ضم الأردن والمغرب عاطفي أم سياسي؟!

رؤساء اتحاد مجلس دول التعاون الخليجي أمضوا سنين وهم في اتحادهم لم يلمس مواطنو الخليج وشعوبه بعض ايجابياته إلا بعد سنين عجاف مرت به من الاجتماعات السنوية والمخالفات الشهرية أو نصف السنوية لدوله في ما بينها، وبعد مرور السنين الطوال يريد الخليجي تحويله إلى عربي، يعني يريد سحب البساط من الجامعة العربية ولكن بأحسن الأساليب، وليس هذا فقط فدخول العرب معنا في منظومة الخليج، ولا سيما الدولتان الأردن والمغرب فهما ليستا من الدول الغنية أو الاقتصادية المصدرة لشيء يذكر إلا السياحة وبالكاد! العادة التي جرت بين دول العالم أن الدول الفقيرة تضم الغنية في منظومتها لتستفيد منها وتحيي اقتصادها وليس العكس! هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هل عرض هذا الأمر على مجالس الشورى والمنتخبة في دول الخليج؟ هو رأي أو قرار اتخذ من بعض الحكام لحاجتهم إلى ذلك من الناحية السياسية والأمنية ومكافأتهم للدولتين من الناحية العاطفية؟ نحن في الكويت يكفينا ما جرى لنا من الرؤساء العرب ودولهم كافة، فهم عبء علينا لم نجن من العلاقة بهم إلا الشقاء والمشاكل والعطايا التي لم تنته منذ استقلال الكويت! وبالمناسبة، وردا على الذين يقولون ان العرب لم يقصروا معنا في أثناء الغزو العراقي، فهؤلاء لم يساعدونا أو يوافقوا على مساعدتنا إلا بعد مخاض أي مساومة وامر أميركي ليس لهم فقط بل لدول العالم التي وقفت معنا، عطايانا وأموالنا ــ بعد الله ــ هي التي حشدت العالم لنا، أما الجيش العربي الذي دخل الكويت فإنه لم يطلق طلقة واحدة بل سرق بيوت المواطنين وحمل معه أثناء خروجه الآليات العراقية وتوابعها!

أنا مواطن كويتي أرفض رفضاً تاماً قاطعاً لا رجعة فيه قبول مثل هذه العروض، التي ستجر علينا مشاكل لا حصر لها وفواتير طلبات ابتزاز لا تنتهي ستؤثر في تركيبتنا السكانية والاجتماعية والاقتصادية، وهذا الطلب بالنسبة للكويت لابد أن يعرض على مجلس الأمة وعلى الكويت حكومة وشعبا ألا يوافقا على مثل هذه العروض المأخوذ خيرها مسبقا! معاقبة إيران وتخويفها ليس بالعواطف وبهذا الأسلوب من السياسات، نحن أمة خليجية تتفق حكوماتها مع شعوبها ويقف الاثنان معا منذ نشأتها، لا تصرفوا شعوبكم بهذا العرض المتعجل عنكم وتجعلوهم خصما لكم فلا أنتم بعد ذلك من إيران وسياستها تجاهكم ولا من شعوبكم! اتركوا المفاجآت التي لا معنى لها والتي لا تفيد شعوبكم وأوطانكم! وإذا أردتم مساعدة حاكم ما أو شعبه فساعدوهم كيفما شئتم وعلى الأسلوب القديم وليس بهذا الأسلوب.. والله المستعان.

السابق
بيان “فَضفاض” يُطيح بإيجابية قبلان في قمة بكركي
التالي
الجمهورية: التشكيلة الحكوميّة عالقة بين فكّي كمّاشة