السفير: اتصالات العطلة في المراوحة… ولا تنازل من ميقاتي أو عون

لم تمر عطلة ذكرى شهداء الصحافة ونهاية الاسبوع «على البارد» بالنسبة لاتصالات ومساعي تشكيل الحكومة، فالرئيس المكلف نجيب ميقاتي زار رئيس مجلس النواب نبيه بري امس الاول، وتداول معه في مقترحات واسماء جديدة لوزارة الداخلية، فيما كان آخرون مجهولون من اصحاب المساعي الخيرة، يطرحون اسماء شخصيات مدنية لتولي الحقيبة المختلف عليها، من بينها اسم رئيس مجلس القضاء الاعلى السابق المحال على التقاعد مؤخرا القاضي غالب غانم، الا ان اوساطا متابعة للاتصالات نفت علمها بان يكون طرح اسمه جاء من عند الرئيس المكلف، «حتى ان احدا لم يطرح الاسم على ميقاتي للبحث، بل جرى تداوله في اوساط اخرى».

لكن اسم القاضي غانم سقط من التداول سريعا لاسباب عدة، تردها الاوساط المتابعة الى ان اكثر من جهة رفضت اسمه، فتم طرح اسماء اخرى جرى التكتم عليها، لكن يبدو ان معظمها كان للحرق ايضا.
وذكرت اوساط مقربة من الرئيس المكلف ان ميقاتي يرفض رمي كرة التأخير في ملعبه، مشيرة الى انه اعلن انه سيقوم بطرح التشكيلة التي يرى انها مناسبة وفق التوازنات التي جرى التوافق عليها مسبقا، لكن الرئيس بري ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تمنيا عليه خلال الايام القليلة الماضية التريث في طرح تشكيلته، واعطاء المساعي مزيدا من الوقت علها تفلح في التوصل الى حل توافقي ما زال ميقاتي يفضله على حكومة الامر الواقع. حتى ان بري ابلغ ميقاتي ما معناه ان حكومة الامر الواقع هي عمليا اكثر خطورة على الوضع الداخلي اللبناني من المراوحة في الاتصالات، لأنها قد تخلق مشكلة اكبر لدى بعض القوى المفترض ان تشارك، وقد تضطر ساعتها الى الانسحاب من مثل هذه الحكومة او تتخذ موقفا سلبيا منها.

وثمة من يعزو في الاكثرية الجديدة التأخر في تشكيل الحكومة الى موقف رئيس الجمهورية المصر، بحسب التسريبات، على أن يقترح هو الاسماء لحقيبة الداخلية، بينما ترى هذه الاوساط ان الرئيس يؤخر عمدا تأليف الحكومة برفضه عددا من الاسماء المقترحة للداخلية، انتظارا لتطور اقليمي ما أو لأسباب اخرى خارجية قد تعيد خلط الاوراق الداخلية وفق ما يريده. الا ان اوساط الرئيس ميشال سليمان تنفي ذلك بشدة، وتؤكد انه يسعى الى تشكيل حكومة توافقية وفق الاصول الدستورية والوطنية بالتفاهم مع الرئيس المكلف، وهو ما لا يعجب بعض الاطراف الداخلية التي تريد ان تتجاوز دور الرئيسين في التشكيل. لذلك ترمي الكرة باتجاه الرئيس سليمان او سواه، موضحة ان الرئيس سليمان لم يتعاط بالاسماء المقترحة بالمفرق، بل هو ينتظر تشكيلة كاملة يعرضها عليه الرئيس المكلف، وإلا اذا كان كل اسم سيعرض بمفرده لأخذ الموافقة عليه او رفضه، فيستغرق تشكيل الحكومة اشهرا.

ويعزو بعض اوساط الاكثرية الجديدة احد اسباب التعثر في التشكيل ايضا، إلى أمور شكلية تتعلق بعدم انعقاد لقاء مباشر بين ميقاتي والنائب العماد ميشال عون ليبحثا كل الامور بطريقة مباشرة من دون وسيط، فلا الرئيس ميقاتي قادر على زيارة الرابية لاسباب ليس اقلها الخوف من استنفار الشارع السني بوجهه من قبل «تيار المستقبل»، والقول ان الحكومة تشكلت في الرابية وبشروط عون، وهو ما لا يقدر ميقاتي على تحمله سياسيا وشعبيا ويفضل الاعتذار ربما على مثل هذه الزيارة، ولا «الجنرال» راغب في لقاء ميقاتي لأن الاخير سبق ورفض ان يطرح عون الحقائب التي يريدها، واكتفى بأن طلب منه اسماء الوزراء الذين يريد توزيرهم ويتولى ميقاتي اسقاط الاسماء على الحقائب.

لذلك، جرى اقتراح من قبل بعض «المحبين» للطرفين بعقد لقاء بين الرجلين في «منطقة حيادية» كمجلس النواب مثلا، يتم خلاله بحث كل الامور العالقة بقلب مفتوح وبصراحة تامة علهما يتوصلان الى اقتراح مقبول لتجاوز الازمة التي بدأت ترخي بثقلها السلبي على كل نواحي الحياة في البلاد.

السابق
السياسة عن مصدر أمني لبناني: النظام السوري متورط في خطف الاستونيين
التالي
الاخبار: تأليف الحكومة: هَزُلَت