البناء:عودة الاتصالات بحثاً عن مخرج لأزمة التأليف

يكشف تيار «المستقبل» يوماً بعد يوم عن ارتباطاته ورهاناته على ما يُحاك ضد لبنان وسورية والموقف المقاوم والممانع، فاللغة المزدوجة لم تعد تنطلي على أحد، إذ أن الـ48 ساعة الماضية أسقطت ورقة التوت عن هذا التيار، الذي أخذ يجاهر عبر بعض أعضائه أو عبر وسائل إعلامه بكل ما يسعى إليه من مكائد لتوريط لبنان واللبنانيين في مزيد من التدهور والشروط، وهذا ما تجلى أمس من خلال محاولة «إقامة ندوة» في فندق البريستول ضد سورية من قبل فريق «14 آذار»، وتحديداً نجل أحد نواب تيار «المستقبل» (نهاد المشنوق)، حيث تأكد أن الجهات التي حجزت القاعة هي «تيار المستقبل» بالتنسيق مع ما يسمى بالأمانة العامة لـ«14 آذار».

وفي هذا الوقت، جندت وسائل إعلام هذا التيار كل فريق عملها لهدف واحد هو إشاعة الأكاذيب وتلفيق الروايات ضد سورية، مستغلة بعض العائلات السورية التي انتقلت من تلكلخ وجوارها إلى الشمال، كل ذلك بتناغم مع الضغوط الخارجية التي تمارسها الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بتواطؤ مع ما يسمى بالمعارضة السورية، حيث أن أحد المسؤولين عن حزب يميني متطرف في النمسا كشف النقاب عن أن اجتماعاً سيعقد اليوم بين خمسة من قيادات هذه المعارضة ومسؤولين «إسرائيليين» وبينما تحدثت وزيرة الخارجية الأميركية عن سعي الى اتخاذ مزيد من العقوبات ضد دمشق.

في ظل هذا السيناريو بدا المشهد الداخلي في حال من المراوحة والجمود، رغم استئناف المشاورات والتحركات بهدف تذليل العقبات التي تواجه تشكيل الحكومة، وهذا الموضوع كان محور بحث بين الرئيس نبيه بري والوزير جبران باسيل في
عين التينة بحضور النائب علي حسن خليل، ومساء التقى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي «الخليلين» في إطار البحث في مقاربة جديدة لتجاوز العقبات الحكومية.
ولكن مصادر مطلعة قالت لـ«البناء» مساء إنها لا تستطيع القول إن هناك تطوراً إيجابياً بارزاً قد ظهر، متسائلة عما إذا كانت هناك أسباب خفية أخرى تحول دون ولادة الحكومة وتحديداً الضغوط الأميركية على لبنان، وأفيد في هذا السياق أن نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان سيقوم بزيارة لبنان يوم غد الخميس في إطار العرقلة الأميركية لقيام الحكومة.

الإضرابات
ومع استمرار أزمة تشكيل الحكومة تضرب اليوم القطاعات التعليمية المختلفة الرسمية والخاصة، ويوم غد ينفذ السائقون العموميون إضراباً ومسيرات وذلك احتجاجاً على تفاقم الأزمة المعيشية، ورفضاً لما وصلت إليه أسعار المحروقات وفي سبيل تصحيح الأجور بما يتناسب مع نسبة الغلاء الكبيرة.
والتزاماً بقرار هيئة التنسيق النقابية، ينفذ الأساتذة في جميع معاهد وكليات وفروع الجامعة اللبنانية والثانويات والمدارس الرسمية والابتدائية والمتوسطة في القطاعين العام والخاص وفي معاهد التعليم الثانوي والمهني والتقني الرسمي إضراباً اليوم احتجاجاً على عدم تلبية طلبات الأساتذة المزمنة وللمطالبة بتصحيح الأجور بما يتناسب مع نسبة ارتفاع الأسعار.
في موازاة ذلك، تتوالى البيانات النقابية المؤيدة والداعية إلى المشاركة في إضراب اتحاد نقابات النقل البري المدعوم من الاتحاد العمالي العام وعدد من الاتحادات والنقابات العمالية، وأوضح مصدر لـ»البناء» أن الاستعدادات استكملت وأن المشاركة ستكون كثيفة وستفاجئ المسؤولين، مؤكداً سلمية الإضراب.

