“إسرائيل” تواصل تعزيز مواقعها الحدودية وتدابير احترازية وكاميرات

تواصلت التحركات غير الاعتيادية للقوات «الإسرائيلية» المعادية ما بين مستعمرتي مسكاف عام غرباً والمطلة شرقاً، وصولا الى وادي المغر، مرورا بالعباسية والغجر في ظل تحليق طائرة استطلاع من دون طيار. كما شددت من إجراءاتها العسكرية على الحدود الفاصلة مع لبنان، خصوصاً في قطاع العباسية ـ الغجر، بالتزامن مع تعزيزات عسكرية في ذلك القطاع، وصولاً إلى الأطراف الغربية لمزارع شبعا المحتلة، مروراً بالعباسية ومزرعة النخيلة اللبنانية المحتلة.
وتأتي هذه التحركات المكثفة للقوات «الإسرائيلية» في خلال الأيام الثلاثة الأخيرة ، بالتزامن مع اقتراب الذكرى الحادية عشرة للتحرير في العام 2000، قابلتها دوريات مشتركة للوحدات الدولية والجيش اللبناني على الطريق الممتد من محيط بوابة فاطمة ـ كفركلا باتجاه المدخل الشمالي لبلدة عديسة، وراقب عناصرها تحركات «إسرائيلية» معادية مؤللة لثلاث عربات هامر مدرعة، رابطت إحداها قرب نقطة مراقبة متقدمة قبالة حاجز للجيش اللبناني على مدخل عديسة، واثنتان أخريان على الطريق العسكرية الحدودية في مهمة استطلاع وحماية، من قبل قوة عسكرية قوامها 18 جندياً، ارتدى أحدهم قناعاً على وجهه، ارتابت الأجهزة الأمنية بأمره، من كونه أحد الفارين إلى «إسرائيل» عشية التحرير.

تركيب كاميرات
ولوحظ ان الاجراءات الأمنية المشددة لجنود العدو عند محلة الثغرة كانت بهدف تأمين الحماية لورشة «اسرائيلية» تابعة لجيش الاحتلال، التي استأنفت عملها بتثبيت كاميرات مراقبة وأجهزة إنذار، ومصابيح إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، رفعتها على أعمدة معدنية زرعتها حديثاً في نقاط محددة، على الخط الحدودي وتخوم الشريط الألكتروني الممغنط قبالة طريق عام ومدخل عديسة الجنوبية، على بعد أمتار قليلة من نقطة المواجهات البطولية للجيش اللبناني في الثالث من شهر آب الماضي، وذلك في أعقاب انتهاء الورش العسكرية الشهر الماضي، من تمديد خطوط اتصالات وأسلاك تحت الأرض في تلك المنطقة، بمحاذاة السياج المعدني الفاصل مع لبنان.
وعند اقتراب عدد من الصحافيين في الجانب اللبناني، لمتابعة الأشغال الجارية في الجانب الآخر من الحدود، استاء الجنود «الإسرائيليون»، الذين غلب عليهم التوتر، فلم يتوانوا عن كيل الشتائم بالعربية والعبرية للمواطنين والعابرين الذين تجمهروا، وللصحافيين لدى قيامهم بتصوير الورش «الإسرائيلية» وجنود الحراسة، فتدخل الجنود الإندونيسيون لتهدئة الوضع، طالبين بلياقة إلى المواطنين والصحافيين، الابتعاد عن المكان. التوتر الذي يغشى الجنود «الإسرائيليين» بشكلٍ دائم على الحدود، لم يمنعهم، أول من أمس، من توجيه أسلحتهم الرشاشة بطريقة استفزازية، تجاه الصحافيين الذين كانوا يقومون بواجبهم، وعناصر الجيش اللبناني في عديسة، العين الساهرة على أمن الوطن وسلامة المواطنين.
وترافق ذلك مع تحليق للطيران الحربي «الإسرائيلي»، فوق مرجعيون، حاصبيا، ومزارع شبعا، منفذاً غارات وهمية على علو منخفض، وتكثيف الدوريات المعادية في الغجر المحتلة، وعلى طريق مستوطنة دان وموقع الظهرة في الشطر المحتل من العباسية، وعلى الخط الحدودي بين العباسية والغجر صعوداً باتجاه المزارع المحتلة. وفي المقابل، سيّرت قوات حفظ السلام الدولية العاملة في قوات اليونيفيل المعززة، دورياتها الروتينية الدولية، على طول الخط الأزرق، بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني، ولوحظ مرابطة ناقلة جند دولية إندونيسية بمحاذاة الصواري التي تحمل العلمين اللبناني والفلسطيني وراية حزب الله قبالة مستعمرة مسكفعام، ولوحظ تمركز ناقلتي جند من الوحدتين الإسبانية والإندونيسية عند مدخل فرعي بين اشجار الزيتون قبالة طريق عام عديسة، لمراقبة الانتهاكات على الخط الازرق. كما حلقت طوافة دولية في أجواء المنطقة الحدودية، من الناقورة وصولاً الى مرتفعات كفرشوبا وتخوم مزارع شبعا المحتلة، تزامناً مع قيام وفد من كبار الضباط الدوليين، من الوحدات العاملة ضمن قوات «اليونيفيل» المعززة، ومن لجنة الإرتباط في «اليونيفيل»، بتفقد الخط الأزرق، حيث توقفوا عند نقطة مراقبة دولية للوحدة الإندونيسية متمركزة في محلة الثغرة على الخط الأزرق في بلدة عديسة الحدودية، في موكب كبير من سيارات الجيب البيضاء التابعة لـ»اليونيفيل»، آتية من مقر القيادة العامة للطوارئ في الناقورة. الوفد الذي أكمل جولته على الخط الأزرق، استمع الى شرح مفصل من أحد الضباط الدوليين، عن الوضع الميداني على جانبي الحدود الفاصلة، إثر الاستفزازت الأخيرة، التي قام بها جنود «إسرائيليون» تجاه عناصر الجيش اللبناني والمواطنين اللبنانيين، بعدما تبلغت لجنة ارتباط «اليونيفيل» بحصولها.

السابق
“اليونيفيل” سلمت الجيش دفعة من الآليات وقطع التبديل
التالي
“تحضيرية” مسيرة العودة تحدّد ضوابط التحرك