رحلت من سمّي موقع الاحتلال في حولا بأسمها

توفيّت الحاجة زينة أيوب ( 90 سنة)، التي يعرفها جيداً أبناء بلدتها حولا ( مرجعيون) كما يعرفها العدوّ الأسرائيلي الذي عانت من قمعه واعتداءاته المتكرّرة على أملاكها وحريتها لسنوات طويلة قبل التحرير. للحاجة زينة، كما يناديها أبناء بلدتها، قصّة مختلفة مع الاحتلال، لا بل ما كان لافتاً هو تسمية أحد المواقع الأسرائيلية، أثناء الاحتلال، بأسمها، حتى صار يعرف ب " موقع الحجّة زينة". رحل الاحتلال قبل أن ترحل الحاجة زينة، فعاد الموقع اليها بعد التحرير لكنها وقتها أصبحت عاجزة عن العودة الى زراعة الأرض العزيزة عليها. في منتصف التسعينيات وبعد أن أصبح موقع حولا الأسرائيلي الشهير يتعرّض باستمرار لعمليات المقاومة وعرّض الجنود الأسرائيليين وعملائهم للقتل والاصابات المختلفة، قرّر العدوّ استحداث موقع جديد لهم قريباً من الأحياء السكنية ويطلّ على وادي السلوقي والمحيط المحرّر الذي ينطلق منه رجال المقاومة. ما قد يخفّف من شنّ العمليات العسكرية كون الأهالي قد يتعرّضون للرصاص والشظايا والقصف أحياناً. المكان الذي تم اختياره، هو في أرض الحاجة زينة، لا بل ملاصق لمنزلها المؤلف من ثلاث طبقات. استحدث الأسرائيلي جرافاته وطبعاً دون اذن مسبق، فجرف أشجار الزيتون والحقل المزروع شتول التبغ المرّة الذي تملكه الحاجة زينة، وشيّد موقعه الجديد هناك، فأصبحت الحاجة زينة الجارة الوحيدة الملاصقة للموقع، فهي تعيش وحيدة هناك، بعد أن توفي زوجها، وسكنت ابنتها في منزل زوجها. رفضت الحاجة زينة ترك منزلها، وأصرّت على البقاء رغم المخاطر التي قد تتعرّض لها، ورغم الضغوطات المختلفة من الاحتلال وأعوانه، حتى أصبح الموقع الجديد ينعت باسمها، وبحسب ابنتها أم حسين، فان " الحجّة حاولت البقاء في المنزل، لكن العدوّ وعملائه احتلوا المنزل أيضاً وجعلوا من سطح المنزل مركزاً متمماً للموقع، تراقب من خلاله المنطقة المحرّرة، وأصبح المنزل داخل سياج الموقع، فعبثوا بالمنزل وسرقوا وكسرّوا ما تيسّر لهم". وتبيّن أنها حاولت مع والدتها لأكثر من مرّة تنظيف المنزل للسكن فيه، لكن الجنود المحتلّين كانوا دائماً يترددون الى المنزل. لقد عانت الحاجة زينة طويلاً قبل أن تشهد تحرير الأرض وتعود الى منزلها معزّزة مكرّمة، لكن وكالعادة، أيّاً من المعنيين لم يلتفت اليها، ولم يسمع قصّتها، فلم يعوّض عليها أحد ما لحقها من الخراب وقطع الأشجار وحرمانها من أرضها، مصدر رزقها وأنسها.

السابق
حرق المزابل في منطقة صيدا: سيدنا الريحة بتقرف والناس رح تفطس
التالي
بدء توافد رؤساء الطوائف الروحية الى بكركي