البناء: بري: “قِربِت تِنحَلّ”..وحزب الله: ثمة من يُعرقل عمل الأكثرية الجديدة

عادت أجواء التفاؤل تطغى على الاتصالات والمشاورات لتشكيل الحكومة من خلال المعلومات التي تحدثت عن الوصول إلى توافق بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي والمعاونين السياسيين لكل من الرئيس نبيه بري والأمين العام لحزب الله النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل حول الصيغة النهائية لأسماء المرشحين لتولي حقيبة الداخلية.
ولهذه الغاية زار الرئيس ميقاتي مساء أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في بعبدا، وجرى التشاور في ملف تشكيل الحكومة. وفهم من أجواء الرئيسين، أن الرئيس سليمان لم يحسم موقفه من أحد الأسماء الأربعة المقترحة. وأشارت أوساط قريبة من بعبدا إلى أن الأمور لا تزال في مكانها. وأضافت أنه من السابق لأوانه الحديث عن الأسماء.
لكن ما يشجع على أجواء التفاؤل ما قاله الرئيس بري عن الوضع الحكومي في كلمته مساء أمس خلال تكريم الراحل موريس الجميل من أنها «قربت تنحل».
وذكرت المصادر أن ما رفع نسبة التفاؤل هو نتائج لقاء «الخليلين» مع الرئيس ميقاتي الأمر الذي جعل مصادر مطلعة تتحدث عن قرب ولادة الحكومة مع شيء من الحذر سببه التجارب السابقة والخوف من المفاجآت الناتجة من المواقف المتكررة للبعض في السابق.

وتقول المصادر، إن موضوع حسم عقدة الداخلية ينتظر موافقة رئيس الجمهورية على أحد الأسماء الأربعة (يرجح أن يكون الاسم المشترك عميداً متقاعداً في الجيش) خصوصاً أن الخليلين كانا قد حصلا على تأييد العماد عون لاختيار واحد من الأسماء الأربعة، مشيرة إلى أن الجوجلة التي قام بها «الخليلان» جاءت بعد زيارتهما أول من أمس الى العاصمة السورية.

وقد نقل زوار دمشق أمس أن سورية أكثر تأكيداً على الإسراع في تشكيل الحكومة وهي بالتالي تنصح بالاتفاق بين الأطراف المعنية في أقرب وقت.
إلا أن هذا التفاؤل لم يرق إلى مستوى حلحلة كل الحقائب في وقت قريب، خصوصاً مع ما كشفه العماد ميشال عون من أن لا إرادة لتشكيل الحكومة. مشيراً إلى أنه عندما تحل قضية الداخلية فسيكون هناك وزارة الطاقة أو الاتصالات.
كما أكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أن ثمة من يعرقل على الأكثرية الجديدة جهودها لتأليف الحكومة، وقال إن ما يطالب به العماد عون هو حقه الدستوري الذي لا نقاش فيه.
تطورات إيجابية جديدة في الوضع السوري

وفي هذا الوقت، مع كل يوم جديد يحمل الوضع في سورية مزيداً من التطورات الإيجابية التي تؤكد قدرة سورية شعباً وقيادة على تجاوز المؤامرة التي دبرها العديد من أجهزة المخابرات المعادية للموقف السوري من القضايا القومية ومقاومة الاحتلال «الإسرائيلي».
وقد أظهرت تطورات الأيام الأخيرة كيف أن أجهزة المخابرات دبرت في الغرف السوداء خيوط المؤامرة من خلال تسليح وتمويل المئات من الإرهابيين أو الذين جرى إغراؤهم بالمال وبأفكار سوداء بهدف النيل من موقع سورية ودورها، لكن مناعة الشعب والجيش والقيادة أكدت قدرة سورية بكل أطيافها ومؤسساتها على إسقاط هذه المؤامرة، وكشفت الكثير مما جرى تدبيره على كل المستويات.

شعبان
وفي هذا السياق، أكدت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد بثينة شعبان في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» أن الأخطر في الأحداث التي عصفت بسورية منذ حوالى الشهرين قد مر وأصبح وراءنا.
وأملت شعبان «أن نعيش المرحلة النهائية من هذه القصة»، موضحة «نريد أن نعتبر ما حدث في سورية بمثابة فرصة يجب أن ننتهزها للتقدم في عدة مجالات وخصوصاً في المجال السياسي».
كما أكدت بثينة شعبان أيضاً انه «لا يمكن أن نكون متسامحين مع أناس يقومون بتمرد مسلح».

