كتلة المستقبل طالبت بأوسع تحرك لإدانة إسرائيل

عقدت كتلة المستقبل النيابية اجتماعها الأسبوعي الدوري الثالثة من بعد الظهر في السادات تاور برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، الذي اطلع المجتمعين على نتائج الجولة التي قام بها وشملت نيويورك وواشنطن وباريس والكويت والمسؤولين الذين التقاهم والمعطيات التي اطلع عليها والمواقف التي نقلها لهم. وعرضت الكتلة الأوضاع في لبنان والمنطقة، وفي نهاية الاجتماع أصدرت بيانا تلاه النائب زياد القادري وفي ما يلي نصه:

أولا: توقفت الكتلة مجددا أمام المأزق الذي وضعت فيه قوى الثامن من آذار البلاد عبر إسقاط الحكومة والتخبط المستمر والصراع العلني بين قياداتها إزاء موضوع تشكيل الحكومة العتيدة. إذ بات من الضروري والملح أن تقوم هذه القوى بالاعتراف أمام جمهورها والرأي العام اللبناني بدورها في الإفراط في توريط البلاد في أزمة تشكيل حكومة اللون الواحد.
إن المأزق الذي بلغته هذه القوى والتهجمات التي يطلقها قادتها تجاه بعضهم بعضا، حينا باتجاه الرئيس المكلف وحينا آخر باتجاه رئيس الجمهورية وأحيانا أخرى بتحويل الأمر إلى مؤامرة خارجية، فيما الصراع مستعر في ما بينهم على اقتسام المراكز والمناصب. إن كل ذلك يدل على العجز وانعدام الرؤية وفقدان الأهلية السياسية لا أكثر ولا اقل، وهذا ما سيجعل الشعب اللبناني حتما أمام استحقاق اخذ العبر من الذي جرى ويجري نتيجة عدم أهلية هذه القوى لتسلم المسؤولية.
لقد خاطبنا الرئيس المكلف منذ اللحظة الأولى بأهمية التبصر في إشكالية تكليفه، ونحن نخاطب اليوم قوى الثامن من آذار باللهجة ذاتها، والتي تعني وجوب اتجاه الجميع إلى الإحساس بالمسؤولية، والتوقف عن جر البلاد والمواطنين إلى المزيد من التأزيم والإصرار على الغلبة والانقسام.

ثانيا: تستنكر الكتلة اشد الاستنكار الجريمة النكراء التي ارتكبها جيش العدو الإسرائيلي ضد المتظاهرين العزل في الجنوب في ذكرى يوم النكبة، وهي تحمل العدو الإسرائيلي مسؤولية الضحايا والدماء المراقة. والكتلة إزاء هذا الإجرام تطالب بأوسع تحرك لبناني وعربي ودولي لإدانة المعتدي لأن ما جرى هو جريمة ضد الإنسانية وخرق واضح للقرار الدولي 1701 لا يمكن السكوت عنه.

ثالثا: إزاء تصاعد التحركات الشعبية في عدد من الدول العربية الشقيقة بما في ذلك الأحداث المرافقة لها في سوريا وتوجه العديد من العائلات السورية النازحة نحو لبنان، يهم الكتلة أن تعيد تكرار موقفها الذي سبق أن أعلنته أنها لا تؤمن بالتدخل في الشأن الداخلي لأي بلد عربي بما في ذلك سوريا وهي ترفضه رفضا قاطعا.
إن كتلة المستقبل التي أعلنت تأييدها ووقوفها إلى جانب الإصلاح والمصلحين في العالم العربي وأعلنت انحيازها إلى جانب دفق موجة الربيع العربي التي يرفع بيرقها شباب العرب من اجل الدخول في زمن الحرية والتقدم، لا تتمنى للشعب السوري إلا ما يتمناه الشعب السوري لبلده ودولته ومستقبله من حرية وعدالة وكرامة. إن الكتلة تحض اللبنانيين على فتح أبوابهم لإخوانهم السوريين الذين يطلبون العون والمساعدة الإنسانية وهي تثمن تحرك الوزارات المختصة والهيئة العليا للإغاثة من اجل مساعدة النازحين والوقوف على حاجاتهم، فهذا عمل إنساني ووطني وقومي لا علاقة للموقف السياسي به.
كما تستنكر الكتلة ومن حيث المبدأ قيام قوى الأمر الواقع باستعمال التهديد والوعيد لمنع مجموعة من اللبنانيين الشباب وقوى المجتمع المدني من حق وحرية التعبير عن رأيهم في اجتماع كان مقررا اليوم بغض النظر عن هدف الاجتماع.

رابعا: إن الكتلة إذ تؤكد انحيازها التام إلى منطق الدولة القادرة والعادلة، تعلن دعمها لجهود الجيش اللبناني والقوى الأمنية في حفظ الأمن والسلم الأهلي، لكنها تحذر من أي سوء استعمال للسلطات العسكرية والأمنية في بعض المناطق، وتحديدا في محافظات البقاع والشمال وعكار، بعد أن تمت مداهمات لبيوت بعض المواطنين، مما خلف استياء لدى المواطنين وشكوى من طريقة التعاطي معهم.
ولذلك، إذ تشدد الكتلة على أن لا أحد فوق القانون، وان لا غطاء سياسيا فوق أحد ممن يتحدون منطق الدولة، تؤكد أن خطورة الموضوع تكمن في التضخيم الإعلامي والاستغلال السياسي لهذه المداهمات.

خامسا: ترحب الكتلة بخطوات المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية، وهي تعتبر ما جرى مقدمة ضرورية وخطوة أساسية لاستعادة التماسك الوطني الفلسطيني ووحدة الشعب الفلسطيني بوجه التعنت والعجرفة الإسرائيلية. والكتلة إذ تنوه بهذه الخطوة تنوه أيضا بالمبادرة المصرية التي ساهمت في تحقيق هذا الإنجاز، فقد بدأت مصر التحرك بسرعة من أجل تعبئة الفراغ الذي وقع سابقا، في القرار والموقف العربي وخطوة المصالحة والتوجه لفتح معبر رفح هو ثابت أساسي يعيد بناء الحد الأدنى من احترام الذات القومية والوطنية.

سادسا: تتوجه الكتلة بالتهنئة لانتخاب أمين عام جامعة الدول العربية الجديد نبيل العربي لما يتمتع به من مزايا وصفات وطنية وقومية. وفي الوقت ذاته تعتبر الكتلة أن الأمين العام السابق عمرو موسى كان عونا ونصيرا للبنان في السراء والضراء وقد لعب خلال وجوده على رأس الجامعة العربية دورا عربيا كبيرا سيسجله له التاريخ.

السابق
عون: سليمان وميقاتي يذكرانني بوصلات فيلمون وهبه
التالي
النهار: إحياء المفاوضات الحكومية على وقع الإضرابات