جمعية المبرات نظمت اسبوعا بعنوان المبرات امانة السيد

 نظمت جمعية المبرات الخيرية، في قرية الساحة التراثية، حفل اختتام أنشطة أسبوع المبرات بعنوان المبرات أمانة السيد، برعاية رئيس جمعية المبرات الخيرية السيد علي فضل الله وحضور الوزيرين محمد فنيش وغازي العريضي والوزير السابق جوزف الهاشم ورئيس معهد الدراسات الإسلامية في جامعة المقاصد الدكتور هشام نشابة، إضافة إلى حشد من الفاعليات السياسية والإقتصادية والتربوية والإجتماعية وأعضاء من جمعية المبرات الخيرية.
افتتح الحفل بآيات من القرآن الكريم، فالنشيد الوطني اللبناني، ثم تحدث مدير العلاقات والتكفل في الجمعية جعفر عقيل فاشار الى الانشطة التربوية والصحية والاجتماعية والرياضية والثقافية التي تقوم بها المؤسسة.
فضل الله
بعدها كانت كلمة للسيد فضل الله اشار فيها الى ان المبرات امتدت صروحا للعلم، للاحتضان، للرعاية، مشكلة بذلك موئلا لسد الحاجات وما أكثرها، ودوما كانت هذه الحاجات هي البوصلة التي رسمت حركة المؤسسات بغض النظر عن الجغرافيا، وبغض النظر عن نوعية هذه الحاجات. فأينما برزت حاجة عامة كانت الجمعية حاضرة لتلبيتها وضمن إمكاناتها، لافتا الى ان المبرات شكلت حراكاً في التعاطي مع الشأن العا وعلى على مختلف المستويات، وعلى مستوى المفاهيم.
واعتبر أن أبرز ما يميز المبرات لتقوم بدورها هو هذا الفكر الذي انطلق من مؤسسها وصاغ رسالتها الإسلامية السامية المنفتحة، وهذا الانفتاح ثمرة أفكاره حيث انعكس انفتاحا في المفاهيم وفي أسلوب التربية وفي الأسلوب الإداري وفي التعامل والعلاقات.
نشابة
ثم كانت كلمة للدكتور نشابة، أشاد فيها بتميز مؤسسات المبرات، معتبرا إن ما يميز المبرات هو أنها قرنت التعليم بالرسالة والجودة في التعليم بالاتقان في العمل، مضيفا إن ما يميزكم هو أنكم أدركتم حاجات مجتمعكم، فاستجبتم لها بعقل منفتح وإيمان بالله عميق، فإذا ببرامجكم ومناهجكم في مدارس المبرات تأخذ بالعلم النافع والعمل المتقن، وفاح من توجيهكم روح الحداثة والإنفتاح والمحبة.
قصيدة شعرية
بعد ذلك قصيدة شعرية وجدانية للوزير السابق الهاشم، تلاها فقرة فنية قدمتها فتيات من المبرات بعنوان الوصية.
فنيش
وكانت كلمة للوزير فنيش أشاد فيها بمزايا الراحل الكبير السيد محمد حسين فضل الله قائلا مدينون لفكره وخطه ونهجه، مدينون لكل ما هدانا إليه من المنطق والحوار والدعوة إلى الله بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة والسعي من أجل خدمة الناس والاهتمام بالفقراء والمستضعفين، فلم يكن نهجه فقط اعتماد الكلمة وسيلة للتغيير بل كان الكلام والعمل وسيلتاه للارتقاء بمستوى المجتمع والوطن والأمة وكانت المبرات ترجمة لهذا الفكر وتجسيدا لما آمن به السيد.
وأضاف: لا أخفيكم أنني وكثيرون قد شعرنا بالقلق على استمرارية المبرات بعد رحيل السيد، قلق الحريصين والمحبين، لكن ها أنا أشعر في هذا اللقاء بالطمأنينة لأن سماحة السيد بنى مؤسسة ومن مميزات المؤسسات الديمومة والاستمرار.