تحيات سليمان للأسد
وفي هذا السياق، حمّل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم علي تحياته إلى الرئيس الأسد وتمنياته بعودة الهدوء والاستقرار سريعاً إلى المناطق التي شهدت توترات ومواجهات.
وأمل سليمان في عودة الاستقرار بشكل كامل إلى المناطق السورية التي شهدت حوادث في الفترة الأخيرة، كي تتمكن السلطات من السير بسرعة في الإصلاحات التي أعلنها الرئيس السوري بشار الأسد، لافتاً إلى أن خطورة اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي تحت عنوان المطالبة بالإصلاحات، تصب في خانة القوى والجهات التي تريد ضرب الاستقرار في المنطقة برمتها.

وفي هذا السياق، يتوقع أن يقوم النائب وليد جنبلاط يوم غد بزيارة دمشق للقاء معاون الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف والتشاور في الأوضاع الراهنة.
من ناحيته، أعلن مفتي درعا الشيخ رزق أبا زيد تراجعه عن استقالته، مؤكداً أنها حدثت تحت الضغوط في إطار «مؤامرة» تهدف إلى التقسيم وبث الفتنة والطائفية».
وقال أبا زيد في حديث للقناة الفضائية السورية «أخبرني ابني أن خمسة شبان يستقلون سيارة أوقفوه قرب المقبرة ووجهوا له ولي تهديداً مباشراً بالقتل وأخبروه بصريح العبارة إما أن يستقيل والدك ويكون معنا وإما نقتلك ونقتله».
وفي المواقف من الوضع في سورية، أكد الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست في تصريح صحافي رداً على سؤال عن الأوضاع في سورية، أن إيران «لا تقبل بأي شكل استخدام العنف والقمع ضد الذين يعبرون عن مطالبهم بطريقة سلمية». إلا أنه أكد أن وسائل الإعلام الغربية «تبالغ في الحديث عن التظاهرات المحدودة في سورية التي يمكن أن تحدث للإيحاء بأنها تمثل مطالب غالبية الشعب».
أما وزير الخارجية الألمانية غويدو فيسترفيلله فحاول إطلاق تهديدات جديدة عبر فرض مزيد من العقوبات على سورية، لافتاً إلى أن «عقوبات الاتحاد الأوروبي التي سنت الآن هي خطوة أولى»، ومضيفاً «إذا استمرت دمشق في اعتماد القمع، فسوف نزيد الضغط ونشدد العقوبات».
الوضع الحكومي ولقاءات «الخليلين»
أما على الصعيد الحكومي، فقد برزت تطورات إيجابية يوم أمس من خلال زيارة «الخليلين» إلى رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، حيث قالت المصادر إن أجواء اللقاء كانت جيدة وجرى خلاله حسم الصيغة النهائية لأسماء المرشحين لتولي حقيبة الداخلية، وأشارت المصادر إلى أن الصيغة التي تتضمن أربعة اسماء تنتظر موافقة رئيس الجمهورية.
وكشفت المصادر، أن «الخليلين» قاما بجولة حول الأسماء المطروحة بعد أن كانا قد زارا دمشق أول من امس، وقاما أمس بنقل الصيغة التي توصلا إليها إلى الرئيس المكلف نجيب ميقاتي الذي أبدى موافقته عليها. وأشارت المصادر الى أن «الخليلين» تشاورا بالصيغة التي توصلا إليها قبل ذلك مع العماد عون الذي أعلن موافقته عليها.

ميقاتي في بعبدا
ولهذه الغاية زار الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مساء أمس رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وجرى التشاور في ملف تشكيل الحكومة في ضوء نتائج الاجتماع بين ميقاتي و»الخليلين».
وذكرت مصادر عليمة، أن رئيس الجمهورية لم يعط موافقته على الأسماء المقترحة بانتظار مزيد من الاتصالات والمشاورات.
وفي هذا السياق، قالت أوساط بعبدا إن لا شيء جديداً لكن المشاورات مستمرة على أكثر من خط، وقالت إن هناك إصراراً على أن تكون وزارة الداخلية «حيادية»، مشيرة إلى أن رئيس الجمهورية لم يصر على اسم معين، ولكن يمكن أن يحدد موقفاً معيناً من موقع الوزارة بحيث تكون وزارة «حيادية» وبالتالي على من سيتولى هذه الحقيبة أن يكون حيادياً بدوره.
إلا أن مصادر عليمة أشارت إلى وجود تواصل غير مباشر بين الرئيس سليمان والعماد عون عبر بعض الوسطاء المشتركين.

السابق
الحياة: جنبلاط يحذّر من الانقلاب على ميقاتي ويدعو إلى تسهيل مهمته
التالي
المستقبل: حزب الله” و”أمل” يرسمان لميقاتي طريق التشكيل