أوساط جنبلاط لـ “السياسة”: لا تغيير في مواقفه ولا يرى بديلاً عن الحوار

على وفرة الأصداء وردود الفعل "الأكثرية" على موقف رئيس جبهة النضال النائب وليد جنبلاط الذي "هز العصا" وكشف المستور دفعاً لمسار تشكيل الحكومة العالق في عنق زجاجة الشروط والمطالب, أعربت جهات سياسية مطلعة عن اعتقادها بأن الموقف ليس منعزلاً عن الرغبة السورية في تشكيل سريع يراد منه تحصين الساحة اللبنانية بحكومة تواجه التحديات الداهمة في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة.
وأكدت المصادر أن آخر زوار دمشق من السياسيين اللبنانيين, عادوا بأجواء ضاغطة وشبه إيعاز بوجوب تكوين سلطة تنفيذية في لبنان خلال الأيام القليلة المقبلة وربما ساعات إذا أمكن.
في موازاة ذلك, كشفت ل¯"السياسة" أوساط مقربة من جنبلاط أن ما قاله الأخير لا يعني تغييراً في موقعه السياسي الذي اتخذه بعد 2 أغسطس ,2009 فهو أخذ قراره بالوقوف إلى جانب سورية والمقاومة, لكن ذلك لا يعني عدم تحميل فريق الغالبية الجديدة مسؤولية الفراغ الحكومي القائم.

وقالت الأوساط إن جنبلاط لا يرى بديلاً من عودة الحوار بين اللبنانيين, وتحديداً بين الرئيس سعد الحريري والسيد حسن نصر الله لتحصين الجبهة الداخلية ومواجهة الاستحقاقات المصيرية التي يواجهها لبنان, وإن مصلحة البلد تقتضي الإسراع في تشكيل الحكومة والكف عن تقييد الرئيس المكلف بشروط من هنا وشروط من هناك لا تساعد أبداً على تقريب موعد الولادة.

من جهته, كشف "حزب الله" عن دعمه صراحة لمطالب حليفه, حيث اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد أن مطالب العماد عون هي من ضمن حقه الدستوري الذي لا نقاش فيه, مشيراً الى ان موقف جنبلاط هو مسألة تأفف موقتة.
وأوضح رعد ان الأكثرية تقوم بواجبها في التشكيل ومن حقها ان تمارس خياراتها بما يحفظ نهجها لكن ثمة من يعرقل عليها جهودها للتأليف.

وسط هذه الجواء, توقعت مصادر سياسية مواكبة لتشكيل الحكومة اعلان الرئيس المكلف نجيب ميقاتي بالاتفاق مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال الايام المقبلة وفي مهلة لا تتعدى الاسبوع صيغة وزارية لا تغضب احدا ولكنها لا ترضي احدا, وتكون حكومة الوقت الضائع وليس حكومة امر واقع, بمعنى ان تضم بين الوزراء المتفق مع فرقاء الغالبية على توزيرهم, وزيرين او ثلاثة غير متفق عليهم.

وأضافت ان غالبية اطراف الاكثرية قد ترضى ضمنا بهذا المخرج الذي لن يوفر انتصاراً للرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي, لأنه صحيح ان قوى "8 آذار" لن تقدم على دفع وزرائها في الحكومة المعلنة الى الاستقالة تجنباً لدفع البلاد نحو مأزق دستوري من شأنه ان يجر معه الى خطوات اقتصادية وامنية غير محسوبة, ولكنها في الوقت نفسه ستضع الرئيس المكلف امام بيان وزاري من صنعها هي لترفعه بيرقاً وقميص عثمان عند كل مفترق ومعضلة, وإلا لن تمنحه الثقة.

من جهة ثانية, شددت مصادر مطلعة على مفاصل التشكيل خلف الكواليس على ان الرئيس ميقاتي الحريص على الابتعاد عن السجالات والزواريب السياسية الضيقة ينكب على الاعداد لحكومة ينسج خيوطها بنفسه بحيث يسلم الى الرئيس سليمان تشكيلة بحياكة ميقاتية محضة بالتنسيق معه وبالتشاور مع الأكثرية التي اجتمع أول من امس الى ممثلها المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل وللأمين العام ل¯"حزب الله" حسين الخليل العائدين من سورية حيث أشارت المعلومات التي رشحت عن اللقاء الى أجواء إيجابية وشبه حسم للعقد.

وفي هذا الاطار, ذكرت قناة "المنار" التابعة ل¯"حزب الله" أن الاجتماع كان ايجابياً و"حسم الصيغ النهائية للاسماء المرشحة لتولي الداخلية".

السابق
محللون: النظام السوري تجاوز انشقاقاً داخلياً بين مجموعتي بشار وماهر
التالي
السياسة عن مصدر حزبي لبناني: سورية تتحدث عن هروب عناصر من القاعدة إلى لبنان