الشرق الاوسط: المجلس الشيعي الأعلى اللبناني يحتج على بيان قمة بكركي

انعقدت في لبنان، أمس، قمة لرؤساء الطوائف اللبنانية، انتهت ببيان عبر عن حق الدولة في تحرير الأرض، فأعلن خروج المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عن الإجماع، معلنا أنه «غير معني بهذا البيان».
وقال نائب رئيس المجلس، الشيخ عبد الأمير قبلان، إنه «غير معني بما ورد في الصيغة النهائية للبيان الذي صدر عن القمة التي جمعت رؤساء الطوائف في الصرح البطريركي في بكركي، وخاصة فيما ذكر بالبند السادس حول حق الدولة في تحرير الأرض، وإغفال حق الشعب والجيش والمقاومة». ولفت قبلان إلى أنه «شارك في القمة لما لها من أهمية بالغة في إرساء الثوابت، بعد أن أصبحت مهترئة»، موضحا أن «الاتفاق كان على أن يكون اللقاء للتأكيد على الثوابت وعدم التعرض إلى أي مسألة خلافية بين التوجهات السياسية».

وأوضح قبلان أن «النقاش الذي دار في القمة حول البيان الختامي أظهر عكس ما أردنا من تأكيد على الثوابت، وانحرفت الأمور بشكل مخالف لما اتفق عليه، خاصة في البندين السادس والسابع من البيان، الذي جاء فيه قبل طرح التعديل التأكيد على سيادة لبنان وحريته وحق الدولة في تحرير أراضيها التي تحتلها إسرائيل، وفي البند السابع فيما يتعلق بالصراع العربي – الإسرائيلي، فكان الاقتراح من قبل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الذي أكد حق لبنان في تحرير أرضه حتى يشمل حق الجيش والشعب والمقاومة، وخاصة أننا في ظل فقدان الدولة للقدرة على الدفاع عن نفسها».

أما فيما يتعلق بالبند السابع، الذي ذكر بالبيان، فكان الاقتراح حل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، فتم زيادة التعديل خجلا من طباعته في البيان الرسمي.
وكان رؤساء الطوائف المسيحية والإسلامية في لبنان لبّوا دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى قمة دينية في بكركي، انتهت إلى تجديد التمسك بثوابت الوحدة الوطنية، والدعوة إلى «تأليف الحكومة اللبنانية اليوم قبل الغد على الأسس الدستورية، بما يمكّنها من أداء دورها في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها البلاد والمنطقة العربية».

ووصفت مصادر بكركي أجواء القمة بـ«الممتازة والأخوية»، لافتة إلى أنه «تم التوافق على كل المواضيع التي جرى تداولها، وهذا ما انعكس في البيان الختامي إجماعا عاما»، وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «لم يتم تحديد مكان أو زمان اللقاء المقبل، ولكن جرى التوافق على ضرورة وأهمية اللقاء باستمرار وبوتيرة سريعة، فلا ننتظر الحدث للاجتماع».

وكان المجتمعون قد تلاقوا على أهمية «اعتبار الدولة اللبنانية مصدر قوة للبنانيين والحاضن لهم»، وأكدوا على «الالتزام بثقافة الحوار واحترام وجهات النظر، وعلى تحقيق المساواة، فالعدالة التي هي قيمة مطلقة وصفة من صفات الله تعالى، لا يمكن للمجتمعات أن تستمر من دونها»، كما حثوا على «البحث في استراتيجية تحمي لبنان»، داعين إلى «تعزيز الانتماء الوطني وتثبيت أركان الدولة، والاحتكام إلى المؤسسات الدستورية لمعالجة أي خلاف، والاعتماد على الجيش وقوى الأمن لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة».

وفي بيانهم الختامي دعا قادة الطوائف للتمسك بـ«سيادة لبنان واحترام وحق الدولة في تحرير أراضيها»، وثمنوا دور اليونيفيل، وأهابوا بالأمم المتحدة «الضغط على إسرائيل لتنفيذ القرارات الدولية»، كما أكدوا على ضرورة «حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، والعربي – الإسرائيلي، الذي هو مفتاح الأمن والاستقرار»، داعين إلى «الاستجابة إلى حقوق الشعب الفلسطيني وحق عودتهم، وإقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها وطنا دائما، وهذا ما يتلاقى مع الإرادة اللبنانية برفض التوطين».
وأبدوا في سياق آخر قلقهم واستنكارهم «الشديدين» للأحداث التي تحصل في مصر، وقبلها في العراق، والتي طالت المسيحيين، فأكدوا على «أهمية الدور المسيحي والمسلم في هذا الشرق، وعلى ولاء المسيحيين والمسلمين لأوطانهم»، وأقروا «مبدأ لقاءات دورية دينية».

السابق
زوارسليمان لـ “الشرق الأوسط”: هناك إفراط في التفاؤل وعقدة الداخلية لم تحسم نهائيا
التالي
أسطورة بن لادن بعد رحيل بن لادن