السياسة: إيران حولت مسجداً في قلب دمشق مركزاً لمساعدة النظام السوري في القمع

كشفت مصادر سورية مطلعة لـ"السياسة" أن الدعم الإيراني لقمع المظاهرات السلمية في سورية ازداد وتوسع في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ مع اتساع رقعة المظاهرات التي باتت تؤرق النظام الإيراني من احتمال فقدان الحليف الأساسي لها في المنطقة, الذي يؤمن له الحرية الكاملة في نقل الاسلحة الى "حزب الله" والى الحركات الفلسطينية بشكل يمكنه من تحريكهم وفق مصالحه في المنطقة.

وأكدت المصادر أن المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي أعطى موافقته على تزويد النظام السوري بكافة الوسائل المطلوبة لقمع المتظاهرين, مشيرة الى ان مسجد السيدة رقية في قلب العاصمة السورية تحول الى مركز ادارة وتخطيط للعمليات الايرانية في سورية من اجل قمع المظاهرات, حيث تم اختيار هذا المسجد كقاعدة ايرانية وليس السفارة الايرانية او المركز الثقافي الايراني في دمشق بهدف الابتعاد عن الاضواء وتوفير حرية عمل وحركة الكوادر الايرانية داخل سورية.
وذكرت المصادر أن الطاقم الايراني الذي يعمل في مسجد السيدة رقية يضم ما يقارب عشرة ضباط ايرانيين كبار ويترأسهم قائدان بارزان من "الحرس الثوري", هما محمد حجازي قائد "فيلق ثار الله" وعبد الله راغي قائد "فيلق رسول الله". وهذان الفيلقان لعبا دوراً مركزياً في قمع المظاهرات التي اندلعت في ايران بعد الانتخابات الرئاسية العام 2009.

واكدت المصادر ان القيادة الايرانية تتابع تطورات الاحداث في سورية عن كثب وترى أهمية كبرى لمشاركتها الفعالة ومساندتها بكل الوسائل والطرق في قمع المظاهرات وانقاذ النظام السوري.
وأعربت عن ثقتها بأن الشعب السوري لن يوفر وسيلة لبتر أذرع الاخطبوط الايراني الذي يعيث فساداً في قلب سورية, ومن سحق رأس هذا الأخطبوط الذي لا يتوانى عن استغلال أماكن دينية شيعية داخل سورية وتحويلها الى ورشة لقتل وترويع المواطنين السوريين.

من جهة أخرى, أشادت وزارة الخارجية الإيرانية, في بيان, بثته وكالات الأنباء الرسمية ب¯"مقاومة الشعب والحكومة في سورية ودفاعهما عن حقوق الشعبين الفلسطيني واللبناني على مدى 60 عاماً الماضية", مؤكدة أن "يقظة الشعب والحكومة السورية حيال مؤامرات أميركا والصهاينة الرامية إلى ضرب الوحدة الوطنية ووحدة الأراضي والدور الفاعل لهذا البلد في محور المقاومة, سيجعل نهج الإصلاحات والتقدم المشترك الذي اختاره الشعب والحكومة في سوريا يساهم في تعزيز المكانة المرموقة لهذا البلد".
واعتبرت الخارجية الايرانية أن "جهود القيادة والشعب السوري في مجال إجراء الاصلاحات بما يخدم المصالح الوطنية لهذا البلد تمثل مسؤولية مهمة", مؤكدة أن "الرفق في طرح المطالب, وكذلك في التجاوب معها سيؤدي إلى نجاح عظيم لسورية".
ولفتت الخارجية الإيرانية أن "شعوب المنطقة تعتبر أن ادعاءات ومحاولات أميركا في ما يخص الأوضاع في سورية تمثل انتهازية لدعم أطماع الكيان الصهيوني وافتراءات للتغطية على التخلف والتناقض في المواقف السياسية تجاه التطورات الجارية في المنطقة".

السابق
وماذا عن البيئة التي صنعت “الشيخ أسامة”
التالي
السياسة: بلمار يقدم قراراً اتهامياً “معدلاً” في قضية اغتيال الحريري