الديار: عون نال الطّاقة والإتصالات… والداخلية لـ وسطي … واللائحة عند الرئيس

يبدو ان تشكيل الحكومة يقترب اكثر وأكثر من المحاولات الجدّية لتأليفها، فالدور الذي قام به الخليلان، الحاج حسين الخليل والنائب علي حسن الخليل، وزيارتهما لدمشق ادّيا الى تسريع جدّية العمل على إنجاز تأليف الحكومة. فالرئيس ميقاتي الذي كان يريد حكومة منسجمة وفيها توزيع للحقائب على طاقات كفوءة، ومنها تكنوقراط، رأى ان لا احد يريد ان يضحّي في هذا المجال، بل ان كل الكتل النيابية تريد الإصرار على حصصها، وازاء ضغط سوري كبير لضرورة تشكيل الحكومة، وضغط لبناني داخلي لضرورة تشكيلها ايضاً، تنازل الرئيس ميقاتي للعماد عون عن وزارتي الطاقة والإتصالات، مع العلم ان الرئيس ميقاتي كان يريد وزيراً مختصّاً لوزارة الاتصالات، يقوم بإدخال لبنان في الجيل الثالث، وبعدها في الجيل الرابع للإتصالات الخليوية. لكنّ العماد عون الذي اصرّ على ان يتسلّم تكتّله الوزارتين، دفع بالرئيس ميقاتي الى القبول بالواقع السياسيّ وبضرورة ارضاء الكتل النيابية، وخاصة حلّ العقدة المارونية. لذلك كانت زيارة الرئيس ميقاتي للبطريرك الراعي، التي تركت اثراً طيّباً حول وفاقية رئيس الحكومة، كما ان البطريرك الراعي يقوم بدور تهدئة بين الرئيس الماروني ميشال سليمان والعماد ميشال عون.

العقدة المارونية التي تسبّبت بتوقيف تشكيل الحكومة، جاء حلّها على الطريقة التالية:
1 ـ تخلّى العماد عون عن وزارة الداخلية لأنها كانت مناورة للحصول على وزارتي الاتصالات والطاقة، بعدما شعر الوزير باسيل أن الاتصالات لن تكون من حصة العماد عون، فأبلغ عمّه العماد عون، ان الرئيس ميقاتي لا ينوي تسليمهم وزارة الاتصالات، فقامت قيامة العماد عون، واصرّ على تعيين وزير للداخلية من التيار الوطني الحرّ. لكن المعلومات الليليّة ذكرت ان الرئيس ميقاتي وافق على إعطاء وزارتي الطاقة والإتصالات للعماد عون، فتنازل العماد عون عن تعيين وزير للداخلية من التيار الوطني الحرّ.

2 ـ تقدّم الرئيس ميقاتي بعدّة اسماء وسطيّة لوزارة الداخلية، ترضي الرئيس سليمان وتحصل على موافقة العماد عون، لكن تكون التسمية الاولى فيها للرئيس سليمان، واللائحة اصبحت لدى رئيس الجمهورية بصورة غير رسمية، ولكنها ستكون رسميّة او جدّية، من خلال تسليم الرئيس ميقاتي لرئيس الجمهورية هذه اللائحة للتداول بشأن الأسماء والاتفاق عليها. دمشق ضاقت ذرعاً بعدم تشكيل الحكومة، وارسلت كلاماً مع الخليلين، انها لم تعد تتحمّل عدم وجود حكومة في لبنان، خاصة في ظلّ الأوضاع الحاصلة في سوريا، وان الحكومة يجب ان تتشكّل في اسرع وقت. هذا ما نقله الخليلان الى الرئيسين سليمان وميقاتي ، وبذلك تمّ تسريع تشكيل الحكومة، وتنازل الرئيس ميقاتي عن وزارة الاتصالات واعطاها للعماد عون.

