مؤتمر صحافي في الخارجية عن ابرام اتفاقية الذخائر العنقودية

عقد في وزارة الخارجية والمغتربين اليوم مؤتمر صحافي، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي وحشد ديبلوماسي واجتماعي، لمناسبة دخول اتفاقية الذخائر العنقودية التي وقعها لبنان، حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري.
والقى السفير منصور عبد الله كلمة ترحيب اشار فيها الى انه تمت المصادقة على الاتفاقية في دبلن، ايرلندا في 30/5/2008 وتم التوقيع عليها في اوسلو، النروج في 3 و 4 كانون الاول من العام 2008 وقد دخلت حيز التنفيذ واصبحت جزءا من القانون الدولي بعد ابرامها من قبل 30 دولة بتاريخ 1/8/2010 وقد وقعتها 108 دول وابرمتها 57 دولة حتى اليوم.
اضاف: ان لبنان وقعها بتاريخ 3/12/2008 وابرمها في 5 تشرين الثاني 2010 وقد اصبحت نافذة بالنسبة للبنان بتاريخ 1/5/2011.
الشامي
ثم تحدث الشامي فقال: يسعدني ان ارحب بكم في وزارة الخارجية والمغتربين كي نحتفل سوية بدخول اتفاقية الذخائر العنقودية حيز التنفيذ في لبنان اعتبارا من الاول من ايار 2011. ان لبنان كان ولا يزال رائدا من رواد الدول الطامحة الى حماية المدنيين، ومنهم ابناؤه الجنوبيون، من آفة الذخائر العنقودية وذلك تمسكا بالمبادىء العامة للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني والقانوني الدولي لحقوق الانسان ولا سيما الحق بالحياة والحق بالتنمية.
اضاف: تكتسب هذه المناسبة اهمية خاصة للبنان كونها محطة، اردنا التوقف عندها لارسال الدعوات لوزراء خارجية الدولة للمشاركة في الاجتماع الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية الذي سيعقد في بيروت من 12 ولغاية 16 ايلول 2011. يتوقع حضور حوالى الف شخصية من كبار المسؤولين من كل اصقاع العالم اضافة الى ناشطين ومهتمين من المجتمع المدني، ويشكل انعقاد هذا الاجتماع في بيروت تحديدا، اعترافا واضحا وصريحا من الدول الاطراف باتفاقية الذخائر العنقودية بالدور البناء الذي يلعبه لبنان كدولة متضررة وضحية لاستعمال الذخائر العنقودة.
وتابع: لقد اثبت اللبنانيون، ولا سيما ضحايا الذخائر العنقودية، بأن رغبتهم بالحياة هي الهدف حيث عمل وما زال يعمل لبنان مع المجتمع الدولي والدول المحبة للسلام على ازالة هذا السلاح الفتاك الذي اوقع في لبنان منذ عام 2006 ولغاية اليوم اكثر من 400 ضحية. بلغ عدد القنابل العنقودية التي القتها اسرائيل على الاراضي اللبنانية خلال عدوان تموز 2006، 4 ملايين قنبلة على مساحة 54 كلم مربع، وقد تم تنظيف مساحة 48% منها، ويأمل لبنان الحصول على مساعدات اضافية من الدول المانحة من اجل اتمام تنظيف اراضيه من الذخائر العنقودية.
واردف: ان اتفاقية الذخائر العنقودية فريدة من نوعها لجهة التزام الدول الاطراف فيها بخطر انتاج واستعمال واستحداث وحيازة وتخزين واحتفاظ ونقل هذه الاسلحة وتدمير مخزونها او مساعدة او تشجيع او حث اي كان على القيام بأي نشاط محظور، والاهم من ذلك التزام الدول الاطراف باحتضان ضحايا الذخائر العنقودية ومساعدة المجتمعات المتضررة. وهنا يتوجب المساعدة والتعاون الدوليان لازالة المخلفات على صعيد تجديد الاحتياجات وتسهيل تبادر المعدات والمعلومات والتكنولوجيا والمساهمة في الصناديق الاستثنائية وذلك بالتعاون مع الامم المتحدة والمنظمات الدولية والاقليمية والمجتمع المدني وكل الدول الاطراف.
