الانباء: هل باتت الحكومة الميقاتية على الأبواب بعد حل «عقدة الداخلية»؟

دبت الحرارة في شرايين عملية تشكيل الحكومة مساء الاربعاء الماضي مع انتقال الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى بعبدا ومعه سلة اسماء وافق عليها العماد ميشال عون ليختار الرئيس ميشال سليمان واحدا منها يراه ملائما لتسلم وزارة الداخلية.

وايا كان مصدر هذه الحرارة اقليميا او دوليا، لابد من الاشارة الى زيارة السفير السوري علي عبدالكريم الى بعبدا قبل الحراك المسائي، وكذلك زيارة ممثل الامين العام للامم المتحدة مايكل ويليامز الى القصر الجمهوري بعده.

وسرت معلومات عن ان الرئيس ميشال سليمان وافق على احد الاسماء المطروحة للداخلية وهو العميد المتقاعد في الامن الداخلي مروان شربل، ومع تسريب الاسم الى وسائل الاعلام اعرب الرئيس المكلف نجيب ميقاتي عن انزعاجه خشية ان يكون الغرض من التسريب حرق فرصة صاحبه، علما انه طبقا لمعلومات «الأنباء» ان الرئيس سليمان لم يعلن الموافقة المنسوبة اليه، وبالتالي لن يكون له موقف الا بعد اطلاعه على التشكيلة الحكومية كاملة، وهذا ما يحرص عليه الرئيس ميقاتي ايضا والذي سبق ان اكدت اوساطه لـ«الأنباء» انه لن يعرض على رئيس الجمهورية لائحة كاملة قبل التفاهم على جميع عناصرها.

العميد مروان شربل

وقد بدت اوساط بعبدا وعين التينة متفائلة بقرب تشكيل الحكومة، لكن هذا التفاؤل فقد بعض بريقه في آخر الليل وتحديدا بعد تسريب اسم الضابط المتقاعد المرشح لتولي وزارة الداخلية والذي هو من منطقة جبيل (منطقة الرئيس سليمان) وامه من عكار (شمالي لبنان)، وقد عرف العميد شربل بتسلمه اهم المراكز في الامن الداخلي، وكذلك بقربه من جو التيار العوني، وهو متزوج شقيقة ادونيس عكره احد ابرز الناشطين الجامعيين في التيار العوني والذي اعتقل من قبل مخابرات الجيش في وقت من الاوقات وبعد الافراج عنه الف كتابا بعنوان «رقمي 16» ويقصد رقمه في السجن، وقد ضمنه تعريفا بالذين اعتقلوه، ما استدعى ملاحقته امام القضاء بسبب هذا الكتاب.

وضمت سلة المرشحين لوزارة الداخلية الذين سماهم العماد عون ليختار الرئيس سليمان احدهم الوزير السابق ناجي البستاني والعميد المتقاعد مروان بيطار ونقيب المحامين السابق شكيب قرطباوي.

مصادر تحدثت عن عملية فرز وضم للحقائب والاسماء تتم وفق معادلة دقيقة توفر جسما حكوميا يوحي بالثقة ويعكس صدمة ايجابية لدى جمهور انتظر طويلا. وابلغ الرئيس نبيه بري النواب بان هناك اصرارا قويا للاسراع في تشكيل الحكومة، لكنه رفض ان يقول فول قبل ان يصير بالمكيول.

اوساط الرئيس ميقاتي قالت ان لقاءاته مع معاوني الرئيس بري والسيد نصرالله النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل ومع ممثل العماد عون الوزير جبران باسيل ومع الوزير غازي العريضي ممثلا لرئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط هدفت الى اطلاع هؤلاء على آخر التطورات ولنقلها الى قياداتهم.

الحكومة والعمرة..

ولوحت اوساط اعلامية باحتمال ان يعود الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الى حكومة «الأمر الواقع» اذا ما عادت الامور الى نقطة الصفر مع تجدد الخلافات حول الوزارات الاخرى، فيعلنها ثم يغادر الى مكة المكة لاداء العمرة كما يفعل سنويا.

النائب العلوي خضر حبيب (كتلة المستقبل) اكد عدم جواز الاستمرار بلا حكومة بسبب وزير الداخلية، معتبرا ان الاكثرية الجديدة رمت الكرة في ملعب الرئيس ميشال سليمان لاحراجه امام الرأي العام وتحميله مسؤولية العرقلة، علما ان الجميع يعلم من هو المعرقل لتشكيل الحكومة انه العماد ميشال عون المدعوم من حزب الله، وهو ما يصرح به علنا، ويطمئن اللبنانيين بانه حتى لو حلت عقدة الداخلية فقد تكون هناك عقد اخرى كحقائب الطاقة والعدل والمالية.

وسأل النائب حبيب عن البرنامج السياسي للاكثرية الجديدة التي تجمع الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وحزب الله والعماد ميشال عون والوزير سليمان فرنجية والرئيس ميقاتي واين الانسجام بين هذه الاكثرية التي ستتحكم بالبلد واين برامجها؟

واعتبر النائب حبيب ان جنبلاط بيضة القبان في الاكثرية الجديدة، وقد يكون تلويحه بسحب الغطاء عن هذه الاكثرية وراء استعجالها تشكيل الحكومة.

جنبلاط إلى دمشق

وتجدر الاشارة الى ان جنبلاط غادر امس الى دمشق في زيارة يستكمل فيها محادثات الاسبوع الماضي حول الحكومة اللبنانية، وعلمت «الأنباء» انه سيتغيب ثلاثة ايام عن لبنان.

ونفى جنبلاط علمه بما تردد من معطيات عن قرب تشكيل الحكومة خلال 24 ساعة، لكنه تمنى تشكيلها باقصى سرعة، مؤكدا لموقع «الانتقاد» الناطق بلسان حزب الله انه من المحتمل ان يناقش موضوع الحكومة في دمشق. وقال جنبلاط انه في ظل الظروف التي تعانيها سورية الآن لابد من تحصين الخاصرة السورية في لبنان، عبر التشكيل السريع للحكومة.

السابق
أسطورة بن لادن بعد رحيل بن لادن
التالي
البناء: القمة الروحية تنتهي ببيان مفخَّخ والمجلس الشيعي يعترض