3 ـ بالنسبة لوزارة الداخلية، رفع الرئيس ميقاتي اربعة اسماء وسطيّة، ترضي الرئيس سليمان، ويمكن ان تحظى بقبول العماد عون، وهذه الأسماء قد لا تتضمن اسم الوزير بارود رغم نجاحه في وزارة الداخلية، الاّ ان وضع العماد عون فيتو على اسم الوزير بارود، جعل الرئيس ميقاتي يقدّم لائحة وسطيّة للتفاهم على اسم منها بين الرئيس سليمان والعماد عون، اذ ان مهمة رئيس الحكومة تشكيل مجلس الوزراء الجديد، لكنّه ليس مسؤولاً عن حلّ العقدة المارونية بين العماد عون والرئيس سليمان، التي وُضعت في وجهه.

4 ـ الخطّة التي كان سيقوم بها الرئيس ميقاتي لوزارة الاتصالات كانت ثورة تكنولوجية بكلّ معنى الكلمة، اي ادخال الأجهزة الخليوية في الجيل الثالث، ثم في الجيل الرابع، وجعل لبنان بمستوى الدول الأوروبية. لكن للأسف تحت الضغط السياسيّ، اخذ العماد عون وزارة الاتصالات من الرئيس ميقاتي، لأن الرئيس ميقاتي بات مضطرّاً لتشكيل الحكومة، ولذلك تنازل عنها للعماد عون.

5 ـ هنالك مفاوضات غير مباشرة بين الرئيس برّي والعماد عون حول تبادل وزارة الطاقة مع وزارة الصحّة، مع العلم ان المراقبين يستبعدون اعطاء وزارة الصحّة للعماد عون لأن الرئيس برّي يريد الاحتفاظ بها للوزير خليفة الذي نجح في هذه الوزارة.

6 ـ الوزير جنبلاط ضغط بكل قوّته بشأن تشكيل الحكومة، والكلام الذي قاله الوزير العريضي عن الأكثرية الجديدة، اضافة الى تصريحات الوزير جنبلاط، جعلت الأكثرية الجديدة تهتزّ، وشعرت أنها لن تستطيع تشكيل الحكومة، وان الوزير جنبلاط يراجع حساباته بتشكيل الحكومة مع ابقائه على تحالفه مع حزب الله وسوريا استراتيجياً، لكنّه قال انه لن ينتظر طويلاً تشكيل الحكومة.

7 ـ بالنسبة للإتحاد الأوروبي، فإنه بات ميّالاً لتشكيل حكومة في لبنان، حتى لو لم تضمّ 14 آذار، فالإتحاد الأوروبي، نتيجة الاحداث العربية، خاف على الأوضاع في لبنان وقدّم نصيحة بضرورة تشكيل الحكومة لكي يكون في لبنان حكومة تحكم، وسلطة مركزية موجّهة اذا ما حصلت حوادث، ويكون هناك وفاق سياسي يرعى الجيش بتحرّكه.

بالنتيجة مثلما كان يحصل في كلّ حكومة، يعاند العماد عون ويطالب بحصته ويحصل عليها، فكما اصرّ على توزير جبران باسيل، فإن العماد عون عاد ونال حصته في الحكومة، وزاد الصراع بينه وبين الرئيس سليمان، والمعركة القادمة بينهما هي عام 2013 . مرّة جديدة نكرّر انه ستكون على لائحة كسروان المؤلفة من خمسة نواب موارنة المعركة القادمة بين الرئيس سليمان والعماد عون، ذلك ان الرئيس سليمان قبل سنة من نهاية عهده، ليس لديه شيء يخسره بخصوص المعركة الإنتخابية في جبيل وكسروان والمتن الشمالي والمتن الجنوبي، وعندها سيكون الرئيس سليمان في وضع قوي انتخابياً لأن التحالفات الانتخابية ستكون الأقوى، الاّ اذا تدخّلت دمشق وقامت بحماية العماد عون، وكذلك حزب الله مع الرئيس سليمان كي لا يخسر العماد عون حصته من 21 نائبا الى مستوى ادنى يصل الى 12 نائباً تقريباً.

