السياسة فن فهل من يتقنها؟

يقال بأن"السياسة فن"وان الذي يتقن هذا الفن بشكل ملفت للنظر يسمى بـ(السياسي)..لكن ليس من السهل طبعا إن كل من يعمل في هذا المجال إن يصبح ماهراً ويتقنه بشكل جيد.. السياسي هو من يدرك كلامه عندما يقف لوسائل الإعلام..لان كل كلمة يخرج منه إذا لم تكون صحيحة وتنكي على مصادر ودلائل ولا يفضحها إمام رأي العام..تعكس عليه هذه التصاريح..وبالتالي فأنه يتعرض إلى مساءلات قانونية وقد يتعرض أيضا إلى موجة من رد الفعل الجماهيري..

السياسي،عندما يصرح ضد من يختلف معهم ضمن مسائل سياسية حساسة يجب مراعاة المصطلحات التي يستخدمها خلال توجيهه إليهم..بحيث لا تجرح مشاعر مختلف معه.. قد يكون الخلاف مع المقابل عميقاً..لكن هذا لا يعني بأن السياسي يفتري إليه..وذلك بسبب انفصال السياسة عن العاطفة..إن الذي الشيء يجري في أحشاء الإنسان لكي يستعمل القلب للانطلاق..والسياسة شيء أخر وتعني المحافظة على قدسية الإسرار التي يجري مداولاتها عند الاجتماع السري..

وهذا الوضع يزداد سوءً عندما يكون هذا السياسي يحتل موقعا في احد المؤسسات التنفيذية مثل البرلمان يجعله أكثر حرصاً في استبداد الوضع السياسي المستقر والذي يحتاجه البلاد حينما يكون ضمن مستويات علية من الاحتقان بين المتصارعين على هرم السلطة..

فبلد مثل العراق والدقائق فيها عبارة عن مفاجئات غير سارة بحيث يكون ذات تأثير على سير العملية السياسية والذي هو بصدد بناءه من جديد وخصوصاً الثقة المفقودة بين الإطراف..من هنا فأن السياسيين ذات طراز متهجم قد يعقد الأمور ويجعلها اقرب إلى التنافر بين المختلفين لان الإعلام أصبح من يحكم العراق ألان رغم هنالك من يريد أن يضع يده على أفواه المفكرين ومن يريد إصلاح هذا البلاد..لكن الوضع اختلف ألان ولا يستطيع احد منع إظهار المطالب الحقيقية للشعوب..من هذا المنطلق يجب أن يكون التعامل معه..إذا سياسة التهجم أسلوب يفتقر في نهاية الأمر الخسارة في جلب تأييد الأخريين وبالتالي فأن الخلافات تعقد،ومحاولات التقارب تذهب سداً..وبالنتيجة نرى أن بعض السياسيين يقعون في مأزق وثم يزيد الأمر تعقيداً عندما يظهرون مرة أخرى لكي يغير أسلوبه السابق ويسمى هذا في فن السياسة بـ(الدوران) وهذا ما يقل من شأنه في الوسط السياسي..

التمكن في استعمالِ الكلمات تليق مع مجريات المؤتمرات الصحفية هذا ما يميز تألق السياسي ويكون له جمهورا..ويزيد تعاطف الآخرين مع مشاكله..مما يؤدي إلى توسيع قاعدته التشجيعية..وهذا يصب في خانة الابتعاد عن التوترات لا مبرر له سوى وضع العصا في عجلة التقدم لإيجاد الأرضية المناسبة للجلوس مع المختلف معه..

السابق
بشارة ١٩٤٨
التالي
أوباما سيدعو “إسرائيل” للانسحاب لحدود 67