نجـوم قـنوات الفتــنة

سجل عدد كبير من نجوم وأبطال قنوات التحريض والفتنة غياباً لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية، وانكفأ بعضهم الآخر رغم أن محاولات اجترار الأخبار وفبركة الأحداث لم تتوقف، ما يعني أن الرغبة في استمرار واستكمال فصول الحملة على سورية مستمرة، فما سر الغياب والانكفاء إذاً؟!.

إذا كان سبب غياب نجوم وأبطال مشروع الفتنة شعورهم بالإفلاس، فيعتقد أن الرسالة وصلت، وقد يعفيهم الشعب السوري من إعلان بيانات الإفلاس، لكنه بالتأكيد لن يعفيهم من المسؤولية عن كل النتائج التي تسببت بها دعواتهم المحمومة الى التحريض وإشاعة الفوضى وارتكاب أعمال القتل والتخريب والعصيان ورفع السلاح في وجه الدولة.‏

هذا اتهام واضح.. نعم هو كذلك، لكن قبل أن نوجهه إليهم فإن في غيابهم إنما يؤكدون التهمة على أنفسهم، ذلك أنهم جميعاً مطالبون اليوم بمساعدة السوريين على فهم اعترافات القتلة والارهابيين والدوافع التي حملتهم الى ارتكاب الجرائم البشعة بحق الدولة والمجتمع، فضلاً عن أنهم مطالبون بالكشف عن مصادر تمويل شراء الذمم قبل الأسلحة والذخائر التي يجري ضبطها، وكذلك بالكشف عن علاقتهم بالمراكز التي تعهدت نشر أيديولوجيا التطرف في مجتمعنا.‏

صدرت دعوات الى الجهاد، وأخرى لإقامة إمارات إسلامية هنا وهناك، وصدرت فتاوى لها علاقة وثيقة بالتطرف والارهاب والخراب وكل شيء إلا الاسلام، فهل لهؤلاء أن يوضحوا فكرة الجهاد وأن يحددوا وجهته وأهدافه، وهل لهم أن يعلنوا موقفهم من الفكرة والاتجاه والهدف رفضاً أو قبولاً، وهل لهم أن يعلنوا ما إذا كان ذلك يمثل مشروعهم الاصلاحي الذي لم يسمع أحد به؟!.‏

لقد طرحت الدولة مشروعاً إصلاحياً عملاقاً وطموحاً سيعزز دور وموقع سورية، وقد بدأت خطواته العملية، فلماذا لايقدمون ما لديهم إذا كانوا يمتلكون فعلاً أفكاراً إصلاحية أو مشاريع حقيقية لاتقوم على الدم ومحاولة إلغاء الآخر ولا تلحق الوطن بواشنطن أو تجعله مفردة في مشاريع الفتنة والتمزيق والاستسلام؟!‏

لماذا لايكشف هؤلاء عن حقيقة مشاريعهم وارتباطاتها، ولماذا لايقولون بشجاعة من يكونون ومن يمثلون، بل ما حجم تمثيلهم في المجتمع الذي عرى وكشف وأسقط بوعي أطيافه المختلفة كل مخططات الاستهداف، وقال كلمته حتى قبل أن يتضح المشهد وقبل أن يتكشف عن الكثير من تفاصيل العمالة والتورط والتواطؤ على الوطن؟!‏

هذه الأسئلة وغيرها لا تنتظر إجابات ولا تستمد مشروعيتها من وجود طرف مأجور ومرتهن، غير أن طرحها ينطلق من واجب إظهار أحد جوانب الحقيقة وليس كل الحقيقة بكل تأكيد .‏

السابق
العالم يتغير مجدداً
التالي
حارة العسكر