الوطن: إعلامه يتبنى الأشرطة الملفقة وروايات شهود الزور

الخداع الذي مارسته قوى الرابع عشر من آذار، في مقدمهم تيار «المستقبل»، حيال المؤامرة على سورية بادعائها أنها تقف على الحياد وإنها ليست في وارد التدخل في مسار الأحداث السورية

فضحته في اليومين الأخيرين ألسنة بعض مسؤولي هذا الفريق وتصرفات بعضه الآخر الذي عمد إلى محاولة إقامة مهرجان خطابي في فندق البريستول (يما يمثل من رمزية في صراع الأعوام الستة الأخيرة) يدّعي فيه «مساندة المعارضين السوريين»، على حين هو يقصد من زوبعة الفنجان هذه تقديم مساندة جديدة إلى المجموعات الإرهابية التي حاولت أن تعيث خرابا في سورية، مستهدفة استقرارها وأمنها وسلامة شعبها.
وحيال هذا الواقع، دعت الأحزاب الوطنية والتقدمية إلى تجمع أمام فندق البريستول احتجاجاً على ما كانت تعد له قوى الرابع عشر من آذار في الفندق عينه بتمويل من تيار «المستقبل»، الذي كان من المقرر أن يغيب عن الصورة مشاركة وحضوراً، كي يحافظ على حياده المزعوم.

وأسفرت الاتصالات التي حصلت على أكثر من مستوى رفيع، إلى إلغاء مهرجان «المستقبل» وحلفائه، من دون أن تصدر هذه القوى بياناً واضحاً في هذا الصدد. وهذا ما دفع إدارة الفندق إلى توضيح ما حصل بإعلانها أنها «علمت عند قراءتها للصحف الصادرة صباح اليوم (أمس) الثلاثاء 17 أيار 2011، خبر احتمال حدوث مواجهة بين معارضي النظام في سورية وبين مؤيديه أمام فندق البريستول، لذا قررت الإدارة الاعتذار عن استضافة المؤتمر الذي كان مزمعاً عقده اليوم (أمس) حفاظاً على جدول المناسبات المقامة في الفندق لهذا اليوم، وحفاظا على سلامة الضيوف والموظفين».

ولفت اعتراض وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب، على مهرجان قوى 14 آذار، بإعلانه أن «ليس من حق اللبنانيين أن يتدخلوا في الشؤون السورية الداخلية، كما كنا دائماً نقول إنه ليس من حق أي دولة أخرى بما فيها سورية التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية، وهذا ما يدعو إلى ترك أمر تقرير ما يجري في سورية إلى الإخوة السوريين الذين يعود لهم وينحصر بهم حق تقرير مصيرهم وتحديد شكل النظام الذي يريدون أن يكون النظام السياسي الذي يرعى شؤونهم، وليس من مصلحة العلاقات اللبنانية السورية أن يؤدي هذا الأمر إلى جعل اللبنانيين منقسمين حول سورية، قسم مع النظام السوري وقسم ضد النظام السوري وهذا لا يعود لمصلحة أحد». ودعا «بصدق إلى الابتعاد عن محور الصراع السوري الداخلي، والاكتفاء بتوحيد الموقف اللبناني حول الدعوة للشعب السوري الشقيق بالخير وبالوحدة، وبمستقبل زاهر في إطار النظام الذي يؤمن لهم حياة كريمة وحريتهم».

وقال مصدر رفيع لـ«الوطن»: إن تيار «المستقبل» الذي ادعى في بيانات كتلته النيابية الوقوف على الحياد حيال ما يحصل من أحداث في سورية، حاول أن يمرر موقفه الحقيقي الداعم للمجموعات الإرهابية بالمفرّق من خلال سياسة إعلامية طالما اتبعها تقوم على استصراح أو استصدار بيانات باسم نواب في التيار ومن ثم يلجأ إلى التبرؤ منها أو الادعاء أنها تمثل آراء أصحابها لا موقف التيار الرسمي.

وأوضح المصدر أن هذه الآلية ترافقت مع إعطاء قيادة تيار «المستقبل» على أرفع المستويات توجيهات إلى إعلام هذا التيار، وخصوصاً قناة «أخبار المستقبل»، تقضي بأن يفرد مساحة واسعة في النشرات الرئيسية للحادث في سورية، مع تبني كامل لما يرد من فبركات سواء في فضائيات عربية أو عبر إحدى القنوات الفضائية «السورية» التي تبث من إحدى الدول الخليجية، والتي تعتمد التضليل من خلال تلفيق الأفلام والأخبار واستجلاب شهود العيان الزور.
وضرب مثالاً على ذلك تراجع النائب محمد كبارة عن تصريحه أول من أمس، بإعلانه أمس أن موقفه يعبر «عن قناعاتي الشخصية وليس عن أي تجمع سياسي أنتمي إليه، وتيار المستقبل لا علاقة له بما يجري في سورية، ولا بما أصرح به، وموقف رئيسه الرئيس سعد الحريري واضح في هذا الإطار، ونحن لا نحتاج لتأكيد ثوابتنا الوطنية، فنحن مع استقرار الوضع السوري..»!

السابق
نزوع الشعوب للحرية والعدالة
التالي
“الثقافي الجنوبي”: أمسية لزين العابدين فؤاد