الهبر: استمرار الأوضاع الكارثية في سورية يُبقي لبنان في “الكوما”

رأى عضو كتلة "حزب الكتائب" النيابية النائب فادي الهبر أن عقدة تشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي هي بالأساس خارجية، وقال لصحيفة"السياسة": من المؤسف أنه لم تتخذ مبادرة لبنانية-لبنانية من الرئيس المكلف مدعومة من رئيس الجمهورية ميشال سليمان لتشكيل الحكومة بمنأى عن التدخل السوري، أو بالأحرى التدخل الشخصي من قبل الرئيس بشار الأسد الذي تشهد بلاده ثورة في غالبية المدن السورية وعنده من المشاكل والممارسات القمعية مع شعبه ما يمنعه من الاهتمام بالشأن اللبناني في الوقت الحاضر.

وأكد أن أحداً لا يعرف متى وكيف ستنتهي الاضطرابات التي تشهدها سورية، معتبراً أن قرار تشكيل الحكومة لم يتخذ لبنانياً، وهو قرار سوري يشارك فيه "حزب الله"، لكن يبدو أن التوقيت غير مناسب بعد للإفراج عن التشكيلة الحكومية.
أما على المستوى الداخلي فوصف الهبر الخلاف على الحصص بالضجيج الداخلي، لأنه من الطبيعي أن يكون لكل فريق شروطه، لكن موضوع التأليف لم يعد لبنانياً ومجرد حصول الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري ثم تكليف الرئيس ميقاتي, فهذا يعني أن سورية والقوى المتحالفة معها من فريق "8 آذار" أرادوا الإمساك بالقرار اللبناني، وبما أن سورية منشغلة بمشاكلها الداخلية، فإن فريق "8 آذار" وحده لا يقدر على الإمساك بلبنان وتشكيل الحكومة,، لافتاً إلى أن هذا الأمر كان يمكن أن يكون متاحاً قبل ثلاثة أشهر، أما اليوم فالمسألة أصبحت صعبة ومعقدة لأن قادة هذا الفريق بدأوا يزايدون على بعضهم ويرفعون من سقف شروطهم.
ورأى الهبر أن الرئيس ميقاتي لم يكن محظوظاً في هذه المهمة وأنه قد يشكل حكومة خلال ثلاثة أيام ويمكن أن تكون حكومة كسر عظم, فهل سيكتب لها النجاح؟ ولكن الموضوع واضح، لأن القرار ليس عنده ولا عند رئيس الجمهورية، وطالما بقيت الأوضاع كارثية في سورية سيبقى لبنان تحت تأثير "الكوما"، مشيراً إلى أن رئيس "حزب الكتائب" أمين الجميل اقترح حكومة إنقاذ وطني لأن الظرف الراهن يتطلب حكومة إدارة أزمة لأن لبنان يعيش مأزقاً كبيراً، قياساً لما يجري في محيطه، بدءاً من سورية التي تشهد حالة اضطراب تزداد يوماً عن يوم، ولا بد أن نكون مهيئين لمواجهة كل هذه التطورات، فإذا نجح الوفاق نصبح مهيئين لحكومة إنقاذ وطني تستطيع استيعاب أجواء اقتصادية جيدة ويكون بلدنا جاذباً للرساميل العربية، ونمارس الحريات ويعود لبنان نقطة تواصل بين الشرق والغرب، فيستقطب رؤوس الأموال العربية ويعود اللبنانيون لتوظيف أموالهم في الداخل بدلا من تهريبها للخارج وهذا ما يريده فريق "14 آذار" ويطالب به باستمرار.

السابق
الحلو: زمن الفرض والتحدي انتهى
التالي
مؤسس فايسبوك اشترى منزلاً بـ 7 ملايين دولار