مسيرة العودة في 15 أيار: عشاق فلسطين يطوّقونها بالحبّ

 هي فلسطين الحاضرة دائما في عقول وأذهان عشاق قضيتها، الذين قررّوا، بجهود جماعية وعربية ودولية، التوجّه الى الحدود المحاذية للأراضي الفلسطينية المحتلة، من الجانب اللبناني، لإحياء ذكرى النكبة، بمبادرة من ممثلين عن الجهات الفلسطينية واللبنانية من مختلف المناطق والمخيمات.
 
يوم الأحد إذا سيكون موعدا لعشاق فلسطين لينطلقوا من لبنان إلى حدودها، في "مسيرة العودة"، بعد 63 عاما من النكبة، التي تؤرّخ بيوم 15 أيار 1948. فما الهدف منها؟ ومن هو صاحب هذه الفكرة؟ وهل هي لتحويل الأنظار عن الثورات العربية والتذكير بفلسطين؟
 
فيدا وردة، عضو اللجنة الإعلامية في الحملة، أشارت الى أنّ المسيرة "كانت فكرة عدّة شباب من مختلف الجنسيات العربية، ولكن المبادرة الأولى كانت من شباب في الداخل الفلسطيني، بدأت عبر الإنترنت ووصلت الى التلفزيون، بعدها تم الإتصال بنا من دول وليس فقط من أشخاص، وراحت تتكوّن عدة صفحات داعمة للفكرة على الفايسبوك".
 
وردة وفي حديث خاص لـ"جنوبية"شرحت أنّه "حينها ارتأينا الى أن نجمع جهودنا سويا فقمنا بعدّة إتصالات مع المحرّكين الرئيسيين على الإنترنت، لنجمعهم عبر الإنترنت ونرى ما توصّل اليه كل شخص في التحضيرات التي قام بها، ومن هنا بدأت إنطلاقتنا على الأرض كلجان صغيرة، لم يكن للأحزاب ولا القوى السياسية أي تدخّل فيها، أي أنها بدأت كحركة شعبية، بعدها لجأنا الى الأحزاب والفصائل لنحصل من خلالهم على الدعم المعنوي والمادي والأمني، لكي نتمكّن من الوصول الى نقطة الحدود، وهذا ما حصل".
 
كما أضافت وردة أنّ الدعم "لن يكون فقط من الدول الحدودية المجاورة لفلسطين، بل هناك عدة دول مشاركة مثل تونس التي تحضّر لمظاهرة مليونية يوم 15 أيار، وكذلك المغرب وموريتانيا والسودان والصومال وجزر القمر، وتركيا بالدرجة الأولى، وهناك أحرار أجانب سيأتون الى مصر ولبنان والأردن للمشاركة على الحدود، وستكون هناك تظاهرات في كل من واشنطن ونيويورك وكندا والملفت في المسيرة أنّ الجميع سيعتمد الشعارات نفسها".
 
أمّا عن الهدف من المسيرة فأجابت: "هناك عدّة أهداف، منها إحياء ذكرى النكبة، التأكيد على حق العودة، والاهم المطالبة بإلغاء قرار الأمم المتحدة القاضي بتقسيم فلسطين، فالمسيرة بدأت بكلام عن الزحف واقتحام الحدود، لكن في النهاية ليس هناك من دولة جاهزة لهذا النوع من التحرك، و لا نريد تعريض أي دولة للخطر لذا تم الإتفاق على سلمية المسيرة".
 
وعن الخطوات اللاحقة قالت وردة: "رفع صوتنا على الحدود الفلسطينية هو مجرد بداية لتحركنا، بعدها سنقوم برفع قضية ضدّ الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن ومحاكمتها دوليا لاتخاذها قرارا بتقسيم فلسطين وتهجير شعبها والتغاضي عن المجازر التي ارتكبت بحقهم".
 
