البناء: لا توقعات بخرق حكومي جدِّي و14 آذار يُكمل سياسة التعطيل والتأزيم

تؤكد معطيات الأيام الأخيرة، بما في ذلك الزيارة المرتقبة اليوم لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، ان المشروع التآمري الذي تعمل وتخطط له الإدارة الأميركية مع حلفائها الغربيين وبتناغم من قبل حلفائها في بعض العواصم العربية، بما في ذلك حلفاؤها في قوى «14 آذار» لا يزال يسعى الى استهداف قوى المقاومة والممانعة من سورية الى لبنان وصولا الى فلسطين. وان هذا المخطط لا يزال هناك من يتضامن معه في لبنان وحتى في سورية.

وقد ثبت بالملموس ان هذا المخطط لم يسقط بل يسعى بكل الوسائل لابتزاز سورية ومعها قوى المقاومة في لبنان، وهذا ظهر بوضوح من خلال الحملة الشعواء التي انبرت اليها بعض العواصم الغربية في الايام الاخيرة ضد سورية من واشنطن الى بريطانيا وصولا الى المانيا وباريس، وكذلك على المستوى اللبناني من خلال استخدام كل اساليب الابتزاز والضغط على بعض المراجع اللبنانية لمنع تأليف الحكومة، وهو ما كانت اشارت اليه «البناء» في الساعات الماضية من ان هناك ضغطا اميركيا جديا على رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي حتى لا يؤلف الحكومة بانتظار ما سيحصل في المنطقة.

وقد دخل فريق «14 آذار» على خط الابتزاز الأميركي والمراهنة على حصول متغيرات تعيد الى هذا الفريق توازنه السياسي.
بل ذهبت الامور لدى هذا الفريق بدءا من «تيار المستقبل» الى محاولته التدخل في الشأن السوري، وهو ما برز بشكل وقح في تصريحات عدد من نواب هذا التيار وقوى اخرى، وايضا من خلال السعي الى اقامة ندوة سياسية تحت عنوان «دعم الشعب السوري» فيما هي بحقيقة الامر تدخل فظ في الشؤون السورية.
ولم تتوقف محاولات الابتزاز الغربي والاميركي ومن معهم في لبنان وغيره على هذه الخطوات، بل ان هؤلاء لم ينطقوا بكلمة واحدة تستنكر ما تقوم به المجموعات الإرهابية في سورية مما كشف المؤامرة التي كانت أعدت لسورية في سبيل إضعاف دورها وإحداث فتنة داخلها.

زيارة فيلتمان «المفخخة»
وفيما لم يحصل اي خرق لأزمة تأليف الحكومة بعد اجتماع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مساء اول من امس مع «الخليلين» من المتوقع ان يصل اليوم الى بيروت مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان في محاولة مكشوفة ووقحة لممارسة المزيد من الابتزاز والضغط على الداخل اللبناني من أجل منع تشكيل الحكومة.

وبحسب مصادر سياسية قريبة من مرجع سياسي، فإن زيارة فيلتمان هدفها الاستماع الى آراء القيادات اللبنانية حول التطورات الاخيرة. لكنها تحمل في الوقت نفسه رسائل وتوجهات معينة. كما ان المصادر تعتقد ان الزيارة هي لتبديد الانطباع لدى فريق «14 آذار» بأن الإدارة الأميركية لم تعد تعطي الوضع اللبناني الاولوية وخصوصا ان بعض قيادات هذا الفريق التي زارت واشنطن اخيرا ومنهم الرئيس فؤاد السنيورة خرجوا بانطباع ان واشنطن لم تعد تعطيهم الاولوية على مستوى نظرتها للشرق الاوسط.

التعقيدات الحكومية إلى المربع الأول
وبالعودة الى الموضوع الحكومي، فإن مصادر عليمة اوضحت لـ «البناء» ان لقاء الرئيس المكلف مساء اول من امس مع «الخليلين» جرى خلاله استعراض لما حصل في المرحلة السابقة حول تشكيل الحكومة والمقاربات التي يمكن اللجوء اليها لتجاوز التعقيدات التي تعيق الاتفاق على الصيغة.
واشارت المصادر الى ان الامور ما تزال تراوح مكانها خاصة في ما يتعلق بكيفية توزيع الحصة المارونية، حيث يصر رئيس الجمهورية على اعطائه وزير ماروني فيما يرفض العماد عون التنازل عن حصته المارونية وهي اربعة وزراء.
وأوضحت ان الرئيس ميقاتي طلب من «الخليلين» ان يصار الى تزويده بالأسماء التي يريد العماد عون توزيرها في الحكومة. وقد وعد «الخليلان» بالتشاور مع عون لإعطاء الجواب حول هذه المسألة، وهو ما ترفضه اوساط التيار.
ولوحظ امس ان الرئيس بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي لم يقم اي منهما بزيارة قصر بعبدا فيما غاب لقاء الاربعاء النيابي عن ساحة النجمة امس.

