حوري: الأمور عادت إلى نقطة الصفر

انقطاع الاتصالات بين المعنيين بعملية تأليف الحكومة بعد انسداد مخارج التسوية, رفع من منسوب القلق من حجم المخاطر التي بدأت تتهدد لبنان الذي يقف على عتبة جملة استحقاقات سياسية واقتصادية داهمة, في الوقت الذي بدا كل فريق متسلحاً بمواقفه من موضوع التشكيل غير مستعد لتقديم تنازلات تساعد على التسريع بالولادة المرتقبة.

واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ"السياسة" فإن عملية التأليف قد دخلت في نفق مظلم إذا بقيت مواقف الأطراف على حالها ولم يحصل تغيير جدي في المشهد الحكومي من شأنه إحداث صدمة إيجابية تساعد على حلحلة العقد القائمة, خاصة في ظل تمسك الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بصلاحياته الدستورية ورفضه التنازل عنها مهما كان حجم الضغوطات التي قد يتعرض إليها, في مقابل تمسك رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بشروطه وفي مقدمها حصوله على التمثيل الماروني في الحكومة, ورفضه إعطاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان أي حصة وزارية, الأمر الذي عقد عملية التشكيل وجعلها أكثر صعوبة من كل المراحل التي مرت بها حتى الآن.

وسط هذه الأجواء, استبعد عضو كتلة "المستقبل" النائب عمار حوري إمكانية تشكل حكومة في المرحلة الراهنة. وقال لـ"السياسة": "إن الأمور عادت إلى نقطة الصفر ولا توجد مؤشرات إيجابية من ضمن المعطيات الحالية, وإن كانت الضرورة تقتضي تشكل حكومة اليوم قبل الغد لمعالجة أمور الناس الحياتية.

من جهته, حمل العماد عون الرئيس ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان "مسؤولية شل البلد لان السلطة بيدهما, ولا معايير لديهما, وما يقومان به لا يضحك ونسألهما لماذا لا يشكلان الحكومة"؟
وبعد اجتماع تكتل "التغيير والإصلاح" بعد ظهر أمس, أكد عون أن "لا جديد عن الحكومة وما زلنا في المربع الاول, وحلينا قصة الداخلية وعدنا الى المربع الأول ويبدو أن لا إرادة للتشكيل", مشيرا الى ان "شعار الحرية والسيادة والاستقلال بات شعاراً فارغاً لأن من يمارسون الحكم ليسوا أحراراً".

وبشأن الحديث عن مخارج قانونية تدرس لسحب الثقة من الرئيس المكلف, قال عون: "الأكثرية ليست مختلفة في ما بينها لكن هناك آراء مختلفة وحتى الآن لا يوجد أي موقف بل أفكار مطروحة, وهذا أمر تم طرحه بصيغة السؤال عما إذا كان هناك مخرج قانوني لهذه المسألة ويمكن أن يكون الاستنتاج بعدم وجود مثل هذا المخرج ولكن يكفي أن يقوم قسم من الأكثرية بسحب الثقة منه, وعندها لا ندري ماذا سيفعل (ميقاتي) وهل سيذهب إلى المقلب الآخر؟".
وشبه تعثر الرئيس المكلف في تشكيل الحكومة بمن يجهل مكمن "السحاب" في البنطلون, مضيفاً "لا أحد كان يعتقد أن رئيس الحكومة المكلف يجهل أصول اللعبة.. ألا يعرف أن عليه أن يشكل حكومة من الأكثرية فيذهب اليوم ليأتي بأناس من خارج هذه الحكومة؟"
إلى ذلك, قالت مصادر نيابية في تكتل "التغيير والإصلاح" لـ"السياسة" إنه إذا استمر الرئيس المكلف في انتهاج نفس الأسلوب في عملية تشكيل الحكومة, ضارباً عرض الحائط مطالب النائب عون, فإن ذلك سيدفعنا بالتأكيد إلى تسمية الأمور بأسمائها واتخاذ موقف حاسم من موضوع استمراره بتشكيل الحكومة, فيما يجوز أن يستمر الرئيس المكلف أسير مواقفه السلبية تجاه رئيس "التيار الوطني الحر" ما يقارب الأربعة أشهر, فإن البلد يسير من سيئ إلى أسوأ.

وفي تأكيد على عمق الأزمة, اعتبر متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة أن إمكانية تشكيل الحكومة سقطت بالضربة القاضية, داعياً إلى عملية استنهاض جماعية لتخطي الذات والمصالح الشخصية من أجل الوطن.

السابق
دعوات داخل دوائر القرار الإسرائيلي إلى حرب على سورية ولبنان
التالي
الصهيونية في زمن الربيع العربي