صيدا تتضامن مع نفسها بعد حادثة “المول”

كان للهجوم المسلح الذي استهدف المركز التجاري والاقتصادي والسياحي «صيدا مول» في عاصمة الجنوب، قبل أيام، وقع ارتدادي إيجابي بين أبناء المدينة كبار وصغارا من خلال الاستنكارات والشجب الواسع من مختلف القوى والفعاليات وهيئات المجتمع المدني حيث أطلقت الدعوات للتضامن مع «المول»، وزيارته والبقاء فيه، وتنظيم لقاءات وأنشطة بداخله، إضافة إلى المطالبة برفع الغطاء عن الشلل المسلحة في المدينة التي قامت بالهجوم ومعاقبتها حتى لا تتكرر تلك الفعلة.

وكانت مجموعة من المسلحين المزودين ببنادق رشاشة ومسدسات وقنابل يدوية قد هاجمت «المول» وأطلقت النيران بداخله وروعت الرواد والزوار، حيث تؤكد مصادر صيداوية أن «عاصمة الجنوب تضامنت مع نفسها حين نزلت بالمئات وجميعهم من العائلات إلى المركز الاقتصادي المستهدف. وأن المدينة بتلك الوقفة تودّ حماية ما تعتبره مكسبا لها، وأنها وجهت بتلك الحماية رسالة متعددة الأوجه إلى من يعنيهم الامر من القوى السياسية في المدينة بأنهم لن يصمتوا عن الاستهداف. وانه من واجب السياسيين ضرورة رفع الحماية والغطاء السياسي عن الشلل (المجموعات) المسلحة، وضرورة محاسبتها لأن ما حصل في صيدا مخيف جدا ولم يحصل شبيه له في تاريخها». وعلمت «السفير» أن الجيش اللبناني أكد للسياسيين في المدينة أنه لن يسمح بتعميم الفوضى، وأنه سيلقي القبض على المتورطين أو المشتبه بتورطهم في الهجوم كما تم إلقاء القبض على 12 شخصا (8 أوقفهم الجيش و4 لدى قوى الأمن الداخلي).
 
وكان المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود قد اعتبر ما حصل بأنه تجاوز لكل الخطوط الحمراء ومس مباشر بأمن وسلامة أبناء المدينة وضرب لاقتصادها ولأمنها الاجتماعي . ودعا حمود الأجهزة الأمنية والقضائية الى عدم التهاون مع هذه القضية الحساسة والخطيرة، وعدم السماح بتطاول العابثين بالأمن غير العابئين بكل الأجهزة الأمنية والقضائية ما دامت التجارب السابقة قد أثبتت أنهم يدخلون من باب ويخرجون من آخر. وقام أمس، وفد من المجلس البلدي في صيدا برئاسة محمد السعودي بزيارة وصفتها البلدية بـ»وقفة تضامن ودعم وتحدٍ» الى المركز التجاري. كما قام وفد من تيار المستقبل في الجنوب برئاسة الدكتور ناصر حمود بزيارة وجولة تضامن تفقدية مماثلة في أرجائه.

من جهتها، أوضحت مديرة صيدا مول ميساء الحنوني أنه «خلال الهجوم على المول كان هناك العشرات من أصحاب المحال، والزبائن، ورواد المطاعم والمرافق المختلفة، وأكثر من 300 موظف»، آسفة «لما حصل، فلم يكن أحد ليتوقعه أو يريد حصوله». ولفتت إلى أن «وجود المواطنين وفاعليات المدينة هو رسالة دعم وتضامن نقدرها عاليا». وأشارت إلى تقدم إدارة المركـــز بادعاء ضد المتسببين في الإشكال، «وهم معروفون لدينا ولدى الأجهزة الأمنية المختصة».

السابق
تعاطي المخدّرات… والأمراض الجرثوميّة
التالي
أزمة نفايات متجددة في النبطية.. وأهالي ميفدون يحذرون من التصعيد