبر وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسن منيمنة "أنّ إضراب الأساتذة عكس غضب فئة واسعة من اللبنانيّين حيال واقع الفراغ السياسي"، مثنيا على هذه الخطوة التحذيريّة "التي من شأنها تحفيز السياسيّين للإسراع في تشكيل الحكومة". وقال لـ"الجمهورية": "تحرّك القطاع التربويّ بشقّيه حمّل السياسيّين الحالة المتردّية التي وصل إليها البلد برمّته من عجز وفشل".

ولفت منيمنة إلى أنّ إضراب المعلمين قد "لا يكفي"، موضحا: "صرخة البارحة قد تعجزعن إعادة المياه إلى مجاريها، وقد لا تؤدّي إلى تشكيل الحكومة، سيّما وأنّ التصريحات تظهر الكثير من التعنّت عند بعض السياسيّين". أضاف: "ما نشهده من مصائب ومشاكل مردّه التأخّر في تشكيل الحكومة، لذا نشجّع أيّ تحرّك يدفع عجلة التشكيل قدُما".

الأب تابت

بدوره، أثنى الأمين العام لاتّحاد المدارس الكاثوليكيّة الأب مروان تابت على التضامن الذي حقّقه إضراب المعلمين: "معظم المؤسّسات التربوية التزمت إضراب الأمس، مطالب المعلمين محقّة، وطنية، في وقت يعيش لبنان على كفّ عفريت".

و أكّد ان "المدارس الكاثوليكيّة ستتابع تدريسها على نحو طبيعيّ". ولم يخفِ تابت تخوّفه على مستقبل الامتحانات الرسميّة، فقال: "في الدرجة الأولى نعوّل على حكمة الأساتذة في عدم اللجوء إلى التصعيد كي لا ينعكس الأمر سلبا على الامتحانات الرسمية، وإنهاء العام الدراسي". أضاف: "لا بدّ من التريّث والانتظار لمعرفة طبيعة التحرّك الذي ستشهده الأيّام المقبلة".

نعمة محفوض

من جهته، أثنى نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض على التحرّك، قائلا: "ما حقّقه القطاع التربويّ يُعتبر من أنجح الإضرابات، في ظلّ تضامن هيئات التنسيق النقابية، إذ، للمرّة الأولى نشهد إضرابا غير فئويّ، ولا يقف عند مصلحة فئة محدّدة، بل أردناها صرخة دفاعية للتصدّي للقيّمين على هذا البلد". أضاف: "لم يعد في وسع الشعب اللبناني دفع الثمن وتكبّد المزيد من الأعباء في ظلّ الفراغ السياسي الحكومي الحاصل، وإذا استمرت الحال على ما هي عليه، فنحن أمام انهيار اقتصاديّ قريب".

أمّا عن الخطوات التصعيديّة التي قد يلجأ إليها المعلّمون، قال: "ما شهدناه مجرّد خطوة تحذيريّة، ستتبعه خطوات تصعيديّة، وذلك رهن بما ستقرّره هيئة التنسيق النقابيّة في اجتماعها مطلع الأسبوع المقبل". أضاف: "لا شكّ في أنّ تحرّكنا سيتمّ في ضوء النتائج وردود الفعل التي سنلقاها من قِبل المعنيّين. وإذا لم يلقَ تحرّكنا آذانا صاغية سنلجأ إلى الاعتصامات والنزول إلى الشارع".

في هذا السياق، دعا محفوض مختلف شرائح المجتمع اللبناني، وهيئات المجتمع المدني، والطلّاب وأهاليهم للانضمام إلى أيّ خطوة تصعيديّة قد يراها المعلّمون مناسبة لوضع حدّ لإهمال المسؤولين". أضاف: "نحن حريصون جدّا على إنهاء العام الدراسي، وتمرير الامتحانات الرسمية مراقبةً وتصحيحاً، على ما يرام، فالامتحانات والشهادات خط أحمر".

حنّا غريب

من جهته، اعتبر رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنّا غريب "أنّ المعلمين دقّوا ناقوس الخطر حيال وضع لم يعد يحتمل، في وقت أصبح الاستمرار في الصمت دليل موافقة وتواطؤ على استمرار الفراغ السياسي". لذا آمل أن يلقى تحرّكهم الردّ المناسب عبر الإسراع في تشكيل الحكومة". أضاف: "سنتريّث لمعرفة مفاعيل الإضراب وأصدائه في كواليس السياسة، وعلى إثرها سنكشف عن خطواتنا التصعيديّة"، مضيفا: "لن نتردّد في ممارسة أيّ ضغط من أجل تحقيق نتائج مثمرة".

كما دعا غريب القطاعات كافة لتحمّل المسؤوليّة والانضمام إلى صرخة المعلمين: "أدعو جميع المتضرّرين إلى التصدّي لحال الجمود والركود في هذا البلد، والتعبير عن رأيهم ومواقفهم، وكسر حال المراوحة التي يتخبّط فيها لبنان منذ أشهر".

وحرص غريب على قطع الطريق على كلّ الشائعات التي بدأت تطاول مواعيد الامتحانات الرسمية، قائلا: "نطمئن الأهالي إلى أنّ تحرّك الأساتذة لن يؤثر لا على امتحانات نهاية العام الدراسي، أو الامتحانات الرسمية، فمصلحة الطلّاب من أولويّاتنا".

بالأمس قال القطاع التربوي كلمته معبّرا عن صرخة شعب يعاني برمّته من قساوة ظروف الحياة المعيشيّة. في كل الأحوال ألا تستحقّ لقمة عيش المواطن أن يتخلّى السياسيّون عن سباقهم المحموم على الحقائب الوزاريّة؟

السابق
حلّان لا ثالث لهما: حكومة أمر واقع أو تراجع عون
التالي
هل يترحّمون على حسني مبارك؟