المهمّ ان قطار الحكومة انطلق، الى حدّ ما، جدّياً، واللائحة هي عند الرئيس ميقاتي، واليوم عند الرئيس سليمان، ومن المنتظر ان تتألف الحكومة في نهاية الأسبوع او في مطلع الأسبوع المقبل.
برزت في الساعات الماضية عناصر واضحة لجهة حصول تقدم واضح وغير حاسم في عملية تشكيل الحكومة، فرغم الاجواء التفاؤلية التي سادت من قبل المعنيين، فان الامور بقيت مرهونة بخواتيمها. ووفق المعلومات المتوافرة لـالديار من مصدر مطلع بعد الاجتماع المهم الذي عقده الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مع المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للامين العام لـحزب الله الحاج حسين الخليل ووزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل لوضع اللمسات الاخيرة على الاتفاق.

ويقول المصدر ان عقدة حقيبة الداخلية يبدو انها حُسمت بتسمية العميد المتقاعد مروان شربل الذي يعتبر مرشح تسوية كونه من بلاد جبيل.
واشار المصدر الى ان الاجتماع تركز حول تسوية وزارة الاتصالات حيث ذكر في هذا المجال ان تجاذباً حصل بين الرئيس ميقاتي والتيار الوطني الحرّ الذي يعتبر ان هذه الوزارة هي من حصته بالاساس.
وبالتالي، فان البحث الذي دار في فردان دخل في تفاصيل التشكيلة اي السلة الكاملة، وبالتالي تناول حقائب اخرى ولم ينته الى نتائج حاسمة ونهائية، على ان تستكمل الابحاث وتتوسع دائرة اللقاءات لتشمل اطرافا اخرى في الاكثرية الجديدة.
لكن المصدر اوضح ان الجو العام يؤشر الى قرب ولادة الحكومة اذا ما سارت الامور في مسارها كما بدأت منذ مساء اول من امس.

ولم يستبعد الولادة في غضون ايام قليلة، مشيرا في هذا المجال الى ان هناك جدية برزت في التعاطي مع العملية بشكل عام خصوصاً في ضوء ما حمله الخليلان من تأكيد متجدد لدمشق بدعم الاسراع بتشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق، كان ميقاتي اجتمع اول من امس مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الجمهورية ميشال سليمان، ثم عاد واجتمع امس مع بري الذي نقل عنه النواب في لقاء الاربعاء: ان هناك اصرارا قويا للاسراع في تشكيل الحكومة، وان هناك عملاً ساعة بساعة للوصول الى النتائج المرجوة في هذا الشأن.

ومساء، وقبل توجهه اليوم الى سوريا، لفت تصريح جديد لرئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط يبرر فيه تصريحه الاخير ويناصر دمشق ومما قاله: في الوقت الذي تمر فيه سوريا بأزمة لا بد من تحصين الخاصرة السورية في لبنان بتشكيل سريع للحكومة، وامل خيراً بالاصلاحات التي وعد بها الرئيس بشار الاسد، واعرب عن اعتقاده بأن الرئيس الأسد لبى الى حد كبير ما وعد به الشعب السوري من اصلاحات، لافتا الى ان العلاقة مع سوريا جيدة فهي قدمت الكثير من اجل لبنان ودافعت عن الوطن وحمت المقاومة.

وشدد على ان سوريا مفصل اساسي للاستقرار في المنطقة، فهي باب السلم والحرب، مشيرا الى ان الاستقرار السياسي داخل سوريا يعزز ويحصن سوريا من الداخل في وجه كل تآمر.
وقال: من المحتمل جداً مناقشة موضوع تشكيل الحكومة مع القيادة السورية اليوم.
وعما قاله انه لم يعد منطقياً استمرارنا في تغطية المراوحة والفراغ والتعطيل بعدما اثبتت الاكثرية الجديدة فشلها الذريع أكد أن كلامه هذا انطلق من وجع الناس ولحماية المقاومة والسلاح والوحدة الوطنية.

السابق
الأنوار: سليمان وميقاتي يحددان مهلة 48 ساعة للخروج من دوامة الأزمة
التالي
تزوير توقيع بارود