بدوره أكّد عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" في لبنان جمال قشمر مشاركة حركته في المسيرة ودعمهم لها، وأواضح أنّ "فتح" دعت جمهورها إلى المشاركة في هذا اليوم الوطني "للتأكيد على أنهم مستمرون في مشروعهم من اجل دولة فلسطينية، ودحض النظرية الاسرائيلية القائلة ان الكبار يموتون والصغار ينسون فهي نظرية ساقطة، الكبار يموتون لأنّ الأعمار بيد الله أمّا الصغار وكما عبروا عن التصاقهم بالأرض عبر الكفاح المسلّح والإنتفاضات الشعبية، فإنّهم اليوم يعبّرون عن إستمرار النضال بهذا الشكل".
 
وعن هدف المسيرة قال قشمر: "إعتاد الفلسطينيون كل عام أن يحيوا يوم النكبة للتأكيد على حقهم في وطنهم وفي أن يكون لهم دولة، إضافة الى إصرارهم على حق العودة الى ديارهم. وقد اختاروا لهذه المناسبة أشكالا مختلفة كانت أحيانا إحتفالية أو رياضية أو ثقافية أو فلوكلورية وغير ذلك للحفاظ على الشخصية الوطنية الفلسطينية". ويتابع: "أما الشيء الجديد الذي حصل في شكل الحراك هذه السنة أنه أوسع وأشمل وهذا يعود الى التطورات التي حدثت في المنطقة على مستوى القضية الفلسطينية".
 
ويشدد قشمر على أنّ الفلسطينيين يريدون من خلال هذا التحرّك "أن يقولوا لهذا العالم أنّ قضية فلسطين لا تتجزأ، إضافة إلى توجيه رسالة إلى العالم مفادها أن القضية التي سبق للعالم أن اتّخذ حيالها قرارات عدة ما زالت حبرا على ورق". كما لفت الى أنّ "الفلسطينيين راغبون في طرح قضيتهم على الجمعية العامة لمجلس الامن، وبالتالي نحن في حاجة إلى موقف دولي داعم للإعتراف بدولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران، وذلك في أيلول الآتي".
 
وعما إذا كانت المسيرة تهدف إلى تحويل الأنظار عن الثورات والتذكير بفلسطين قال قشمر: "ليس الهدف تحويل الأنظار عمّا يدور في العالم العربي، لأنّ الشعوب العربية معنية بهذا التحرّك، مثلا  في مصر، إضافة الى النشاطات داخل المحافظات، سيتوجّه كثيرون الى معبر رفح للتأكيد على أن مصر لن تنسى الشعب الفلسطيني رغم همومها ومشاكلها، وهي سبق أن وجّهت رسالة عبر رعايتها لمصالحتهم، لأنّ الهمّ الفلسطيني حاضرفي وجدان الشعب المصري".
 
ويكمل قشمر: "أما في لبنان، عند نقطتي التجمع في الناقورة ومارون الراس، وفي الاردن بمنطقة الكرامة، سيسمع السائرون إخوانهم داخل  فلسطين هدير إخوانهم العرب الذين يؤكدون لهم، رغم المتغيرات، أن فلسطين ما زالت ضمن صميم الشعوب العربية".
 
وختم قشمر: "لا أظن أن هذا التحرّك هدفه حرف الأنظار عن مكان ما، على العكس من ذلك هدفه تأكيد العلاقة المشتركة في قضايا الحرية بين فلسطين والعالم العربي مع فارق درجة الاستبداد والظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني من قبل الاسرائيليين".
 
غدا إذا يلتقي عشاق فلسطين على حدودها، يطوّقونها بالحبّ في دول الطوق وبقية الدول العربي والأجنبية التي يسكنها محبّو القدس والحرية. هناك قد تكون الحرية شعارا يرفع، أو هتافا صاخبا في تظاهرة، أو فلسفة الكبار دون أن يدركها عامة الشعب، إلاّ أن حلم العودة، عودة كلّ فلسطيني إلى أرضه، سيكون هادرا غدا، وسيرعب الجلادين المطوّقين بحبّ الضحية.

 

السابق
صورة الأسد والصدمة السورية المطلوبة؟
التالي
حاصبيا بلا مستشفى: المير رفع يده وجنبلاط بعيد وحردان غامض