حبيب لـ”الانباء”: يجب تشكيل حكومة تكنوقراط

 رأى عضو كتلة القوات اللبنانية النائب فريد حبيب ان مسار تشكيل الحكومة بات يخضع بكل جوانبه لمزاجية البعض ضمن الفريق الواحد، وذلك وفقا لحسابات شخصية لا تمت الى المصلحة العامة بصلة، معتبرا ان الرئيس ميقاتي وان كان قد أبدى نوعا من الاستقلالية في تشكيل حكومته الا ان مساره في التشكيل مزروع بألغام المطالب التعجيزية الهادفة في بعديها السياسي والحزبي الى الإمساك بمفاصل السلطة الأمنية، مشككا وفقا لما تقدم بما يُشاع عن دنو الحلول واقتراب موعد ولادة الحكومة وذلك لاعتباره ان عملية الانقلاب على حكومة الرئيس الحريري لم تكن لمجرد ازاحة هذا الأخير عن سدة السلطة، بقدر ما كانت للحصول على مقومات أمنية تخوّل المنقلبين التعامل مع الملفات الساخنة بما يتناسب وموقعهم منها، وفي طليعتها ملفا المحكمة الدولية والعمالة لإسرائيل. 
 
ولفت حبيب في تصريح لـ"الأنباء" الى ان «فريق 8 آذار» أدخل البلاد في دوامة البحث عن حكومة، في وقت هي أحوج ما تكون الى وجود مجلس وزراء يحسن التعامل مع التطورات الحاصلة على الساحة العربية، وتحديدا مع تلك المستجدة منها على الساحة السورية تفاديا لارتدادها سلبا على الداخل اللبناني، مشيرا الى انه وبالرغم من عدم تبصّر الفريق المذكور، وبالرغم من عدم اعارته أي أهمية لنتائج انقلابه على السلطة، عاد وأظهر فشلا كبيرا في تشكيل الحكومة نتيجة عدم وجود رؤية موحدة فيما بين أعضائه، ونتيجة التنافس على عدد ونوعية الحقائب الوزارية، مشيرا الى ان أخطر ما تسعى اليه الأكثرية الجديدة هو استماتتها في تكبيل الرئيس سليمان عبر محاولات منعه من الحصول على حصة وزارية وازنة تؤمّن التوازن المطلوب داخل مجلس الوزراء وتضمن عدم تحكّم اي من الفرقاء اللبنانيين أيا كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم بمقررات وزارتي الدفاع والداخلية. 
 
هذا وأعرب النائب حبيب عن اعتقاده انه وبغض النظر عما تناقلته الوسائل الإعلامية من اشارات سورية لتشكيل الحكومة سواء عبر الخليلين او عبر السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي، فإن البلاد لن تشهد على المدى المنظور ولادة الحكومة الميقاتية ما لم تعدل الجهة الانقلابية عن نظرياتها المنسوبة زورا الى النصوص والأحكام الدستورية لجهة توزيع الحقائب والحصص، وما لم تعد أيضا الى مقاربة عملية التشكيل وفقا للحيثيات السياسية على المستوى المحلي، وتحديدا وفقا لحيثيات رئاستي الجمهورية والحكومة، معتبرا بالتالي ان الرسائل الخارجية قد تؤدي مرحليا الى ليونة في مواقف حلفائها المحليين لجهة ابرام تسوية حول حقيبة الداخلية، الا انها ستتحول لاحقا داخل مجلس الوزراء الى صراعات تؤول الى اعاقة الحكومة وعدم انتاجها، كون ذهنية مقارعة رئاستي الجمهورية والحكومة مازالت قائمة ومتأصلة في توجهات الفريق المشارك في الحكومة. وردا على سؤال لفت النائب حبيب الى انه في ظل المتغيرات الحاصلة في المنطقتين العربية والاقليمية وفي ظل انهيار انظمة وترقب ولادة أنظمة أخرى، فمن دواعي المنطق الذهاب الى تشكيل حكومة تكنوقراط تكون حيادية بامتياز، تستطيع الإمساك بزمام السلطة وترعى شؤون ومصالح المواطنين، وتعمل انطلاقا من حياديتها على تجنيب لبنان تداعيات الأزمات العربية الراهنة، بانتظار حلول جو سياسي ملائم يسمح بإعادة انتاج التواصل بين القيادات اللبنانية وبالتالي انتاج تفاهم فيما بينها على تشكيل حكومة سياسية بديلة. على صعيد آخر، وعما نسبه موقع «ويكيليكس» الى النائب ابراهيم كنعان بأن السوريين هم من نفذوا مجزرة إهدن وليس رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع، وبأن رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية يُدرك هذه الحقيقة، ختم النائب حبيب لافتا الى ان الحق لا يستطيع احد التكتم عليه وبالتالي فإن الأيام كفيلة بإظهار حقائق الاغتيالات التي نفذت بحق الزعماء والقادة اللبنانيين وتبيان حجم التجني الذي تعرضت له «القوات اللبنانية» وعلى رأسها د.جعجع، معتبرا ان النائب كنعان تجرأ مشكورا على قول ما تفادى قوله الآخرون مراعاة لسلطة الوصاية آنذاك وخوفا من اقتصاصها منهم. 
 

 

السابق
فيتو على مرشحي تكتل التغيير والاصلاح ؟!
التالي
اوساط 14 اذار: حزب الله يحاول من خلال عون فرض وجهة نظره الحكومية