شيعة لبنان و”حزب الله”: من شكرًا قطر… إلى وداعًا قطر

من شكراً قطر.. إلى وداعاً قطر.. هكذا وفجأةً إنقلب جمهور الثامن من آذار على دولة قطر وأميرها، والسبب: عدم وقوف فضائية "الجزيرة" القطرية إلى جانب المعارضين الشيعة في البحرين، ودعمها المباشر للثوار على النظام السوري.

مدير تلفزيون "المنار"، التابع لـ"حزب الله"، عبدالله قصير، وردّا على سؤال، أجاب ضاحكاً: "أي انقلاب، ومِن من؟"، وقال: "لا تعليق على هذا الموضوع، ولكن أتكلم بشكل عام وليس على أحد معين"، وتابع: "اليوم أي وسيلة إعلامية عندما يشعر مشاهدوها أنها تحولت في طريقة التغطية، وباتت تعتمد ازدواجية التعبير بين ثورة وأخرى، من الطبيعي أن يتحذوا موقفاً منها، لأنها عندئذ تتحول إلى اداة تحريضية في ثورة معينة، وتعتم على ثورة أخرى".

وأضاف: "ما حدث في الكثير من وسائل الاعلام خلال استحقاقات الثورات العربية أنها خرجت عن المهنية باتجاه صيرورتها أداة تحريضية، في أماكن معينة، على سبيل المثال في سوريا، حيث باتت تخدم مصالح تتعارض حتى مع أصحاب التحرك الاصلاحي، وفي المقابل بموضوع البحرين عتّمت هذه الوسائل بشكل كامل على الاحداث، ما اثار حفيظة الكثير من المشاهدين".
وختم قائلاً: "هذه الوسائل الاعلامية باتت تخدم سياسة انظمة معينة عرفت بموقفها اتجاه هذه الثورات". وردا على سؤال حول وقوف "الجزيرة" إلى جانب المقاومة في حرب تموز: "ليس منّة على الجمهور من قبل أي وسيلة اعلامية انسجمت مع قضايا الامة العربية، بل ميزة تفاضلية للقناة بوقوفها إلى جانب الشعب العربي بمحنه، سواء ما حصل في غزة أو حرب تموز".

بدوره تملّص من السؤال المسؤول الإعلامي في "حركة أمل" طلال حاطوم، موضحا أنّ "تظاهرة شباب 8 آذار ضد الفضائية قبل أسبوعين كانت تعبيرا عن موقف معيّن لجعل الامور أكثر وضوحا، ولتصويب العلاقة"، ورفض الدخول في التفاصيل، واعتبر أن "الجزيرة" أقدمت على "عمل غير واضح وعن غير قصد، فكان لا بد من توجيه العناية".

مصادر قوى 14 آذار الإعلامية رفضت التعليق على الموضوع، لكنّ الإعلامي نديم قطيش قال إنّه ليس متفاجئًا بهذا الموقف من قطر، فهم مع قطر في الوقت الذي كانت فيه هذه الأخيرة تدافع عن وجهة نظرهم، وهم ضد قطر عندما تدافع عن مصالحها، وهذا يبين أن خطاب حزب الله تبسيطي، ففي حرب تموز كانت قطر إلى جانب المقاومة، وفي نفس الوقت كانت (وزيرة الخاريجة الإسرائيلية) تسيبي ليفني في الدوحة، وحينها لم نسمع أي استنكار أو تعليق".
ويتابع قطيش: "حزب الله يعلم حقيقة المواضيع في العمق، لكنه لا يستطيع القول لجمهوره إنّه وحيد لا دول عربية إلى جانبه إلا إيران، لأنّها بعيدة، فمن البديهي أنه عندما كانت قطر تدير جملة مصالح معقدة جزء منها حركة المقاومة، من البديهي حينها أن يفترض حزب الله ويقنع جمهوره أن قطر في صلب الممانعة، والواقع غير ذلك، اذ أن قطر اليوم تظهر اللاممانعة".

وطلب قطيش من قوى 8 آذار أن "تقدم توضيحاً لجمهورها حول سبب هذا التغيير، بعدما كانت "قطر الشرف والكرامة والعزة"، وكلام الرئيس نبيه بري عن أنّه "اذا كان أول الغيث قطرة فكيف اذا كان قطر؟".

إذا تبدّل الموقف من قطر، وأزيلت لافتات "شكراً قطر" من كل الجنوب، حتى أنّ إحدى المؤسسات التي كان رسم بقرميد سطحها علم قطر، أزيل القرميد.

فهل باتت 8 آذار وحيدة بلا سقف فضائي ولا قرميد إعلامي؟
 

السابق
“كوما” المجلس الشيعي
التالي
حب وغرام بين وهاب وحمادة