عقدتان تعيقان التأليف
وبالعودة إلى ملف تشكيل الحكومة، فإن العقدتين اللتين تشكلان العائق الجدي أمام إنجاز الطبخة الحكومية هما مطالبة رئيس الجمهورية بحقيبة مارونية لأن الرئيس سليمان لا يعتبر أن العميد مروان شربل يمثله أو هو من حصته، على اعتبار أن هناك توافقاً حصل حول اسم العميد شربل ولذلك فهو يطالب بوزير ماروني، بينما يرفض العماد عون ذلك لأنه يطالب بأربعة وزراء موارنة.
أما العقدة الأخرى فتتعلق برغبة الرئيس المكلف أن يكون هناك ثلاثة وزراء دولة من حصة العماد عون وحلفائه في تيار المرده وحزب الطاشناق بينما يصر العماد عون على أن يقتصر الأمر على وزيري دولة وواحد ماروني أو كاثوليكي والثاني أرمني.

عون يحمّل سليمان وميقاتي المسؤولية
وقد حمّل رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والرئيس ميشال سليمان مسؤولية شل البلد لأن السلطة بيدهما، ولا معايير لديهما، وما يقومان به لا يضحك ونسألهما لماذا لا يشكلان الحكومة؟».
وقال عون بعد اجتماع «التكتل» في الرابية إن «لا جديد عن الحكومة وما زلنا في المربع الأول، وحللنا قصة الداخلية وعدنا إلى المربع الأول ويبدو أن لا إرادة للتشكيل»، مشيراً إلى أن «شعار الحرية والسيادة والاستقلال بات شعاراً فارغاً لأن من يمارسون الحكم ليسوا أحراراً».
ولفت إلى أنه «رأينا ظاهرة جديدة بحركة التدخل في القضايا السورية ونحن لا مصلحة لنا ولا يجوز لنا التدخل بأي قضية سورية داخلية أو عربية حتى البحرين لا أحد تدخل، ولكن بدأنا نسمع مواقف تحريض من أحد نواب طرابلس ولا أعرف إلى أين سيوصل هذا الموضوع».

بري وهيئة مكتب المجلس اليوم
واليوم تتجه الأنظار إلى ساحة النجمة، حيث يترأس الرئيس بري اجتماعاً لهيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل لمناقشة كيفية تحريك عمل المجلس لمواجهة الكثير من القضايا والملفات الملحة المطروحة ووفق مصادر نيابية مطلعة فإن الرئيس بري يميل إلى عقد جلسة عامة للمجلس لبحث عدد من القضايا الملحة والضرورية، مستنداً إلى أمرين الأول الوضع المتردي الحاصل، والثاني أن المجلس سيد نفسه هذا عدا اعتبارات دستورية ستكون موضع نقاش مع العلم أن القرار يعود للرئيس بري أولاً وآخراً.
وفي الإطار نفسه، علمت «البناء» من مصادر نيابية مطلعة أيضاً، أن نواب فريق «14 آذار» الذين دأبوا أخيراً على انتقاد الرئيس بري واتهامه بتعطيل عمل المجلس يتجهون إلى رفض عقد جلسة عامة نظراً إلى عدم وجود حكومة وتحت عنوان رفض حكم البلد «بنظام مجلسي».

شكوى لبنانية الى مجلس الأمن
وعلى خلفية المجازر التي ارتكبتها قوات الاحتلال «الإسرائيلي» ضد المتظاهرين الفلسطينيين في مارون الراس يوم الأحد الماضي في الذكرى الـ63 لنكبة فلسطين، يتوقع أن تجري مشاورات في مجلس الأمن بعد الشكوى التي كان تقدم بها لبنان ليل أول من أمس إلى المجلس، لكن مصادر دبلوماسية استبعدت صدور موقف عن المجلس يدين «إسرائيل» لأن واشنطن وبعض حلفائها الغربيين سيمنعون صدور مثل هذا الموقف.
كذلك أقدمت حكومة اليمين المتطرف في «إسرائيل» على تقديم شكوى إلى مجلس الأمن ضد لبنان وسورية، واعتبرمندوب «إسرائيل» لدى الأمم المتحدة ميرون رؤوفين أن سورية سمحت للمتظاهرين بدخول «إسرائيل» عبر أراضيها لإثارة الاستفزاز بهدف صرف الأنظار عن مسائل أخرى.
وحذر السفير ميرون من أن الأحداث على الحدود مع لبنان قد تؤدي إلى تصعيد خطير للأوضاع، وأن «إسرائيل» تتوقع من الأسرة الدولية أن تعمل من أجل منع وقوع احتكاكات أخرى.
في هذا الوقت، أفيد عن قيام قوات الاحتلال «الإسرائيلي» بتحركات عسكرية على الحدود مع لبنان، ولا سيما على الطريق المحاذية لبلدة مارون الرأس، فيما يقوم الجيش واليونيفيل بتسيير دوريات في المنطقة الممتدة بين عديسة وكفركلا، ويلاحظ تحليق طيران حربي «إسرائيلي» في أجواء بنت جبيل ومرجعيون.
وأمس أكد الرئيس بري، بعد لقائه قائد قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب الجنرال ألبرتو أسارتا، أن المجزرة التي ارتكبتها القوات «الإسرائيلية» ضد المتظاهرين العزل في مارون الراس والتي لم يكن لها أي مبرر سوى العدوانية المعروفة والمتأصلة لدى «الإسرائيليين» هي خرق كبير للقرار 1701 لما تمثله من تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة.
كما تركز اللقاء على المجزرة النكراء، وعلى ضرورة تزويد الأمم المتحدة بحقيقة ما جرى من قبل قوات اليونيفيل التي هي شاهد على ما حدث.
أما رئيس «القوات» سمير جعجع فقد ذهبت به عقليته إلى حدود تبني الموقف «الإسرائيلي» حيث اعتبر أن ما جرى في مارون الراس خرق للقرار 1701.

