المخميات تضمد الجرحى وتشيع الشهداء: ألم نكبتنا أكبر من وجعنا

لملم فلسطينيو لبنان جراحهم وشيعوا شهداءهم بالرصاص والدموع وسط حزن وحداد واضراب شامل عمّ المخيمات الفلسطينية من الشمال الى الجنوب في اعقاب سقوط عشرة شهداء و112 جريحا في بلدة مارون الراس الجنوبية اثناء احياء ذكرى النكبة، حيث اطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي الرصاص الحي والمباشر على شبان غاضبين حاولوا الوصول الى الشريط الشائك.يئن الجريح الفلسطيني رامي قدورة ألما في غرفة العناية الفائقة في مركز لبيب الطبي في صيدا، يقاوم وجعه، مؤكدا "أن ألم نكبتنا أكبر من وجع جراحنا، مضيفا "نحن فداء لفلسطين ولو قدمنا الأرواح ليس بالكثير عليها، قبل أن يردف "أن مشاركتي كانت أقل الواجب نحو فلسطين، نعم كنت أتمنى الشهادة ولا أبالغ أن يسيل دمي على التراب اللبناني الفلسطيني لنعمد الوحدة وحق العودة". وقدورة واحد من عشرات الجرحى الفلسطينيين الذين اصيبوا في مواجهات مارون الراس وتم نقلهم الى مستشفيات صيدا وتوزعوا بين مركز لبيب الطبي ومستشفى حمود الجامعي ومستشفى الهمشري وسواها، ويؤكد بلغة الواثق "أن إلقاء الحجارة كان تعبيراً رمزياً عن رفض الظلم والاحتلال كان يتحول إلى نار غضب بأننا أصحاب الأرض وسنعود إليها يوما.. لن تمنعني جراحي من معاودة الكرة وتلبية نداء فلسطين مجددا".
حق العودة
وعلى مقربة من قدورة يرقد الجريح ياسر خطاب الذي أصيب في وريد قدمه مع تكسر العظم يقول بين غفوة ويقظة "لقد اصبت في حوضي إصابة بليغة ولكنني على أمل أن أتماثل للشفاء مجدداً لأسير مرة أخرى نحو فلسطين، دمي رخيص في سبيل تحريرها، لقد أدركنا اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن العدو جبان ويمكن أن نهزمه بالحجارة والإرادة القوية الصلبة. وفوق غرفة العناية وتحديدا في غرفة رقم 213 يتقاسم مصطفى قاسم الخطيب مع رفيق نضاله محمد عبد الرزاق قاسم الاصابة في القدم ولكل منهما حكاية نضال مع فلسطين، يقول قاسم لن أندم أبدا ما قمت به، إنها ضريبة المطالبة بحقوقنا الشرعية والتاريخية بأرض فلسطين وبحقنا الذي لا يزول مهما تقادم الزمن بالعودة"، مضيفا "ان ما جرى في مارون الراس هو رسالة فلسطينية واضحة لا لبس فيها أنه على المجتمع الدولي أن يجبر "إسرائيل" على تنفيذ القرارات الشرعية وفي المقدمة منها حق العودة"، مشددا "كفى لجوءا وتشريداً لقد حان موعد العودة والدماء التي سالت ستعبد طريق النصر إلى فلسطين". بينما يقول الخطيب "سنعود إلى فلسطين، لن نتخلى عن حقنا، وإذا كانت الشعوب في سبات عميق، فإن الصحوة الجديدة ستدق أجراس العودة، سأبقى أضحي حتى آخر يوم في حياتي، والعدو جبان وهو أوهم من العنكبوت وسننتصر عليه".
إسقاط إسرائيل
وتزامنا مع تضميد جراح المصابين، شيع مخيم عين الحلوة ومعه مخيمات لبنان وقواها السياسية الوطنية والاسلامية والاحزاب اللبنانية بالرصاص والورود والزغاريد الشهداء الثلاثة "عبد الرحمن سعيد صبحة، عماد ابو شقرا، محمد ابراهيم ابو شليح (المية ومية) في مأتم سياسي وشعبي وعسكري، انطلق من مسجدي "الشهداء وعمر بن الخطاب" حيث أدت ثلة من "الكفاح المسلح الفلسطيني" عرضا عسكريا تحية لارواحهم قبل ان يواروا الثرى جميعا في مقبرة "الشهداء" في درب السيم. وقد تميز التشييع بمشاركة وفد رفيع من قيادة "حزب الله" ضم الشيخ "عبد المجيد عمار، حسن حدرج، محمود قماطي، غالب أبو زينب والشيخ زيد ضاهر، بالإضافة إلى رئيس التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد ومسؤولي وممثلي الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينة الإسلامية والوطنية فضلا عن مشاركة السفير الفلسطيني في لبنان الدكتور عبدالله عبدالله كما تميز التشييع برفع الشعارات ومنها "الشعب يريد إسقاط إسرائيل" و"الشعب العودة إلى فلسطين"، بالإضافة إلى شعارات أخرى تؤكد على حق العودة ودعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى فتح الحدود.
وفي ختام التشييع، ألقى كل من الشيخ عبد المجيد عمار باسم حزب الله، السفير الفلسطيني عبدالله والدكتور سعد والناطق الإعلامي باسم عصبة الأنصار الاسلامية الشيخ أبو شريف عقل كلمات أجمعت على أن ما جرى في مارون راس يؤكد على تمسك الشعب الفلسطيني بكل أجياله على حق العودة وأثبتت الدماء التي سالت أن طريق فلسطين يمر بالمقاومة والنضال ضد العدو الإسرائيلي حتى تحرير الارض. وكان مخيما عين الحلوة والمية ومية شهدا اضرابا شاملا حيث اقفلت مدارس وكالة "الاونروا" والعيادات الطبية والمحال التجارية حدادا على الشهداء، فيما رفعت في احياء المخيم وشوارعه وعلى شرفات المنازل الرايات السوداء الى جانب الاعلام الفلسطينية، اضافة الى اللافتات التي اكدت على تقديم المزيد من الشهداء في سبيل تحقيق العودة.

السابق
الحريري اتصل بالعربي مهنئاً على اختياره أميناً عاماً لجامعة الدول العربية
التالي
الردّ على الانتفاضات بـ “القضيّة الفلسطينيّة”