الراي: سباق بين اقتراحات تجريبية جديدة للداخلية و”نفاد صبر”…ميقاتي

خلافاً لكل الانطباعات المتشائمة التي تعكسها المراوحة المتواصلة في الاتصالات والمشاورات على مختلف المستويات السياسية في محاولة لتأليف الحكومة الجديدة، فان اوساطاً واسعة الاطلاع في بيروت بدأت تلمح الى ان حسم الموضوع الحكومي لم يعد بعيداً وان الاسبوع الجاري مرشح لان يشهد تطورات بارزة.

وتقول ان كثافة اللقاءات التي تجرى بين رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وكان آخرها مساء اول من امس، توحي بان صيغا واقتراحات تجريبية جديدة يجرى طرحها ومحاولة تسويقها مع الافرقاء المعنيين خصوصا لجهة محاولة التوصل الى حل لعقدة وزارة الداخلية ومن سيتولاها من جهة وتداوُل مقترحات مرادفة اخرى حول بضع حقائب خدماتية اساسية، بحيث اذا تم التوصل الى حل للعقدة الاولى سهل التوصل الى توزيع الحقائب الاخرى، لا سيما الطاقة والاتصالات والاعلام والعدل، وتاليا الاتفاق على مجمل التركيبة الحكومية.

وبطبيعة الحال تتجنب هذه الاوساط، اي اغراق في تفاؤل غير واقعي خصوصاً في ضوء التجارب العديدة السابقة التي اجتازها ميقاتي منذ تكليفه في 25 يناير الماضي والتي غالبا ما كانت تجهض في اللحظة الاخيرة. ولكن الاوساط نفسها تقول ان ميقاتي بدا في الايام الاخيرة كأنه اقترب من لحظة نفاد الصبر، علما انه كان يزمع فعلا الخميس الماضي إصدار حكومة امر واقع واعلانها مع التبرير اللازم. لكنه عاد والتزم التريث بناء على رغبة ملحة ابداها بري الذي انبرى الى جولة جديدة من المفاوضات في اطار محاولة «الفرصة الأخيرة».

وتضيف ان ميقاتي اعدّ مشروع التركيبة الحكومية ويبدو انه أطلع عليه فعلا الرئيس ميشال سليمان خلافا لكل ما تردد اخيراً. لكن الرئيس المكلف لا يزال مقتنعا بصعوبة اصدار حكومة امر واقع من الناحية السياسية والواقعية ولو انها ستكون حكومة مستوفية الشروط من الناحية الدستورية. وهناك على ما يبدو مهلة جديدة غير محددة بوقت معين لكنها ترتكز الى معطيات جديدة يؤمل معها ان يتم التوصل الى حل «العقدة الام» المتعلقة بحقيبة الداخلية بحيث يقبل كل من سليمان وزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون بشخصية حيادية على الارجح لتوليها بعدما كل منهما يصرّ على ان يسمي هو هذه الشخصية.

علماً ان تقارير في بيروت اشارت الى محاولة لتأمين توافق على اسم اقترحته «جهة ثالثة» هو الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى القاضي المتقاعد حديثاً غالب غانم باعتباره شخصية مارونية وسطية بين «الميشاليْن» ويتحلى بمواصفات وبمناقبية أثبتها خلال مسيرته على رأس المجلس، ما يجعله شخصية موثوقة لدى مختلف الأطراف لتولي حقيبة ستكون على تماس مع قضايا امنية وسياسية حساسة أبرزها الانتخابات النيابية (في 2013) ومصير شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي التي تبدو «الهدف الرقم» واحد «للتصفية» على لائحة فريق 8 آذار باعتبارها بمثابة «الذراع الأمنية» لقوى 14 آذار.

وحسب هذه الاوساط فان ميقاتي كان ضمّن مشروع التركيبة الحكومية التي أطلع عليها سليمان اسم مدني وليس عسكرياً لحقيبة الداخلية وهو لم يكن وراء طرح اسماء ضباط في الخدمة الفعلية او متقاعدين لهذا المنصب (اقترح احدهم قائد الجيش العماد جان قهوجي)، مؤكدة ان المعطيات التي توافرت عن زيارة السفير السوري علي عبد الكريم علي لعون، السبت، تؤكد ان دمشق ترغب في تأليف الحكومة باقرب وقت.

وكان برّي اكد خلال حفل العشاء الخيري السنوي الذي أقامته الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين في «البيال» تكريماً له، «ان لبنان للجميع ولا يجوز أن يبقى لبنان معلقا على صليب الريح على هذا النحو، وان نمشي في كل استحقاق طريق جلجلة طويل لننجز انتخابات الرئاسة او الانتخابات النيابية او لنشكل حكومة في وقت يتآكل فيه اقتصادنا ونتحول الى الاستعطاء على قارعة الدول، ونواصل رهن ممتلكاتنا والاستدانة على مستقبل اجيالنا».

السابق
المستقبل: حزب الله” وعون يستعجلان الحكومة .. والعريضي يختصر المأزق بـ”هزُلت”
التالي
السياسة: أسبوع حاسم أمام ميقاتي لتشكيل الحكومة