إسرائيل تعيش أحداثاً عاصفة وتاريخية في يوم النكبة

علقت إسرائيل في صراع داخلي في أعقاب مسيرات النكبة يوم الأحد، الأمر الذي كشف وضعا صعبا تواجهه تل أبيب يختلف كثيرا عن مواقف سبق أن تعرضت لها، والفضل في ذلك يعود إلى "الربيع العربي".

هذا ما خلص إليه تقرير معهد ستراتفور الأميركي للدراسات الاستخباراتية، محللا الوضع الإسرائيلي الداخلي في ظل الاتهامات التي يتبادلها قادة وسياسيو تل أبيب، على خلفية ما جرى يوم الأحد الماضي من مسيرات شعبية في ذكرى النكبة، واجتياح متظاهرين خط وقف إطلاق النار في الجولان السوري المحتل.

وأشار التقرير إلى أن الجيش الإسرائيلي -رغم أنه كان يتوقع تحركا ما داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وأراضي 1948- أخذ على حين غرة عندما بدأت موجات المتظاهرين تتدفق على الحدود مع سوريا ولبنان، وتصدت القوات الإسرائيلية لها بالرصاص الحي، مما أسفر عن مقتل 10 فلسطينيين وإصابة العشرات.

تبادل الاتهامات
وفي معرض دفاعها عن نفسها، تبادلت قيادة المخابرات العسكرية الاتهامات مع قيادة الجبهة الشمالية، حيث قالت المخابرات العسكرية إنها أصدرت تحذيرا عاما إلى القيادة الشمالية قبل أيام من وقوع المظاهرات أكدت فيه احتمال لجوء المتظاهرين في يوم النكبة للتصعيد واختراق الحدود.

وأضافت المخابرات العسكرية أنه على الرغم من المعلومات الميدانية التي وردت عن حافلات تنقل متظاهرين قرب الحدود مع سوريا ولبنان، فإن القيادة العسكرية الشمالية تجاهلت هذا التحذير باعتباره "عاما، وغير كاف"، مما أدى إلى فشل تلك القيادة في توفير التعزيزات اللازمة عدة وعتادا.

من جانبها دخلت القيادة السياسية الإسرائيلية على خط الجدل الدائر ولكن بطريقة مختلفة، حيث نبهت دوائر رسمية رفيعة المستوى إلى أن ما جرى يوم الأحد يعد أمرا خطيرا وتغيرا في الواقع القائم على الحدود الشمالية.

مخاوف جدية
وجاء ذلك واضحا في كلام وزير المخابرات الإسرائيلي دان ميريدور الذي قال إن هناك تغييرا واضحا لم نستطع ملاحظته وعكسه على الواقع الداخلي، في إشارة إلى "الربيع العربي" وتبعاته على الوضع الإقليمي للمنطقة.

وانضم وزير الدفاع الإسرائيلي نفسه إيهود باراك إلى ذات الموقف عندما حذر من أن مسيرات النكبة يوم الأحد الماضي ليست سوى بداية لصراع جديد بين إسرائيل وتحركات شعبية فلسطينية وربما عربية.

وفي قراءته لهذه التصريحات الإسرائيلية، يقول معهد ستراتفور إن القيادة الإسرائيلية العسكرية والسياسية باتت تنظر بشكل جدي إلى احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ليس في الداخل وإنما على الحدود تضع تل أبيب أمام موقف قد يضطرها لإطلاق النار على متظاهرين عزل وبالتالي تحمل تبعات ذلك أمام المجتمع الدولي.

الربيع العربي
ويتابع المعهد قراءته قائلا إن الوضع يبدو أصعب مما هو ظاهر للعيان، استنادا إلى معلومات تؤكد أن المسيرات أصبحت تتخذا بعدا إقليميا أفرزته وقائع "الربيع العربي"، من تغير الأنظمة في بعض الدول المجاورة (مصر)، وحالة الاضطراب التي تسود أخرى مثل سوريا.

ويتفق ستراتفور مع التحليلات التي تقول إن سوريا استغلت ورقة المسيرات لتخفيف الضغط عليها بسبب الوضع الداخلي والاحتجاجات المناهضة للنظام، لكنه في نفس الوقت اعتبر أن تيارا فلسطينيا يريد إشعال انتفاضة ثالثة تجبر المجلس العسكري الحاكم في مصر على اتخاذ مواقف صارمة، في الوقت الذي يسعى إلى احتواء حركة المقاومة الإسلامية (حماس) داخل قطاع غزة، وتعزيز اتفاق المصالحة بينها وبين نظيرتها حركة التحرير الوطني (فتح).

وينسحب الوضع نفسه على الأردن -بحسب ستراتفور- الذي سيجد نفسه تحت ضغط شعبي كبير في حال اندلاع انتفاضة ثالثة، لاسيما أن عمان تستضيف عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين لديها.

السابق
حاخامات يهود: على اوباما تصفية مساعى اقامة الدولة الفلسطينية
التالي
عجمي عقد اجتماعاً تنسيقياً لفعاليات الجالية اللبنانية في ساحل العاج