النهار: أزمة المحروقات عادت إلى الواجهة وقد تتفاقم الأسبوع المقبل

عاد ملف ازمة المحروقات الى الواجهة أمس في ظل التفاوت في الاراء بين الوزراء المعنيين عن آلية الدعم وحجمه. إذ بعد تمنع وزير الطاقة جبران باسيل أول من أمس عن توقيع الجدول الاسبوعي لاسعار المشتقات النفطية، عاد ووقع أمس جدول تركيب الاسعار بزيادة 100 ليرة على سعر صفيحة البنزين 95 اوكتان و200 ليرة على الـ98 اوكتان.

الا ان تطور الازمة رهن تقلبات الاسعار في الاسبوع المقبل، إذ حذر باسيل أنه في حال ارتفعت الاسعار العالمية لن يوقع الجدول في حال تضمن أي زيادة، منبها الى أنه في ظل عناد وزارة المال بعدم خفض الأسعار، نحن مقبلون على أزمة جديدة". في هذا الوقت، فجّر وزير الاشغال العامة غازي العريضي قنبلة من نوع آخر تتعلق بالحوار الذي أطلقته وزارته بين الوزارات المعنية والسائقين العموميين لمعالجة مشكلة ارتفاع أسعار المحروقات، بإعلانه وقف مشاركته في هذه الاجتماعات نظرا لما آلت إليه الأمور في محاولة وأثر ذلك على السائقين العموميين خصوصا والمواطنين عموما. وعلل موقفه انطلاقا "من اقتناعي بأن الأمور لا تدار لا بالاستخفاف ولا بالالتفاف، ولا بالتهريب ولا بالتسريب ولا بالتركيب، ولا بالمزايدة والمكايدة، ولا الاستفزاز او الابتزاز".
وفيما رفض العريضي في اتصال مع "النهار" الغوص في أسباب خروجه من الحوار، أكد ان البيان واضح المضامين. من هنا كان موقفه التزامه الكامل مطالب السائقين وإعلانه المسبق "تبني أي صيغة حل يوافق عليها السائقون العموميون لمعالجة مشكلة ارتفاع أسعار المحروقات لتسهيل أمورهم الحياتية". الا ان المعلومات التي توافرت لـ "النهار" من مصادر لجنة الحوار، أكدت أن العريضي مستاء من تصرفات وزيرة المال ريا الحسن وفريقها. إذ إن الحسن طرحت في الاجتماع الاخير اعطاء سائق التاكسي مبلغ 4 آلاف ليرة، الأمر الذي رفضه السائقون، ولكن فريقها من المستشارين اتصل بالقصر الجمهوري لأخذ موافقة رئيس الجمهورية على الطرح المتمثل بإعطاء السائق مبلغ 5 دولارات يوميا. هذا الامر أزعج العريضي الذي اعتبره التفافا على الحوار والمحاورين الذين لم يكونوا على علم بهذا الطرح. وإذ أكدت المصادر ان الحوار سيستمر رغم انسحاب العريضي "الداعم للسائقين"، رأت ان المسألة لا تتعلق بالاموال ولا بحجمها، بل بوضع سقف بأسعار البنزين لا يتجاوز الـ 25 الف ليرة.
وبالعودة الى موقف وزير الطاقة من اسعار المحروقات، لفت باسيل في مؤتمر صحافي عقده امس الى توقيعه جدول تركيب الأسعار، مؤكداً انه سيوّقع في كل مرة تخفض فيها اسعار المحروقات.
من جهة اخرى، اعلن إطلاق المرحلة الأولى من مشروع التخزين النفطي في لبنان، والذي يتلخّص بوجوب أن يفيد لبنان من موقعه الجغرافي على المتوسط ليكون مركزاً لتخزين النفط كي يؤمن المداخيل من الإستثمارات الأجنبية للخزينة من جهة، وليكون لديه من جهة ثانية مخزونه النفطي الإستراتيجي من جهة اخرى.

مواقف نقابية

في المواقف النقابية، رحب رئيس اتحاد نقابات سائقي السيارات العمومية للنقل البري عبد الامير نجده بعدم توقيع باسيل الجدول الاسبوعي لاسعار المشتقات النفطية، معتبرا انها تضع حدا للاحتكارات والمافيات. وأعلن رئيس الإتحاد العمالي العام غسان غصن دعم الإتحاد للتحرك الذي تقوم به اتحادات النقل، كاشفا عن قرار لهيئة المكتب بالدعوة الى مؤتمر نقابي عام لطرح الأوضاع الإجتماعية والمعيشية واتخاذ القرارات المناسبة في شأنها.
واكد غصن مطلب الإتحاد الأساسي بإلغاء الضرائب والرسوم عن كل المحروقات.

السابق
السفير: مفاوضات التأليف: تفاهم على «الداخلية» ينتظر … البقية
التالي
المستقبل: الأكثرية تُكثر من الكلام عن تقدم.. غير حاسم