مالك مكتبي والموسم الأخير في الــ L.B.C

في البداية كانت اطلالة الإعلامي مالك مكتبي عبر المؤسسة اللبنانية للإرسال بمثابة صدمة بعد أن سلك ببرنامجه أحمر بالخط العريض، طريق الممنوع المرغوب داخل المجتمع العربي العام، إلا ان ثمة فخاً سقط فيه بعد طرحه قضية الشذوذ الجنسي، مما أوصل إلى إيقاف عرض البرنامج عبر البث الفضائي، لكن ذلك لم يكبح شهية مكتبي على تناول العديد من القضايا التي تجذب الرأي العام، في محاولة واضحة وصريحة لكسر حاجز الصمت والخوف والقلق والخروج إلى المجتمع لمواجهة كل تلك الهواجس، إلا أن هذه الخطوة، لم تصادف علاجاً تمت مواجهتها بالعديد من الآراء الطبية والنفسية والاجتماعية وكأن المحاضرات الكلامية من الممكن أن تشفي أوبئة اجتماعية مستفحلة للإضاءة على الأزمات دون المساهمة في حلها، باستثناء ما جرى في حلقة <عمالة الأطفال> واستضافة وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ·

مالك مكتبي سعى وجند كل طاقته من أجل <الأكشن> الذي من شأنه أن يلفت الانتباه إلى <أحمر بالخط العريض> وحتى أنه مد يده باتجاه مواضيع ساخنة جداً، لكن الفكرة بقيت تكشف المستور ليس إلا، لأن من الواضح أنه ليس في اليد حيلة في العديد من الأطر الاجتماعية خاصة بعدما تمت الاستعانة بنماذج من الوطن العربي، وجرت محاولة لاستيعاب مشاكلها من المنظار اللبناني وبما في ذلك من اختلاف جذري بالعادات والتقاليد والآراء، لذا فإن مكتبي بقي رهينة <الأكشن> الذي أراده أساساً ونهجاً واحداً، لذا استمر الأمر على الاستعراض الــ دون الغوص في المضمون، ولا شك أن المؤسسة اللبنانية للإرسال استفادت من تلك الحالة التي ضخت بعض الحيوية على شاشتها، وأحياناً أتوا بمطلقة أو أرملة بمجرد الإضاءة على رأيها·

وإذا كان رهان مالك مكتبي على العناوين الرنانة غير قابل للتغيير فإن ذلك لا بد أن ينتهي في يوم من الأيام، لذا من المفترض البحث عن بديل، لأنه مثلاً <برنامج للنشر> الذي يقدمه طوني خليفة، عبر التلفزيون الجديد، طرح المشكلة والحل معاً، وهناك نموذج في قضية الرجل المشرد الذي جرى علاجه في مستشفى دير الصليب وغيرها من المواضيع التي حملت <الأكشن> والمضمون معاً، وإلا فإن مكتبي يجد نفسه أمام حالة من الإفلاس، مع طروحات عادية لا تروي فضول المشاهدين وحتى ان <أحمر بالخط العريض، لم يفلح في التحول إلى منبر لشكوى هموم الناس العاديين، ومما يدل إلى وجود خلل ما، يجب التمعن فيه قبل أن يلتهم الفكرة ككل·

مالك مكتبي شكل صدمة في البداية وعزز استمراريته بالقضايا الساخنة التي تفاعلنا معها، لكن السؤال إلى متى سيكفيه وقود مشاكل الآخرين؟ وهل فعلاً هذا هو الموسم الأخير له في الــ < LBC>؟

السابق
بري وبيان بكركي
التالي
دورة إعداد للمتفوّقين