هل نعيد أخطاء التسعينات.. ولكن مع إيران هذه المرة؟

«لا تفرحين بالعرس ترى الطلاق باكر» بهذه العبارة عبر احد اعضاء مجلس الامة عن تصوره عن الحكومة الجديدة والتي يبدو أنها مرفوضة حتى قبل ان يعلن تشكيلها.. واعتبرها الكثيرون حكومة تأزيم وتوقعوا أنها سوف تكون حكومة شكلت من أجل حل مجلس الامة.
تشكيل الحكومة او استقالتها او حل مجلس الامة بسبب عدم تعاونه مع الحكومة وجميع الامور التي تأتي من باب عدم التعاون او عدم الاستقرار السياسي كل هذه الامور تعتبر حلقة من مسلسل عشناه في فترة التسعينات وكانت نهايته الاحتلال العراقي الغاشم لدولة الكويت.

ففي عام 1990 وتحديداً في شهر فبراير اطلق المقبور صدام حسين خطته لغزو الكويت وحشد الحشود ورفع استعداد القوات العسكرية لدية الى %100 وتم استدعاء القوات الاحتياطية وتم اجراء المناورات المكثفة وتم حشد ربع مليون جندي على حدودنا بكامل آلياته أما على جانب المعلومات فخلال هذه الفترة زارت الوفود العراقية اغلب مؤسسات الدولة المهمة سواء الشركات النفطية او القوات العسكرية او المؤسسات المعلوماتية وكان الهدف المعلن من الزيارات تبادل الخبرات والمعلومات بين البلدين ولكن واقع الحال يقول إنها جمع اكبر معلومات استخباراتية لغزو الكويت، ووصل الامر في العراق خلال هذه الفترة الى التهديد العلني من خلال تصريحات السياسيين.
أما على الجانب الكويتي فقد كان لدينا مجلس أمة معطل والوضع العسكري طبيعي جداً ونسبة الاجازات مرتفعة جداً بسبب العطلة الصيفية وكل تصاريحنا مطمئنة وأن هذا الامر مؤقت وسوف تحل المشاكل بالقريب العاجل حتى جاء يوم 8/2 وتم الغزوالعراقي الغاشم.

اليوم التاريخ يعيد نفسه ولكن هذه المرة بصورة اوضح وهذه المرة ليست العراق بل أيران ففي فترة التسعينات كان العراق يخطط ويحشد الحشود تحت ذريعة أنه يستعد لاستعادة فلسطين من ايدي اليهود ولكن الوضع مع ايران لا يحتاج الى احسان الظن او التخمين ففي تصريح مباشر من احد القادة الايرانيين وهو مستشار لخامنئي ادعى فيه ملكية ايران لدول الخليج وسبقه تصريحات كثيرة على نفس المنوال.
وفوق هذه التصريحات الاستفزازية ظهرت لنا شبكات تجسس واضحة ومعلنة وظهر لنا دور السفارة الايرانية في عملية جمع المعلومات الاستخباراتية، وخلال الغزو العراقي رأينا التهديدات المبطنة كقول المقبور صدام حسين (قطع الاعناق ولا قطع الارزاق) اما التهديدات الايرانية فهي مباشرة ويكفينا منها قول احد قادتهم ان الكويت ذاقت طعم الصواريخ الايرانية من قبل في اشارة الى امكانية اعادة التجربة من جديد وتصريح اشد منه اطلقه احمدي نجاد حيث قال ان هناك عشرين الف صاروخ موجهة الى اي دولة خليجية تقف مع الولايات المتحدة ضد ايران.

في فترة التسعينات لم نتعرض الى غزو من قبل أما اليوم فلا يعذر الناس بجهلهم لقد جربنا مرارة غزو الجار الذي تربطنا معه الجيرة والدم واللغة، في السابق جربنا المبالغة في احسان الظن وجربنا نتيجة التغاضي عن اعمال السفارات وكانت النتيجة غزوا عراقيا مكتمل الاركان وذهب البلد في يوم واحد.

ومن المفترض بعد هذا كله ان نكون اكثر حرصا خاصة ان لدينا تجربة احتلال العراق الكويت والتي دفعنا ثمنها غالياً ولكن واقع الحال مخالف اليوم نكتشف خلايا تجسسية في السفارة الايرانية ويظهر لنا البعض يدافع عن هالامر ويقول (يستاهلون) في اشارة الى الاجراء الذي اتخذته ايران بطرد بعض اعضاء السفارة الكويتية كرد فعل على طرد الكويت اعضاء في السفارة الايرانية ويقول ان ايران ليست محتاجة للتجسس على الكويت!!.
اليوم نرى من يدافع عن التدخل الايراني في البحرين ويتدخل في شؤونهم الخاصة ويقف ضد الاجراءات البحرينية لحفظ امنها وزاد في الامر مهاجمة المملكة العربية السعودية لأنها تدخلت في البحرين بطلب من حكومتها وتحت منظومة درع الجزيرة.. .اليوم وبشكل عام نرى من يدافع عن السياسات الايرانية في الخليج بشكل علني.

السؤال المهم ماهي ترتيباتنا السياسية والدبلوماسية والدفاعية في معالجة الوضع مع ايران؟
للأسف ان استعداداتنا تسير في الوضع المعاكس فبدلاً من ان نلجأ للمنظومة الخليجية ونكون جزءاً منها وهذا ما جربناه خلال الغزوالعراقي الغاشم اصبحنا نهاجم الدور الخليجي في البحرين ونعمل على اضعافه بعدم المشاركة الجادة وبدلاً من ان نستعد لتقوية الجبهة الداخلية اصبحنا نبحث عن عوامل الانشقاق ونثير الفتن فهذا شيعي وهذا سني وهذا بدوي وهذا حضري وهذا من اهل السور وهذا من خارجه ووصل الامر الى الطعن في الانتماءات الوطنية والتشكيك في الولاءات وذلك عبر الكثير من وسائل الاعلام وبدلاً من ان نحل المشاكل العالقة حتى نزيد من التلاحم الوطني اصبحنا نعقدها اكثر فلا حلينا مشكلة البدون التي تعتبر اكبر مشكلة تهدد الامن ولا حلينا ما هو اقل من مشكلة البدون.
وبدلاً من ان نعزز دور المشاركة الشعبية بتشكيل حكومة قوية ومجلس امة متعاون فإننا نعيش كل سنة مع حكومة جديدة ومجلس مشغول بالاستجوابات وملاحقة الحكومات المتعثرة.
الوضع في البلد خطير وندعو الله ألا يأتي اليوم الذي نعيد فيه نفس الكرة ونضرب اخماساً بأسداس ونقول يا ليت.. ونعيد نفس الاخطاء.

السابق
انتصار عظيم للإرهاب الإسرائيلي
التالي
بن لادن