الوزير و الـ pee pee

بالأمس قام الوزير بزيارة منزل عبدو، وشرف الوزير، عبدو عبر الدخول إلى حمامه، وتناقش مع عبدو:
الوزير: يا عبدو في شوب؟
عبدو: نعم سيدنا…شوب كتير
الوزير: لأ في برد
عبدو: إيه إيه سيدنا برد
الوزير: لأ، إنت شو برأيك شوب ولا برد؟
عبدو: متل ما بدك سيدنا..
ثم غادر الوزير، ومن تلك اللحظة، أصبح مرحاض "عبدو" مزار، يقصده كل أهالي القرية- أهالي القرية المؤلفون من بشر ودمى، ولم تقتصر القصة على الزيارة العابرة للوزير، بل إعتبر أهالي القرية أنه سوف يعود، فبدأوا بالتخطيط والتحضير لزيارته الثانية، فبدأو بتعداد مطالبهم، وقرر "عنتر"، أحد سكان القرية، ان يستقبل الوزير ببذته الصفراء، التي لا يلبسها إلا في المناسبات الرسمية. لم يكتف أهالي القرية بالتحضير للزيارة الثانية للوزير، بل حاولوا جاهدين تحليل زيارة الوزير الأولى، وتحليل أبعاد ال Pee Pee الذي شرف الوزير به عبدو عبر الدخول إلى مرحاضه.

لكن أحد المعارضين من القرية لم يرض بسلوك أهل قريته اتجاه زيارة الوزير، وكونه معتبرا ومتأكدا أن الوزير لا يهمه الشعب وأن كل ما حصل هو صدفة، أراد أن يثبت ذلك لهم عبر تنكره بهئية الوزير وذهابه إليهم بهيئة الوزير وتعامله معهم بطريقة متعالية ورديئة كما هي صورة السياسي في عالمنا العربي. إلى أن كشف "المعارض" نفسه أمام أهل قريته في سبيل إثبات نظريته، بأنهم يستطيعون الحياة بجدارة وممارسة حقوقهم دون اي قيود ، رغم ذلك لم يقتنع الأهالي وبدأو بالضحك ومن ثم غرقوا في الصمت، ليعودوا كالدمى، كما رأيناهم في بداية المسرحية، معلقين على حبال الغسيل.
إن هذا المشهد – مشهد إختلاط البشر بالدمى – هو واقع نعيشه في مجتمعنا العربي بشكل عام، وفي بلدنا لبنان بشكل خاص، يترجم هذا المشهد عبر التبعية العمياء المزروعة في قلب مجتمعنا، مجتمعنا الذي يفتقد للعدالة الإجتماعية، بل يفتقد المعنى الحقيقي للسياسة، فزعماؤنا والحمد لله هم زعماء محكومون بطموحهم الشخصي، فلا يهمهم أحد، إلا شيئا وحيدا ومقدسا وهو "الكرسي".

مسرحية " زيارة السيد الوزير" مسرحية سياسية ساخرة هادفة، تتميز بالحوار البسيط، القريب من القلب، أبطالها طلاب جامعات بمشاركة محترفين، من إخراج وتأليف الدكتور هشام زين الدين. يستمر عرض المسرحية : 6-7 أيار-مسرح بابل –الحمراء- 8:30 مساء.

تمثيل : هشام خداج، جيزيل خوري، ميشال ابي هاشم، ربيع ايوب، امل طالب، تامر نجار، دانا جمول، رامي ابو حمدان.
تأليف موسيقي: زياد الأحمدية
مساعدة مخرج: رشا ابو حمزة
إخراج : هشام زين الدين

السابق
بن لادن يدفع أوباما لفترة رئاسية ثانية
التالي
معارض سوري: المخابرات اللبنانية تساعد المعارضة على إسقاط نظام الأسد