وتابع: من الطبيعي أن يستمر هذا الإحتضان الشعبي الذي بنى عليه سماحة السيد كل الرهانات، لم ينظر إلى دعم خارجي من سفارة أو دولة بل كان كل رهانه على محبة الناس فصدق معهم ووقف إلى جانبهم، يصغي إلى حاجاتهم يجيب على أسئلتهم ولا يقبل أي حاجز بينه وبين الناس، لذلك لا غرابة أن نشهد هذا الإستمرار في الإحتضان والتأييد والدعم وهذا ما ينبغي أن تكون عليه كل المؤسسات التي تحمل لواء العمل الأهلي.
وأشار إلى ضرورة وجود الجمعيات الأهلية في المجتمع، فقال: الجمعيات الأهلية ضرورة في كل مجتمعاتنا، لكن الجمعيات التي تعبر عن إرادة الناس، وتستند إلى دعم الناس، هذه المؤسسات كالمبرات هي من أسهم في توفير المناعة للجسم الداخلي في لبنان، وكلنا يعلم مدى الحاجة عند أصحاب الحاجات الخاصة، معتبرا هذا العمل المؤسساتي الذي يمتد ليشمل جوانب الحياة التربوية والإجتماعية والثقافية والمهنية وحتى الاقتصادية هو من أسهم في توفير مقومات الصمود لمجتمعنا، وهو الذي يسهم في تحقيق الإستقرار الإجتماعي لضمانة الأمن الحقيقي لأي مجتمع.
العريضي
بعد ذلك كانت كلمة للوزير العريضي الذي اعتبر أن المبرات لا تختصر بأسبوع أو أكثر لأنها ثمرة جهاد هذا السيد ومحور حياته، فهو سيد الأمانات وسيد المبرات.
وقال: هكذا عاش السيد حياته من مبرة إلى أخرى هدفه وغايته الإنسان، لا سيما الإنسان الفقير المستضعف المظلوم المحتاج إلى مدرسة ورعاية صحية وعلم ومعرفة، بنى السيد نفسه بنفسه وبنى تراثه بنفسه، وما تركه لنا من إرث لم يرثه من أحد، هو الذي بنى كل شيء انطلاقا من إيمانه بدينه وقضيته وأمته وقدرات أبنائها، والإيمان بالدين لم يكن يوما في مسيرة حياته حالة مذهبية أو طائفية، فكان قيمة أخلاقية إنسانية، تحصن بها، فحصانته في موقعه، وضمانته في موقعه، لم تكن حصانة الموقع الرسمي بل كان موقعه في قلوب الناس، وضمانته وحصانته كانت ثقة الناس به، بمسيرته، بعلمه، بفكره، وبالفتاوى التي كان يطلقها، فشكل مرجعية إنسانية أخلاقية وليس مرجعية إسلامية فحسب.
وتابع هذا السيد الذي عرفته عن قرب، واعتز بكل محطات علاقتي به ولقاءاته المفتوحة على مدى سنوات من الزمن معه، نفتقده اليوم جسدا لأننا نفتقد بغيابه الرجال الذين يحتكمون إلى العقل والعلم والمعرفة والثقافة والأخلاق والقيم والقوة في النفس التي تحصن الإنسان.
وتابع: نفتقد اليوم إلى رجال يحتكمون إلى العقل، يتجاوزون الأحقاد والمذهبية والطائفية، يتعاونون من أجل الخير، يعملون لمبرات تكرس الإنسان غاية، يترفعون فوق الأنا الشخصية والذاتية، وفوق المكاسب الآنية التي تتحقق على حساب الناس وقهر الناس وحاجات الناس. 

السابق
سليمان: الحل الامثل بازاء موجات العصبيات هو الحوار والتلاقي
التالي
يزبك حمل الامين على الوطن وميقاتي مسؤولية تأخير الحكومة