أوساط بعبدا
لكن اوساط بعبدا، اكدت لـ «البناء» العلاقات الجيدة بين الرئاستين الاولى والثانية، قالت ان لا شيء استجد يستدعي عقد اللقاء الاسبوعي في بعبدا، وان اتصالا هاتفيا حول هذا الامر حصل بين الرئيسين وتناول مستجدات الوضع الحكومي الراهن.
واضافت: ان الرئيسين اكدا متابعة الاتصالات وتكثيفها مع المعنيين توصلا الى حل للعديد من العقد التي لا تزال تتحكم بإعلان التشكيلة الحكومية.
وبالنسبة الى زيارة الرئيس المكلف الى بعبدا ايضا، قالت الاوساط ان لا موعد محددا لزيارة ميقاتي الى بعبدا، وتمنى لهذه الزيارة ان تحصل في أي وقت ولو في ساعة متأخرة من الليل، لو استجد اي جديد لدى الرئيس المكلف مؤكدا ايضا ان الاتصالات والمشاورات الهاتفية متواصلة بين بعبدا وفردان حول كل جديد يتعلق بالتشكيلة الحكومية المرتقبة.

مصدر في الأكثرية الجديدة
كذلك كشف مصدر بارز في الاكثرية الجديدة لـ «البناء» امس ان هناك سعيا جديا لإيجاد المخارج اللازمة القائمة، واننا مصممون على تجاوز العقبات لتشكيل الحكومة في اقرب وقت.
اضاف: لقد تحركنا مجددا وبكل جدية منذ اول من امس، اولا كي لا تبقى الامور جامدة او يقال ان الوضع وصل الى طريق مسدود، وثانيا، للدفع باتجاه تجاوز العقبات التي نشأت رغم الاتفاق على حل عقدة الداخلية.
وكشف المصدر انه في لقاء «الخليلين» مع الرئيس ميقاتي جرى تبادل افكار جديدة لكنه اعترف في الوقت نفسه ان الخلاف على حقيبة الاتصالات لم يعالج بعد.
لكن مصدرا قياديا مطلعا على اجواء الاتصالات، يؤكد ان الامور بلغت مرحلة الاستعصاء وانه لا يتوقع حصول اي انفراج على مستوى ازمة التأليف الا اذا حصلت «صدمة» غير متوقعة خصوصا ان ما طرح من شروط وشروط مضادة بلغ مرحلة أقفلت معها كل الحلول والتسويات، الا ان المصادر استبعدت في الوقت ذاته ان يلجأ الرئيس المكلف الى تشكيل حكومة أمر واقع لأن هكذا حكومة ستسقط سريعاً.
وأعلن عضو تكتل التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا في حديث لـ «النشرة» امس ان الاتصالات مقطوعة بين الرابية وفردان، وقال: «اذا وجدت صيغة قانونية لسحب الثقة من ميقاتي فسنتبناها».

نجاح الإضراب التربوي
ووسط هذه الاجواء المستعصية على صعيد تشكيل الحكومة، فإن القطاع التربوي الرسمي والخاص وبكل فئاته الثانوية والجامعية والمهنية بالإضافة الى الإدارات العامة نفذت اضرابا تحذيريا امس احتجاجا على الفراغ السياسي في البلاد وانعكاس ذلك على تفاقم الازمة الحياتية والمعيشية.
وقد حذرت هيئة التنسيق النقابية التي كانت دعت الى الاضراب عبر العديد من النقابيين فيها من انها سلتجأ الى تصعيد خطواتها الاسبوع المقبل، اذا بقيت الامور تراوح مكانها، وبالتالي ستلجأ الى الإضراب العام والتظاهر في كل المناطق اللبنانية.