وقال: يتطلع لبنان بالشراكة مع الامم المتحدة ومساهمة الدول الصديقة المانحة الى تنظيم الاجتماع الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية في بيروت خلال شهر ايلول المقبل، وهو لن يألو جهدا بالتعاون مع الدول الصديقة لتشجيع الدول كافة على الانضمام لهذه الاتفاقية. لقد باشرنا الاتصالات في هذا المجال مع جامعة الدول العربية ووزراء الخارجية العرب من اجل تأمين مشاركة واسعة في الاجتماع من اجل حثهم على الانضمام الى الاتفاقية بعد ان اصبحت جزءا من القانون الدولي. ان لبنان بصفته رئيس ومضيف الاجتماع الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية يأسف للتقارير التي تداولتها وسائل الاعلام العالمية مؤخرا حول استعمال الذخائر العنقودية، ويدعو الاطراف المتنازعة الى الامتناع من استعمالها ويشجع جميع دول العالم غير الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية على الانضمام اليها.
وختم: ان لبنان الرسالة، لبنان العضو غير الدائم في مجلس الامن الدولي فخور بانضمامه لهذه الاتفاقية وواثق بأن انعقاد الاجتماع الثاني للدول الاطراف في اتفاقية الذخائر العنقودية هو الرد المناسب لترسيخ قوة المنطق والقانون بدلا من منطق القوة والتدمير.
وشكر الشامي الحضور على تلبية الدعوة لهذا المؤتمر، خاصا بالذكر وسائل الاعلام التي نعول على دورها ورسالتها الهيئة في تغطية الحدث كما في التوعية على مخاطر الذخائر العنقودية.
واتكنس
بدوره، الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي روبرت واتكنس القى كلمة جاء فيها: في شباط 2007 اطلقت النروج مبادرة عرفت بعملية اوسلو بهدف انشاء اتفاقية تمنع استخدام الذخائر العنقودية الامر الذي ادى الى التفاوض والاعتماد الرسمي لاتفاقية دولية تحظر الذخائر العنقودية، اتفاقية الذخائر العنقودية (CCM) تحظر الاتفاقية من استعمال الذخائر العنقودية او تكديسها او انتاجها او نقلها كما تتناول مسائل متعلقة بمساعدة الضحايا وتنظيف المناطق الملوثة واتلاف الذخائر المكدسة فضلا عن التعاون والمساعدة الدوليين.
اضاف: نهنىء الدول التي شاركت في هذه العملية وتبنت الاتفاقية التي نتجت عنها وفاقت جميع توقعاتنا، لقد صدق لبنان على هذه الاتفاقية في 5 تشرين الثاني 2005، مباشرة قبل انعقاد الاجتماع الرسمي الاول للدول الاعضاء في المعاهدة. يشكل تصديق لبنان لاتفاقية اوسلو محطة تاريخية مهمة وذات منفعة خاصة اذ ان لبنان عانى الكثير بسبب الذخائر العنقودية. كما ستفيد هذه الاتفاقية اجيال المستقبل.
وتابع: باختصار، صممت الذخائر العنقودية لكي تندثر بعد اطلاق اعداد كبيرة من القنابل الصغيرة تدعى ذخائر فرعية. تتفرق هذه الاخيرة على مسافة واسعة مخلفة وراءها غالبا القتلى والجرحى المدنيين اذا رميت قرب اماكن مأهولة، وفيما صممت هذه القنابل لكي تنفجر عند الاصطدام، فهي في الكثير من الاحيان لا تنفجر، محولة الارض الى حقل فتاك لاي شخص يخاطر بالمرور عليه.
واردف: تشكل الذخائر العنقودية خطرا كبيرا خصوصا على الاطفال، اذ غالبا ما تلفت نظرهم بألوانها الزاهية وشكلها الذي يكون مثل الطابات او العلب المعدنية تتعرض حياة المدنيين والاطفال واطرافهم للخطر بسبب وجود الذخائر العنقودية في 30 بلدا تقريبا ومنطقة وتتركز غالبية الذخائر العنقودية في خمسة بلدان هي افغانستان ولاوس ولبنان والفيتنام. في لبنان كما في العديد من البلدان الاخرى، المواطن العادي هو من يتحمل وزر الذخائر العنقودية مباشرة على مر العقد الماضي، عملت حكومة لبنان والعديد من المنظمات المدنية الوطنية والدولية بشكل متواصل لجعل المناطق خالية من الذخائر غير المنفجرة ودعم ضحايا الالغام، ومع ذلك وعلى رغم الجهود المبذولة ما زال الخطر موجودا وما زال هناك الحاجة لفعل الكثير.
أضاف: بعد ان اقترح لبنان في ايلول 2010، ان يستضيف الاجتماع الثاني للدول الاعضاء، عين رئيسا خلال اللقاء الاول للدول الاعضاء في فيينتيان وذلك تقديرا لعرضه وسيعقد الاجتماع الثاني للدول الاعضاء في بيروت من 12 الى 16 ايلول 2011.
