هكذا هم الأمريكان

 عندما كنا نشاهد في الصغر برامج «عالم الحيوان» في التلفزيون كانوا يركزون على مسألة حماية الحيوانات البرية من الانقراض وضرورة سن القوانين التي تكفل ذلك، لقد ركز الغربيون وعلى رأسهم الأمريكان على ضرورة تشديد العقوبة على من يعرّض تلك الحيوانات للانقراض ومنها حيوان وحيد القرن أو الكركدن أو الخرتيت الذين أرجعوا السبب الرئيس في تناقص أعداده لدرجة خطيرة الى العرب لأنهم يحبون أن يزينوا خناجرهم بقبضات مصنوعة من قرن الخرتيت، وكذلك اتهموا العرب وغيرهم بأنهم السبب في قتل الفيلة رغبة منهم في الحصول على العاج، ولم يكتفوا بذلك بل تدخل هؤلاء بشعائر ديننا الإسلامي عند ذبحنا لذبائحنا وأضحياتنا واتهموا المسلمين بالدموية والقسوة.
فضائية أمريكية اسمها Outdoor تعنى بالصيد، صيد الطيور والحيوانات والأسماك، تتناول في الكثير من برامجها عمليات قتل بشعة يقوم بها مواطنون أمريكان للكثير من الحيوانات النادرة بمنتهى الوحشية، انهم يطلقون النار من بنادقهم على الطيور مثل البط والإوز وطيور الحجل بأنواعها وكذلك على حيوانات من المفترض طبقاً لقوانينهم الجوفاء أن تكون خاضعة للحماية فهم يقتلون الكباش البرية وذكور الماعز الجبلي وكذلك الدببة السوداء وحيوانات الأيل والموظ، بل حتى ثور البايسون الأمريكي لم يتورعوا عن قتله، انهم وطبقاً لما تظهره الأفلام التي صوروها لعرضها في هذه الفضائية يقتلون من أجل المتعة والتفاخر والتباهي، أما أشنع ما قاموا به لتحقيق هوايتهم الدموية هو قتل تلك الحيوانات البريئة بالقوس والنشّاب، لقد عرضوا أفلاماً لأحد الأمريكان خبير باستخدام القوس وكذلك بندقية الصيد صورها في معظم دول العالم يقتل بها حيوانات نادرة جداً وكان منظره وهو يقتل ثور المسك المسالم من أشنع ما عرضوا في قناة الـOutdoor.
هكذا هم الأمريكان يضعون القوانين لانتقاد جميع البشر وملاحقتهم ولكنهم لا يحاسبون مواطنيهم على ما يرتكبون من جرائم ومجازر ليس في حق الحيوانات فقط وإنما في حق البشر، ولا يوازي قوانينهم بشاعة إلا تبريراتهم التي يطلقونها عندما يتعلق الأمر بأمريكان يمارسون هوايتهم الدموية، لقد صنعوا القنابل النووية وهم أول من استخدمها لقتل البشر، ولم تستخدمها دولة غيرهم، عندما ضربوا مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين في الحرب العالمية الثانية ولا ضمانة هناك بأنهم لن يستخدموها مرة أخرى، وصنعوا الألغام المضادة للأفراد ويرفضون أن ينضموا للمعاهدات الدولية التي تحظر انتاج هذه الألغام التي حصدت ملايين البشر وشوهت من نجا منهم وبترت أرجلهم وأطرافهم، هكذا هم الأمريكان.

السابق
القمة الروحية في بكركي:”بيان أجهض بيان”!
التالي
تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية: الأستونيون في سوريا لكن الأبعاد لبنانية