الوضع في سورية
أما على صعيد الوضع في سورية، فإن الحياة الطبيعية عادت إلى كل المناطق التي شهدت أعمالاً تخريبية قامت بها مجموعات إرهابية في الفترة الأخيرة، بما في ذلك مدينة تلكلخ على الحدود مع لبنان.
لكن اللافت في هذا السياق، أن الأميركي ومن معه من أدوات في بعض دول المنطقة يصرون على استمرار التحريض على الفتنة واختلاق الأكاذيب والادعاءات عما كان حدث في بعض المناطق والتي كان آخرها ادعاء بعض «المعارضين السوريين» بوجود مقبرة جماعية في درعا وهو ما نفته السلطات المعنية في سورية.

واشنطن و«جوقتها» في لبنان
وكما كان لافتاً إصرار فريق «14 آذار» على التدخل في الشأن السوري تحت عناوين زائفة منها «التضامن مع الشعب السوري»، وهذا التوجه لاقى رفضاً واستنكاراً من أغلبية القوى السياسية اللبنانية، في وقت لوحظ أن كتلة «تيار المستقبل» عبرت بكل وقاحة عن دعمها لهذا التحرك المعادي لموقع سورية واستقرارها وهو ما أشارت إليه في بيان لها بعد اجتماعها برئاسة فؤاد السنيورة، حيث أعربت عن استنكارها ـ لما ادعته ـ «قيام قوى الأمر الواقع باستعمال التهديد والوعيد لمنع مجموعة من اللبنانيين من حق التعبير عن رأيهم» بينما حقيقة الأمر أن الذين دعوا الى هذا الاجتماع هم من داخل قوى «14 آذار» بما في ذلك «تيار المستقبل» كذلك فعل سمير جعجع.
وكانت إدارة فندق البريستول قد اعتذرت عن حصول هذا اللقاء في إحدى قاعاتها، وأفيد أن جماعة «14 آذار» يبحثون عن مكان آخر من أجل الدعوة الى اللقاء لكن العديد من الفنادق رفضت تأجير قاعة لنشاطات معادية لسورية.
وأعلنت إدارة فندق البريستول في بيان لها أمس، أنها علمت عند قراءتها للصحف الصادرة صباح اليوم (أمس) احتمال حدوث مواجهة بين معارضي سورية وبين مؤيديها أمام فندق البريستول.
لذا، قررت الاعتذار عن عدم استضافة المؤتمر الذي كان منوياً عقده اليوم (أمس) من لجنة «لبنانيون تضامناً مع الشعب السوري» حفاظاً على جدول المناسبات المقامة في الفندق وحفاظاً على سلامة الضيوف والموظفين.
وقد تلاقت حملة فريق «14 آذار» ومن معه من وسائل إعلام تدور في فلك هذا الفريق بالإضافة إلى قنوات خليجية معروفة الانتماء والتمويل خاصة «الجزيرة» و»العربية»، مع سعي الإدارة الأميركية الى ممارسة المزيد من الابتزاز ضد سورية بعد سقوط المحاولات السابقة للتغيير في الموقف القوي لسورية حيث أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن هناك إجراءات إضافية ستتخذ بحق سورية في الأيام المقبلة.

