السياسة: تأليف الحكومة في مرحلة حصر آخر العقد

إثر ورود الضوء الأخضر السوري بضرورة التأليف السريع لاعتبارات يتقاطع فيها الداخلي بالاقليمي, هل تصدر مراسيم حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في اليومين المقبلين, أم تؤجل الولادة إلى الأسبوع المقبل, ريثما يصار إلى الانتهاء من كل التفاصيل المتعلقة بالتشكيل?

هذا السؤال طرح بقوة في بيروت, أمس, بعدما تم تجاوز عقبة وزارة الداخلية من خلال التوصل إلى توافق بين المعنيين بأن يتولاها العميد المتقاعد مروان شربل الذي تربطه علاقات طيبة برئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون, على أن يجري تحصين هذا التوافق بإقرار عملية توزيع الحقائب على القوى السياسية المكونة للحكومة.
ومن المفترض أن يتسلم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أسماء وزراء فريق "8 آذار" في الساعات المقبلة لإسقاطها على الحقائب, في ضوء نتائج المشاورات الجارية لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة العتيدة.
وكشفت أوساط قريبة من الرئيس ميقاتي ل¯"السياسة", أن الدخان الأبيض يرجح تصاعده في وقت قريب قد لا يتعدى نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير, إذا سارت الأمور وفق ما هو مرسوم لها, مشيرة إلى أن الاتصالات والمشاورات المكثفة التي بذلت في الأيام الماضية أفضت إلى إيجاد مخرج توافقي في ما خص وزارة الداخلية التي ستتسلمها شخصية محايدة ليست محسوبة على أي فريق, وهذا ما سيبقي هذه الوزارة في أياد مستقلة للمحافظة على دورها في حفظ الأمن والاستقرار.

وأشارت إلى أن هناك بعض التفاصيل التي سيعمل على معالجتها في الساعات المقبلة, على أن يتم الاتفاق بين الرئيس المكلف والرئيس سليمان على تحديد موعد إعلان الحكومة في أقرب فرصة ممكنة لأنه لم يعد ممكناً بقاء حالة الفراغ قائمة.
وكشفت الأوساط أن ميقاتي أجرى سلسلة اتصالات بعيداً من الأضواء مع بعض الأطراف السياسية لحضها على تقديم التسهيلات المطلوبة لتشكيل الحكومة, متحدثة عن أن النقاش يجري بصورة إيجابية بهدف التوصل إلى الحل المنشود في ما تبقى من نقاط عالقة على طريق التأليف وفق القواعد الدستورية.
وفي هذا الإطار, أكدت مصادر نيابية في تكتل "التغيير والإصلاح" ل¯"السياسة" حصول النائب عون على 10 وزراء بينهم وزير يمثل النائب طلال أرسلان, مرجحة حصول التكتل على حقائب, الاتصالات والطاقة أو الصحة والعدل, إضافة إلى الاقتصاد والتجارة أو الشؤون الاجتماعية.

وكشفت أن عون اشترط على الرئيس المكلف عدم وضع أي فيتو على الأسماء التي سيقدمها لتسلم الحقائب الوزارية.
ومع ان غلاة التفاؤل ذهبوا الى تحديد ساعات او ايام قليلة للتوصل الى صيغة نهائية للحكومة العتيدة, فإن العاملين على خط المواصلات بين المقرات المعنية بالتشكيل اكدوا العمل الحثيث على استكمال حل عقد اخرى لا تزال تستوجب مزيداً من التواصل والجهد لعدم الاصطدام بتعقيدات اضافية, واشاروا الى حرص على المتابعة بتأن ودقة خشية بروز قطب مخفية تنسف الجهود وتعيد الوضع الى نقطة الصفر.
ويمضي اطراف الاكثرية في الدفع للتشكيل وتخطي الالغام المحتملة في مساره وفي مقدمها تمثيل المعارضة السنية غير المتوافق عليه بفعل الاصرار على توزير فيصل كرامي ورفضه من جهة الرئيس المكلف, إضافة الى غياب التوافق على الماروني السادس وعلى توزيع بعض الحقائب ومن بينها الاتصالات, والتربية والصحة.

وذكرت "وكالة الأنباء المركزية" ان بعض القيادات السياسية السنية في المعارضة زارت أمس دمشق التي استقبلت أيضاً رئيس "جبهة النضال" النائب وليد جنبلاط في اطار المشاورات المتقدمة للتأليف.
وأضافت الوكالة أن العميد شربل الذي بات شبه محسوم كوزير الداخلية العتيد زار امس الرئيس ميقاتي بعيدا من الاضواء في اطار التعارف وتم التشاور في دوره المرتقب ومهمته في الوزارة فور تشكيل الحكومة.

السابق
عبود: العقدة ليست فقط في “الداخلية”
التالي
القبس: مشائي سبب الخلاف وليس مصلحي