تعليق إضراب السائقين
وليلاً، وإثر اجتماع في مقر الاتحاد العمالي العام وبعد عرض تقدمت به وزيرة المال ريا الحسن للسائقين العموميين يقضي بإعطائهم بدل 12.5 صفيحة من البنزين، قررت اتحادات النقل البري تعليق الاضراب الذي كان مقررا غدا بعد قبولها بعرض وزيرة المال ريا الحسن بدعم السائقين العموميين واصحاب الشاحنات بـ 12.5 صفيحة من مادة البنزين شهريا لمدة 3 اشهر قابلة للتجديد.

طليس
واثر الاجتماع اعلن رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس انه تم التوصل الى اتفاق مع وزيرة المال. كما انه حصل إجماع على تعليق الاضراب لأننا هواة مطالب وليس اضرابات.
وأشار الى ان المطالب لم تتحقق بالكامل، وهناك مطالب سنتابعها ولا سيما تعزيز قطاع النقل. وأعلن انه سيعقد اجتماعا يوم الاثنين المقبل مع الاتحاد العمالي العام لوضع خطة تحرك مقبلة، موضحا ان وزيرة المال ابلغت المجتمعين انها ستبدأ فورا بالتنفيذ وانه سيتم إقرار سلفة خزينة في وقت قريب لوضع «بونات» خاصة للسائقين.
واشار الى انه ومن خلال دعم قطاع النقل البري فهذا يعني ان تعرفة النقل لن تعدل وهذا من شأنه ان يخفف عبئا عن الناس.
وفهم ان المبلغ الذي سيدفع سيكون لصاحب الآلية. وتبلغ قيمة البونات للسيارات 470 الف ليرة لبنانية وللشاحنات والصهاريج 350 الف ليرة لانها تعمل على المازوت.
وذكرت المعلومات انه جرى اتصال برئيس الجمهورية ميشال سليمان ووضع في جو الاتفاق.
وعلمت «البناء» من مصادر المجتمعين انه جرى خلال الاجتماع اخذ ورد في كثير من الاحيان، كون حكومة تصريف الاعمال المستقيلة لا يمكنها وضع حلول جذرية للأزمة، وان الـ 12 صفيحة بنزين ونصف الصفيحة التي وعد بها اصحاب اللوحات العمومية، يستفيدون هم فقط منها، بمعنى من أستأجر لوحة عمومية من السائقين، لا يستفيد من هذه البونات.
كما شهد الاجتماع تباينا في وجهات النظر، ما حدا برئيس «الولاء للنقابات» عبد الإله حماده بأن يهدد في حال ألغي الاضراب، ان يكون للنقابات كلام آخر، وأيده في ذلك نقيب السائقين العموميين في بعلبك الهرمل محمد الفوعاني، اما رئيس نقابة سائقي الباصات العمومية حسن يحيى فقد رفض كليا حل «البونات» على ان يجري تحديد سقف اسعار المحروقات.
من جهته، وفي تصريح لـ «البناء» اعتبر عضو هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام، ورئيس جمعية نقابات العمال والمستخدمين في لبنان، بطرس سعاده، أن «الاتفاق الذي يجري تداوله، والذي يمنح اصحاب اللوحات العمومية «بونا» شهريا مقداره 320 دولارا اميركيا، سيكون على حساب المواطنين اللبنانيين الفقراء، وسيثقل كاهلهم بضرائب جديدة، كما سيبقي اسعار المحروقات ولا سيما البنزين من دون ضوابط». وطالب سعاده بـ «رفع بدل النقل اليومي للعمال والموظفين الى 15.000 ل.ل.، او تحديد سقف اسعار البنزين بـ 25.000 ل.ل».

وكان سبق ذلك اجتماع عقد عصرا، قدمت فيه الحسن العرض نفسه لكنه رفض.
وفي اتصال مع رئيس الاتحاد، أوضح عبد الأمير نجده لـ «البناء» ان الاتحاد وافق على عرض الحسن كاشفا عن اجتماع موسع يعقد الاثنين المقبل لمناقشة الموضوع. وفي المعلومات ان تباينا في الرأي حصل بين ممثلي الاتحاد بين رافض للطرح وموافق عليه انتهى الى تعليق الاضراب.
وفي اتصال ليلا ايضا مع رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن الذي كان اوضح لـ «البناء» في وقت سابق ان الاتحاد رفض عرض الحسن، قال ان اتفاقا حصل بين الطرفين، ولم يرد على ذلك بأي حرف!

