رندة بري ذات البردين

يا ذات البُردْين لله ما اجملها كسوة فيك بُردْ (1) الاخلاق وبُردْ التواضع في أيام الخير والشدادِ سبحان من سكب عليك جمال الأخلاق والطباع مقروناً بجمالك العميق كعمق الوهادِ نرى صفحات سرائرك نقية جلية شفافة صافية كصفاء السماء مغسولة من الاحقادِ ونرى قسمات محياك ساكنة ساجية تدعو للارتياح فتلج المهج والقلوب·· والاكباد كلما طلعت عليك شمس ازددتِ توهجاً وادراكاً بأعمال الخير والمحبة بكل مثابرة واجتهادَ لعمرك ما عرفت معنى الغرور في حياتك مدركة ان الغرور والخيلاء من الكبائر للعباد ترفلين بنفائس نفسيتك ان برّ الزمان عليك أو جحد لا تبديل في النوايا والاعتقاد امورك تفيء (2) إلى العقل منطقاً وإلى القلب رحمة وتوازناً وأنت من ارتدى ثوب الرشاد في الافراح لا يفوتك واجباً أنت أول المهنئين بصدق العاطفة وصفاء النفس والوداد في الاتراح دائماً متأهبة مهما تباعدت المعرفة اكراماً للقريب والأقرب لا تخلفِ الميعاد فيا حسن ما تتصف به من صفات حميدة تميزت بها أعمالاً وأقوالاً تكريماً لها من رب العباد اخلاقها كالندى البليل في يوم قيظ وأدبها الجمْ وحنانها يزيل عن اليتامى لون السواد في كلامها سلاسة كشعر نظم القوافي تصغي إليها بكل حواسك مسروراً مشدوداً بإسعاد هي رقيقة كالنسيم الرطب رقراقة كصفحات الماء الزلال العذب السلسبيل البارد اصبحت كالشهاب المضيئة التي تنير دجى الظلماء وتزيل تعاسة النفوس وأرق السهاد فيا طيب مجناها بحسن ذاك البرِّ ويا لبرودة موقعها للمسنين والشباب والأولاد كم قضت من الأيام تفرج عن كربة الافئدة المصدوعة وتحميها من برد الشتاء والارعاد وكم جاورت مؤنسة كل من اعترته وحشة وكربة وطال الليل عليه سهاداً من دون رقاد وكم جاهدت في وقتها لمن طغت عليه الخطوب دون رحمة وكانت له كالسيف بالمرصاد تحييه بأمل جديد يلوذ إليه على ثقة منها لتبعد عنه اليأس والحرمان وسبل الفساد تمد يدها لكل نفس شاكية وتجفف كل عين باكية وتروي كل قلب عطشان صادٍ (3) ليس من باب المجاملة ما أصف ولست بحاجة لأجامل بل نتيجة رؤية وحصاد ولا أكتب عن لطفها وانسانيتها ابتغاء مطلب أو غاية في نفس عليها اعتمادي بل هي حقيقة مخضرّة هامتها من خصال حميدة واعمال مجيدة لعمل الخير والسداد الكل يثني عليها وأنا واحدة منهن ومعرفتي بها عميقة بنظرة ثاقبة وقول بإستناد لذا أحب الكتابة عنها لأن التعبير يختلج في نفس فخراً فأخطه دمغاً بالمداد

1 – البرد: كساء يلتحف به كالعباءة، 2 – تفيء: ترجع إليه، 3 – الصادي: العطشان·

السابق
لقاء صحي في بلدية جديدة مرجعيون
التالي
ماروني: لا أستبعد عودة جنبلاط الى “ثورة الارز”