العقوبات الأوروبية محدودة التأثير والغرب يخشى وقوع حرب أهلية

 يرى محللون ان العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على المقربين من الرئيس السوري بشار الاسد ليست سوى إجراءات رمزية ستكون ذات تأثير محدود على هذا النظام الذي يواصل قمعه الدموي لحركة الاحتجاجات.
وقال مدير مركز دراسات الشرق الاوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس ان "الاوروبيين في وضع صعب, فمبادئهم في الديمقراطية والحرية تفرض عليهم أن يرفعوا الصوت بوجه هذه الانتهاكات لحقوق الانسان (التي تجري في سورية) لكن الواقعية السياسية تملي عليهم ان يتركوا باب الخروج مفتوحا أمام الرئيس الاسد".

من جهته, اعتبر فابريس بالانش, الباحث في شؤون الشرق الاوسط في جامعة ليون وصاحب كتاب "المنطقة العلوية والنظام السوري" ان "الاتحاد الاوروبي يريد ان يعبر عن استيائه لكنه لا يمتلك امكانيات حقيقية لفرض عقوبات".
وأكد ديبلوماسي غربي سابق في المنطقة أن "العقوبات أقرت لأن المواطنين الاوروبيين لا يفهمون سبب سكوت الاتحاد الاوروبي عن عمليات القتل الجارية, لا سيما بعدما تحرك الاتحاد الاوروبي من اجل ليبيا", مضيفاً ان "هذا النظام منطو على نفسه, ويقيم علاقات محدودة مع العالم الخارجي بحيث يصعب التأثير عليه من خلال عقوبات كهذه".

وفي نظام يرتكز على الولاءات التقليدية, الدينية والعشائرية والعائلية, لا يبدو أي شيء قادراً على التأثير على الشخصيات المستهدفة بالعقوبات, مثل ماهر الاسد قائد الحرس الجمهوري اضافة الى رئيس المخابرات وشخصيات نافذة أخرى من بينهم رجل الاعمال رامي مخلوف.

وتحدث الديبلوماسي السابق عن الوظيفة التي يضطلع بها أركان النظام, قائلاً ان "ماهر الاسد يؤمن حماية الرئيس, ورامي مخلوف مكلف شراء ولاءات العائلات الكبرى العاملة في التجارة في سورية".
يتفق الخبراء على القول ان احتمال إقدام بشار الاسد على التخلص من المقربين منه اشبه بالانتحار السياسي.
وفي سياق الحديث عن عدم جدوى هذه العقوبات, أشار الخبراء الى إمكانية أن يكون رموز النظام تمكنوا من استباق الامور ونقل أموالهم الى دبي أو أي دولة أخرى مماثلة من حيث التسهيلات الضريبية.
ويتخوف الغربيون من عدم وجود بديل عن النظام السوري في حال تمت الاطاحة به, ومن توترات طائفية او عرقية قد تحدث بين اطياف النسيج السوري المكون من سنة وعلويين ومسيحيين وعرب وأكراد واقليات اخرى.
وأكد لانديس أنه "اذا تخلص السوريون من هذا النظام المستبد, فقد يقعون في حرب اهلية, وهذا ما يخيف الولايات المتحدة وفرنسا", مضيفاً "سيعمد النظام الى قتل المزيد من الناس, لكن ذلك لا يقارن بما قد يسقط من قتلى في حال وقوع حرب اهلية".

السابق
تزوير توقيع بارود
التالي
البيك: رجل المغامرات في رقصة جديدة