إشكالية إضافية تواجه الانسحاب الإســرائيلي من الغجر

 تتقاطع الجهود الدبلوماسية والأمنية الداخلية والأممية على خط الانسحاب الإسرائيلي من الجزء الشمالي من بلدة الغجر عند ضرورة الإسراع في طي الملف ومعه صفحة من صفحات النزاع اللبناني – الإسرائيلي المزمن. غير أن العقبات الماثلة دون إتمام الانسحاب وعلى رغم تبديد معظمها لا توحي بحل سريع ذلك ان العاملين الدوليين على محور الغجر توقفوا امام عقدة جديدة تتمثل في اعتراض سكانها على ضمهم الى السيادة اللبنانية باعتبار انهم سوريو الانتماء وإسرائيليو الهوية وهم غير راغبين تالياً بالخضوع الى سلطة الدولة اللبنانية.

واضاءت زيارة مساعد المبعوث الأميركي لعملية السلاح السفير فريدريك هوف مطلع الأسبوع الفائت على المعضلة من خلال إثارتها مع قائد الجيش العماد جان قهوجي وكبار المسؤولين، حيث قال مسؤول أمني لـ"المركزية" انه بحث مطلب الأهالي الذي يؤخر الانسحاب وكيفية معالجته، وان مجموعة حلول عرضت خلال المباحثات يقضي أحدها بإقامة نقاط ثابتة للجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية في المنطقة في انتظار إجلاء الأهالي الى الجزء الغربي من البلدة الواقع عملياً خارج الخط الأزرق الدولي حيث تخصص لهم منازل فيه، وتركز نقطة أمنية على الحدود بين جزءي البلدة.

وأوضح المسؤول الأمني المُشار اليه ان المسؤولين اللبنانيين أبلغوا الى هوف كما كل معني بالملف زاره مدى تمسك لبنان بهذا الجزء من الغجر باعتباره أرضاً لبنانية لا يمكن التخلي عنها وان إشادة السكان السوريين أبنية مخالفة عليها ومصادرة أراضيها لا يعني في اي حال من الأحوال إسقاط السيادة اللبنانية عنها.

واعتبر ان اعتراض السكان من شأنه تأخير خطوة الانسحاب الإسرائيلي الذي سبق لأكثر من مسؤول دولي ان وعد بإنجاز فصل حدد مهلاً زمنية، حتى ان الوفد الإسرائيلي في اللجنة العسكرية المشتركة التي تعقد في الناقورة أبلغ المجتمعين أكثر من مرة استعداده للانسحاب، غير ان الخطوة لم تنجز بفعل موقف الأهالي، الذي يبدي مسؤولون لبنانيون خشيتهم من ان يكون موجها وموصى به اسرائيلياً لتأمين غطاء ومبرر إضافي لعدم الانسحاب من جهة وتوفير ورقة ضغط إضافية للمفاوض الإسرائيلي يستخدمها في أكثر من مجال.

وتوقعت مصادر أمنية معنية ان يدرج الملف في جدول أعمال الجلسة المقبلة للجنة العسكرية المشتركة في الناقورة في ضوء مشاورات هوف والمواقف التي حملها الى بيروت. 

السابق
الجميل عاد من القاهرة
التالي
مصـــادر حقوقيـة: خطوات فرنســين دليل الى ســلامة القضــاء