أميركا .. وإعلام هوليوود

ليس جديداً على أميركا اعتماد أسلوب تضليل الرأي العام داخل الولايات المتحدة وخارجها، فمن رعايتها ودعمها لم تحلم به من فوضى في المنطقة ترتكس في هجمتها الأخيرة على سورية ،

وتنكشف خيوط لعبتها الرخيصة ، وكي تغطي فشلها الذريع في محاولة جديدة من محاولاتها المتكررة والمختومة بالخيبة لجأت كعادتها إلى صرف الرأي العام إعلامياً بعيداً عن مسرح فشل مخططها تجاه سورية، لكنّ أعين العالم لاتحتاج إلى من يدله على الحق فقد صار الأمر إلى أوضح من الشمس ، بغض النظر عن خبر مقتل بن لادن من عدمه، فلم يعد أمام العالم مصداقية لأي خبر تنفرد به الولايات المتحدة خاصة تلك الخاتمة المعتّمة للطريقة السخيفة التي أعلن فيها عن مقتل بن لادن ، فقالوا: إن مجموعة من الكوماندوز الأميركي قامت بالعملية وقتلت بن لادن وآخرين في ذلك المنزل الذي تحدثوا عنه ولم يتسن لأوباما أن يكمل إعلانه عن هذا الخبر وهو جزء من دعاية التجديد لانتخابه لولاية جديدة إلا إذا كان بن لادن قد تم له إجراء مراسيم دفن دينية – كما قالوا في إعلامهم – على ظهر سفينة وتم دفنه في البحر! حقاً إن هذه الكذبة لايقبل إنتاجها أي منتج في هوليوود ولايقبل أي مخرج أن يخرجها لاسينمائياً ولاتلفزيونياً ولا حتى في الإذاعة ! بعيداً عن قبول هذا الخبر أو ردّه، فاختيار الموعد عن إعلان هذا الخبر العالمي وعلى لسان أوباما شخصياً إنما ليصرف الأنظار عن الفشل الأميركي في محاولة استهداف سورية ، كان لدى أوباما ورقة انتخابية في الداخل الأميركي تدعم التجديد له في رعايته للفوضى في بلاد العرب على يد اللوبي الصهيوني هناك ، وكي يكمل دوره في المنطقة بأسلوب ناعم يخرج منه وكأنه بطل ينقذ شعوب العالم! وهو في الحقيقة يدفع نحو توفير الأمن لإسرائيل كي تدعمه في الداخل الأميركي حالماً أن يخلصها من شبح المقاومة والممانعة السورية ، فتحطمت جهوده في ذلك فلجأ وإدارته لإدراك مايمكن إدراكه بمهزلة إعلانه عن قتل بن لادن وأنه هو من أصدر الأوامر للتنفيذ في صورة أشبه بفيلم خيالي عن انتصار أميركا بعد فشل ذريع أمام سورية .‏

السابق
البناء: هل تبلَّغ ميقاتي رسالة من واشنطن
التالي
نتنياهو وأبومازن