«14 آذار» يستمر في التعطيل البلاد
على صعيد آخر، كشف فريق «14 آذار» عن موقفه الحقيقي الساعي الى التعطيل والى المساهمة في مزيد من تدهور الوضع في البلاد في سعي واضح الى الضغط على الاكثرية الجديدة وإحراجها امام الرأي العام.
وقد جاء ذلك من خلال معارضته لانعقاد المجلس النيابي من اجل التصدي للقضايا والملفات الملحة، مع العلم انه كان بنى خطابه السابق على الحديث الاستهلاكي المطالب بتفعيل عمل المجلس وشن حملة منظمة في هذا الإطار على الرئيس بري الذي وضع امس هذا الفريق امام الحقيقة، فما كان منه الا ان تنصّل من مواقفه السابقة وأصر على رفض عقد جلسة عامة لمناقشة العديد من المسائل الملحة، ومنها موضوع السجون ووضع حاكمية مصرف لبنان وهموم الناس.
وقد حاول الرئيس بري بدراية في اجتماع هيئة المكتب ولجنة الإدارة والعدل امس وضع الجميع امام مسؤولياتهم خصوصا في ظل الآفاق التي لم تفتح بعد لولادة الحكومة، ومع انه يستطيع الدعوة الى عقد جلسة عامة من دون الرجوع الى هيئة المكتب الا انه حرص على التداول والتشاور في هذا الشأن، ولم يكتف بذلك بل حدد مهلة التشاور لعشرة ايام تكون فرصة مزدوجة إما لولادة الحكومة في غضون هذه المهلة، او الوصول الى إجماع او توافق حول التئام المجلس في هيئته العامة، اما في حال عدم التوصل الى هذه النتيجة وبقاء الامور على حالها، فإن الرئيس بري سيبادر الى الدعوة الى عقد جلسة عامة ولتحميل كل مسؤوليته.

حملة أميركية ـ غربية ضد سورية
اما على صعيد الوضع في سورية، فإن الحياة عادت الى طبيعتها في معظم المناطق السورية التي كانت قد شهدت اعتداءات وعمليات إرهاب من قبل مجموعات تكفيرية. رغم بقاء بعض المجموعات التي تسعى الى استهداف المواطنين والقوى الأمنية، وهو ما حصل امس في منطقة تلكلخ في منطقة حمص ما ادى الى مقتل ضابط واربعة عناصر من دورية لقوى الأمن الداخلي. لكن رغم ما قامت به المجموعات الإرهابية، في واشنطن وحلفاؤها الغربيون يستمرون في محاولاتهم لابتزاز سورية ودورها، بعد ان استطاعت وحدة الشعب والجيش والقيادة إسقاط الحلقة الاساسية من المخطط الجهنمي الذي عملت له اجهزة المخابرات الأميركية و»الاسرائيلية» مع بعض الدوائر الغربية والعربية.
وهذه المحاولات للتأثير في موقع سورية ودورها تبدو واضحة من خلال سلسلة المواقف المتناغمة التي صدرت في الساعات الماضية عن واشنطن ولندن وبرلين، في وقت تحدثت معلومات عن اجتماع خمس من قيادات ما يسمى بالمعارضة السورية مع مسؤولين «إسرائيليين» في فيينا بالنمسا، بهدف الاستعانة بـ «الإسرائيلي» ضد سورية.

وامس ذكرت وكالة «رويترز» ان الإدارة الأميركية ستفرض عقوبات على الرئيس الاسد بعد ساعات من اعلان كل من لندن وبرلين انها ستقوم بفرض عقوبات مماثلة.
وقد طلب وزير الخارجية الالمانية غويدو فيسترفيلله بفرض عقوبات على الرئيس الاسد وقال: «انه سيكون هناك تجميد للأصول المصرفية وفرض قيود على السفر من ضمن التدابير التي ستتخذ».
كما نقلت الوكالة الإيطالية «اكي» عن مصدر مطلع في المجلس الوزاري الاوروبي ان المناقشات مستمرة في اروقة الاتحاد من اجل بلورة رؤية اكثر وضوحا حول مستقبل التعامل مع الملف السوري، وأشار المصدر الى إمكان توسيع لائحة المسؤولين السوريين الذين جمّدت اموالهم».