الحزب القومي يرد
وقد صدر العديد من المواقف في لبنان، منددة بالسياسة المعادية لفريق «14 آذار» ضد سورية، واللقاء الذي كانت تعتزم إقامته في البريستول أمس، وقد رد نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي توفيق مهنا على مطلقي الأكاذيب، مؤكداً أن اتهام الحزب بتهديد إدارة فندق البريستول لإلغاء لقاء قوى «14 آذار» هو اتهام زائف وباطل.
وقال مهنا في تصريح، نحن تربطنا بإدارة فندق البريستول علاقة تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل والمودة والتعاون، وهذا الفندق بالذات بما يخصنا نحن في الحزب القومي نعتبره بيتاً من بيوتنا، ولا يمكن أن نطلب منه أي أمر حيال أي نشاط.. وفي كل الأحوال يمكن أن يوجه السؤال إلى إدارة الفندق التي نحترمها ونقدرها.
واستغرب مهنا كيف يخطر ببال مجموعة من القوى أن تستظل شعارات مضللة، لتنظم لقاء ضد الدولة السورية، أين هي الحيادية وأين تترجم الأقوال والبيانات بأن لا مصلحة بإقحام لبنان بشؤون سورية، وكيف يمكن لهؤلاء أن يتحدثوا بالشيء ونقيضه في آن واحد؟ نحن استغربنا كثيراً قيام منسق أمانة «14 آذالر» والأمناء عليه بتغطية هذه المجموعة، ولجوئهم إلى اختيار هذا العنوان.
بدورها اعتبرت صحيفة «الوطن» السورية أن حرص نواب تابعين لتيار «المستقبل» الذي يرأسه رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري على الشعب السوري مستغرب جداً، لافتة إلى أن «النواب الذين تحدثوا كانوا هم أنفسهم يوجهون بقتل العمال السوريين منذ أشهر وليس سنوات، وكانت الميليشيات التي تتبع لهم وتقع تحت إمرتهم تقوم بعمليات قتل منظمة للعمال السوريين في مختلف أرجاء لبنان».

مطران اللاذقية: الأمان في سورية لا مثيل له
من جهته أكد المطران يوحنا منصور، مطران اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس أن أجواء الاستقرار والأمن والأمان في سورية لا مثيل لها في أية دولة في العالم.
واعتبر في تصريح لصحيفة «البعث» السورية إن واجب الجميع التكاتف للحفاظ على هذه النعمة الكبيرة التي يحاولون استهدافها وزعزعتها لأنها مفتاح منعة سورية وقوتها وصلابة موقفها.
وأشار إلى أن «سورية تقدم نموذجاً فريداً في الألفة والمحبة والعيش المشترك بين أبنائها وفي أجواء السلام والاستقرار والأمن والأمان، ما جعلها موضع حسد من قبل دول يزعجها ويقلقها استقرار سورية وتماسك نسيجها الوطني.
وأكد أن سورية معروفة للعالم أجمع بثباتها على المواقف المبدئية ورفضها للإملاءات الخارجية، لذلك يحاول أعداؤها بكل الوسائل زعزعة استقرارها للنيل من ثبات مواقفها.
واعتبر إن ما تتعرض له سورية حالياً وما تمر به من ظروف وأحداث يثبت حجم المؤامرة التي تحاول أميركا والدول الغربية من خلالها زعزعة الاستقرار فيها بما يخدم «إسرائيل»، لأن سورية هي الدولة الوحيدة الصامدة بسياستها والثابتة على مبادئها، وقد عجزوا عن ثنيها عن نهجها الوطني والقومي الثابت، وهم يدركون أن صمود سورية يضايقهم ويفشل مخططاتهم التآمرية، ولذلك يحاولون زعزعة استقرارها لإضعافها.
وأكد المطران منصور «أن سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد هي وطن الكرامة والحرية والعزة وهي وطن المحبة والعيش المشترك».
على الصعيد الأمني، أعلنت وزارة الداخلية السورية أن القوى الأمنية السورية أوقفت العشرات من الإرهابيين في تلكلخ ومحيطها وصادرت كميات كبيرة من الأسلحة.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن المسلحين في بلدة تلكلخ الواقعة على الحدود مع لبنان تلقوا إمدادات بالسلاح والمقاتلين من الشمال اللبناني خلال الاشتباكات التي دارت يوم الأحد، الأمر الذي دفع بالسلطات السورية الى الطلب من الجيش اللبناني تشديد السيطرة على المناطق الشمالية من لبنان والمنافذ الحدودية مع سورية لقطع الطريق على العصابات السلفية ومنعها من التسلل إلى الأراضي السورية.
إلى ذلك، نفت وزارة الداخلية السورية نفياً قاطعاً العثور على مقبرة جماعية في درعا حيث كان عمار قرجي رئيس ما يسمى «المنظمة السورية لحقوق الإنسان» والمقيم في القاهرة قد ادعى اكتشاف مقبرة في درعا.

السابق
الانباء:جنبلاط متمسك بميقاتي وإلا فبهية الحريري أو طبارة
التالي
قيادة الجيش: 13 طائرة اخترقت الأجواء