مصادر خاصة لـ”السياسة”: كياني وشجاع باشا مسؤولان عن حماية بن لادن لسنوات

كشفت مصادر باكستانية رفيعة المستوى ل¯"السياسة", أمس, أن واشنطن طالبت إسلام آباد بالتحقيق مع رئيس أركان الجيش الجنرال اشفاق كياني ورئيس المخابرات العسكرية الجنرال أحمد شجاع باشا بشأن ضلوعهما في حماية زعيم "القاعدة" أسامة بن لادن طيلة سنوات.

وأوضحت المصادر أن إدارة الرئيس باراك أوباما طلبت معلومات عن الشبكة التي غطت وجود بن لادن في أبوت آباد شمال العاصمة الباكستانية, منذ العام 2005 وحتى مقتله في الثاني من الشهر الجاري خلال عملية الكوماندوس الأميركية.
ووفقاً للمصادر, فإن الجنرالين كياني وشجاع باشا هما من "مراكز القوى" في باكستان إذ أنهما عضوان في المجلس العسكري الذي يتكون من 13 عسكرياً من ذوي الرتب العالية وهم القائمون على حماية البلاد والتحكم بسياساتها الخارجية, ولأن الحكومة المدنية ضعيفة أمام المؤسسة العسكرية فهي بالطبع لاتعلم خفايا الأمور في باكستان.

وكشفت المصادر أن الجنرالين كانا حليفين للولايات المتحدة, وحليفين في الوقت نفسه لتنظيم "القاعدة" وتعهدا حماية بن لادن, مشيرة إلى أن ما يؤكد ضلوعهما في حماية بن لادن هو أن مخبأه في أبوت أباد شمال العاصمة اسلام آباد كان قريباً من منازل جنرالات وأكاديمية عسكرية, حتى أن أقرب المقربين إليه مثل الرجل الثاني في التنظيم أيمن الظواهري والقيادي سليمان بوغيث, لم يكونوا على علم بمكان إقامته.

وفي محاولة لتهدئة التوتر بين البلدين, أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور جون كيري انه سيتوجه الاسبوع المقبل الى باكستان, فيما كشف مساعد في الكونغرس ان وكالة المخابرات المركزية أبلغت لجنتين في مجلس الشيوخ انه يمكن لاعضائهما – اذا رغبوا – الاطلاع على صور بن لادن بعد مقتله.

وأوضح المساعد أن الوكالة دعت أعضاء في لجنتي المخابرات والقوات المسلحة بمجلس الشيوخ الى تحديد موعد مع الوكالة لمشاهدة صور بن لادن, بعدما قرر الرئيس باراك أوباما عدم نشرها لأنها تشكل خطراً على الأمن القومي ويمكن أن تستخدم لغايات إعلامية.

من جهتها, أكدت الإدارة الأميركية إحراز "تقدم" لجهة الحصول على مزيد من المعلومات من باكستان بشأن بن لادن.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية مارك تونر, مساء أول من أمس, "نواصل العمل مع باكستان لنصل الى كل معلومة يمكن ان تساهم في هدفنا المشترك لمواصلة تعاوننا في مكافحة الارهاب, ونعتقد اننا نتقدم, نحن متفائلون".
ورفض الاجابة بالتحديد عن حالة الزوجات الثلاث لبن لادن المعتقلات لدى الباكستانيين, والتي تسعى واشنطن الى استجوابهن منذ عملية القوات الخاصة الاميركية التي أدت الى مقتل زوجهن.
لكنه اضاف "نعتقد اننا نحرز تقدما ليس فقط في هذه الحالة وإنما في مجمل الحالات لجهة تقاسم المعلومات".

وكان البيت الابيض طلب الاحد الماضي ان يتمكن الاميركيون من استجواب النساء الثلاث, لكن وزارة الخارجية الباكستانية أكدت اول من امس "انها لم تتلق أي طلب رسمي من الولايات المتحدة", ما يؤشر على التوتر الحاد السائد حالياً بين الحليفين.
من جهة أخرى, كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية الصادرة أمس, أن أحد أبناء بن لادن الذي يعتبر "ولي عهد الإرهاب" اختفى أثناء الهجوم الأميركي الذي أدى إلى مقتل والده وأحد أشقائه.

وأكدت أن أرامل بن لادن الثلاث المحتجزات حالياً في السجون الباكستانية, أخبرن المحققين أنهن لم يشاهدن أحد أبنائهن منذ العملية التي شنتها القوات الأميركية في الثاني من الشهر الحالي.
ولفتت إلى أن هذه التفاصيل تزيد المخاوف من أن يكون حمزة البالغ من العمر 20 عاماً الابن الأصغر لزعيم تنظيم القاعدة قد فر من الأسر, مشيرة إلى ادعاء البيت الأبيض في بادئ الأمر أن حمزة قتل أثناء العملية فيما قال مسؤولون في وقت سابق إن خالد (22 عاما) شقيق حمزة قتل بدلاً عنه, الأمر الذي يوحي بعدم وجود رأي موحد بشأن هوية القتيل.

السابق
أوقات عاصفة
التالي
الجمهورية: التأليف أفلت من الداخلية ليعلق بـالاتصالات وسواها