نضال طعمة: لا يمكن صبغ لبنان بالتطرف ولا حكمه بأحادية

اعتبر النائب نضال طعمة ان خوفنا يزداد يوما بعد يوم من أن يكون الفراغ وتفريغ الدولة مقصودا بهدف فرض قوى الأمر الواقع لرأيها على الآخرين، بعدما عجزت عن فرضه بالأطر الديموقراطية.
وقال في تصريح اليوم، ان لبنان لا يمكن أن يصبغ بلون متطرف ولا يمكن أن يحكم بأحادية، إن ذلك يناقض تاريخة ودوره الحضاري ومبرر قيامه في مستقبل هذا الشرق. ليس انتقاصا من قيمة المقاومة ودورها، لكن لوضع الأمور في نصابها.
ورأى ان عودة الحديث عن معادلة الجيش والشعب والمقاومة واتهام جهات خارجية بالسعي لضرب هذه المعادلة، وكأنما يراد به تعميم ثقافة المؤامرة، بالتالي تخوين كل من يملك وجهة نظر مختلفة وفرض المعادلة كأمر واقع ابدي سرمدي.
ولفت الى ان كل مقاومات العالم تكون موقتة وظرفية وفي خدمة الشعب والجيش الثابتين الوحيدين في فلسفة بناء الأوطان. فحبذا لو نستعيد النقاش الواعي ونتساءل معا كيف تكون المقاومة بخدمة الشعب والجيش؟ وما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المقاومة اليوم، لتثبت للرأي العام اللبناني أنها ليست غاية بحد ذاتها بل هي وسيلة للتحرير وللتنمية وخدمة مصالح الناس.
اضاف: عندما نتناول ملف الحكومة يفاجئنا أقطاب الأكثرية المستحدثة ونسمع اصطلاحات أقل ما يقال فيها وجوب أن تكون غريبة عن السياسة. فإذا كان القرف والاشمئزاز يضرب أطنابه بين مكونات هذا الفريق نفسه على ما نسمع ونقرأ ونرى، أفلا يكون فقدان ثقة المواطن وعدم شعوره بالإطمئنان لمستقبل بنيه واقتناعه بعجز هذا الفريق عن الحكم تحصيلا حاصلا؟. بالرغم من ذلك، ما زال التنظير السياسي وإعطاء الدروس للآخرين سمة متحكمة بأدبيات من يفترض به أن يصارح الناس ويعلن عجزه عن الواقع المعيشي المأزوم وارتفاع أسعار النفط وحاجة الناس إلى الأمان والاستقرار.
وفي إطار الحديث عن انتصار على الإرهاب بمقتل بن لادن، قال: لا بد من التوقف عند أن الإرهاب هو فكر ينتج عنه سلوك وليس شخصا قائما بحد ذاته. محاربة الإرهاب تعني أولا ترسيخ قيم العدالة والحق والمساواة في العالم، فكثير من الذين يغرر بهم ليقادوا إلى دوامة العنف والقتل، في معظم الأحيان هم ضحايا ظلم اجتماعي وفقدان معايير العدالة في مجتمعاتهم. لذلك تبقى بورصة الأسماء مجرد مزاد إعلامي، فيما العمل على احترام حقوق الإنسان وتكريس حرية الفرد وحقه بالعيش الكريم في إطار المساواة وتكافؤ الفرص، يبقى المسلك الأمثل للقضاء على كل عنف وإرهاب في العالم.
وتابع: كان ملفتا إعلان معالي وزير الداخلية زياد بارود انسحابه من دوامة الجدل المعطل لتشكيل الحكومة، ولا شك أن ذلك يعبر عن حس وطني مترفع عن الشخصنة والمصالح الآنية. وكم كان نافرا موقف من حيا الوزير بارود وتغنى بدوره الريادي في وزارة الداخلية، فيما كان يصوب النار عليه متهما إياه بالعجز والارتهان لمرجعية سياسية والضعف وعدم قدرته على إعلاء صوته.
وأمل أن يؤدي الحراك الذي يقوم به البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى تحديد ثوابت وطنية يدعو المؤمنين إلى احترامها والعمل الصادق من أجلها ولعب دورهم الوطني وواجبهم الانتخابي انطلاقا من مسلمات هذه الثوابت.

السابق
الخير:الفريق الآخر ربط لبنان بالوضع الإقليمي
التالي
مؤتمر صحافي في الخارجية عن ابرام اتفاقية الذخائر العنقودية