تركيا تحذّر…
وفي هذا السياق، حذر مسؤول تركي الولايات المتحدة من «استهداف الرئيس السوري بشار الأسد لأنه لا بديل له حاليا»، فيما دعا السفير الأميركي لدى أنقرة فرانسيس ريكارديوني سورية الى «وقف تعاونها مع حزب الله وإيران».
ونقلت صحيفة «زمان» التركية عن مسؤول تركي قوله ان «تركيا حذرت خلال اجتماع عقد بين رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وريكارديوني من أنه يتوجب على الولايات المتحدة التفكير مرتين قبل جعل الأسد هدفا لانه لا بديل له حاليا».

سقوط الدعوة إلى الإضراب العام
وتأكيدا على وحدة الشعب مع القيادة، فإن دعوة ما يسمى المعارضة السورية للإضراب العام يوم امس بقيت دعوة فارغة بحيث لم يجر التجاوب معها في كل المناطق السورية، باستثناء بعض المحال في مدينة حمص ونزول مجموعات لا يزيد عددها عن اصابع اليد الواحدة للتظاهر وتتألف كل مجموعة ما بين خمسة الى عشرة اشخاص، وهو ما اعترفت به القنوات التلفزيونية التي كانت تحرض للفتنة في سورية.

سقوط شهداء جدد
ونقلت وكالة «سانا» السورية عن مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السورية ان «جماعة إرهابية مسلحة اطلقت النار على دورية لقوى الأمن الداخلي في منطقة تلكلخ في حمص ما ادى الى مقتل ضابط واربعة عناصر.
بدورها اشارت صحيفة «الثورة» السورية الى ان صورا وذكريات مؤلمة، تقشعر لها الأبدان، وتتنافى مع ابسط القيم الانسانية والتعاليم الدينية، رواها اهالي قرية العريضة الغربية السورية، ومدينة تلكلخ ممن ترك منزله وارضه وعمله هناك هربا من المجموعات الإرهابية التكفيرية ومن ساندهم من عناصر مجرمة من بلدة وادي خالد اللبنانية، التي عاثت فسادا في كلا المنطقتين.
ولفتت الى ان «اولئك الذين هربوا من بطش المجموعات الإرهابية اكدوا لـ»الثورة» التي التقتهم عند اقارب لهم في بعض قرى سهل عكار، ان تلك المجموعات اعتدت على الممتلكات العامة، وأحرقت عددا من منازلهم، واطلقت النار على العديد منهم، وهددت بخطف النساء وقتل الاطفال، وكل ذلك بهدف دفعنا الى الهرب وتصويرنا لاحقا على اننا مهجرون، وذلك قبل يومين من دخول وحدات الجيش الى المنطقة.
وامس نفى السفير السوري علي عبد الكريم علي اي نزوح سوري الى لبنان، مدرجا قدوم السوريين في إطار الزيارات بين الاهل، آملا «ان يكون لبنان ممسكا بواجباته تجاه نفسه ولا سيما عند الحدود بمعنى منع العبث بالأمن اللبناني التي هو منع للعبث بالأمن السوري».

الى ذلك، اعتبرت صحيفة «الوطن» السورية ان «الخداع الذي مارسته قوى الرابع عشر من آذار، في مقدمهم تيار «المستقبل»، حيال المؤامرة على سورية بادعائها انها تقف على الحياد، وانها ليست في وارد التدخل في مسار الاحداث السورية فضحته في اليومين الاخيرين ألسنة بعض مسؤولي هذا الفريق وتصرفات بعضه الآخر الذي عمد الى محاولة إقامة مهرجان خطابي في فندق البريستول يدّعي فيه «مساندة المعارضين السوريين»، في حين يقصد تقديم مساندة جديدة إلى «المجموعات الإرهابية» التي حاولت أن تعيث خرابا في سورية، مستهدفة استقرارها وأمنها وسلامة شعبها.
وامس، واصلت ما تسمى الأمانة العامة لقوى «14 آذار» استغلال الاحداث التي حصلت في سورية، حيث حذرت مما وصفته «محاولة جعل لبنان ارضا للأزمة السورية. ومن اي محاولة سورية لتجاوز الحدود اللبنانية»، كما حاولت المبالغة في وصول بعض العائلات السورية الى لبنان من خلال الادعاء «بحالة النزوح الكثيف من البلدات السورية القريبة من لبنان».

السابق
النقابة مقفلة
التالي
الانباء: بري وحزب الله متمسكان بميقاتي.. وفيلتمان في بيروت اليوم