طلبت وزارة الشؤون الخارجية من برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان دعمه في التحضيرات للاجتماع الثاني لدول الاعضاء وذلك بالاضافة الى دعم مكتب الامم المتحدة لنزع السلاح المفوض من الامين العام للامم المتحدة لتنفيذ وظائف امانة السر في المؤتمر.
يعد هذا الطلب امتيازا بالنسبة لبرنامج الامم المتحدة الانمائي نظرا لتقديرنا اهمية هذه المسألة هذا ما نبرهنه من خلال مشاريع البرنامج المتوازية التي تتضمن دعم المكتب الوطني لإزالة الالغام. ودعم المركز اللبناني لنزع الالغام في لبنان المرحلة الثانية حيث ساهمنا بشكل كبير في بناء قدرات هذا المركز.
بالاضافة الى ذلك، سنساهم في تأسيس مجموعة عمل وطنية لبنانية تتولى تنظيم الاجتماع الثاني للدول الاعضاء في اتفاقية الذخائر العنقودية، وتأمين حشد الدعم اللازم، وتقديم المساعدة للحكومة في تنفيذ مهامها كرئيس للمؤتمر. يأمل مكتب برنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان بنجاح الاجتماع الثاني الدول الاعضاء المنعقد في بيروت من خلال توفير الدعم التقني واللوجستي والاداري لحكومة لبنان في تنظيم هذا الاجتماع الثاني.
وتابع: يود برنامج الامم المتحدة الانمائي تهنئة حكومة لبنان لترؤسها الاجتماع الثاني للدول الاعضاء في مؤتمر الذخائر العنقودية واستضافته كما على الحفاظ على زخم نفاذ الاتفاقيات في لبنان التي تعالج الاثر الانساني والتحديات الانمائية الناتجة عن الذخائر العنقودية.
ضحايا
وكانت كلمة لضحايا القنابل العنقودية القاها الفتى محمد جمال عبد العال، ابن الاثني عشر عاما الذي قال: شكرا لكم لمنحي فرصة الوقوف امامكم لنقل رسالتي التي اعبر فيها عن معاناتي ومعاناة اطفال آخرين عاشوا التجربة ذاتها. قصدت بالتجربة الاصابة بالقنابل العنقودية الناتجة عن همجية العدو الاسرائيلي. وانا ابن العشر سنوات. ذنبي الوحيد انني طفل كان يساعد اخاه في رعي قطيع الماشية بهدف تأمين لقمة العيش. فكانت النتيجة شظايا من جراء انفجار قنبلة عنقودية اخترقت الجسد الصغير تاركة بصماتها اللعينة في كافة انحائه وممزقة خيال طفولة بريئة لطالما حلمت بأبسط حقوق الطفل التي نادت بها الاتفاقية الدولية والتي ضربت بها هذه القنبلة عرض الحائط دون اية رأفة او حس انساني. ومن على هذا المنبر، اسمحوا لي ان اتوجه اليكم برسالة اناشدكم فيها بحماية من هم في مثل عمري يحلمون بطفولة هانئة وبغد مشرق بعيد كل البعد عن العنف والدمار.
المنظمات غير الحكومية
وألقت حبوبة عون كلمة باسم المنظمات غير الحكومية، قالت فيها: دخلت اتفاقية حظر القنابل العنقودية حيز التنفيذ في لبنان في 1 ايار 2011 بعد ان وقع عليها خلال مؤتمر اوسلو في 3 كانون الاول 2008 وصادق عليها المجلس النيابي اللبناني.
أضافت: لتاريخه اصبح عدد الدول الاطراف في اتفاقية حظر القنابل العنقودية 57. ونحن، اللجان الوطنية للتوعية ولمساعدة ضحايا الالغام والقنابل العنقودية والمنظمات المعنية نريد ان يصبح هذا العدد اكثر من 157. فتنضم كافة دول العالم لهذه الاتفاقية ويمتنع الجميع. اينما كان في العالم عن انتاج ونقل وتخزين واستخدام القنابل العنقودية. ونحن لا نريد العالم ان يصبحوا مجرد دول اطراف في معاهدة عالمية جديدة. نحن نريد من العالم ان يلتزموا مضامين هذه الاتفاقية، فيعملوا بها وينفذوا بنودها ملتزمين مقرراتهم وخطط عملهم السنوية التي تنتج عن الاجتماعات الدورية للدول الاطراف. يضعون الخطط التنفيذية الوطنية للعمل ويقدمون تقرير التقدم بتطبيق بنود الاتفاقية وفق الاصول المرعية الاجراء. نحن نريد ان نرى تقدما لجهة ازدياد الوعي حول المشكلة وطرق حلها. نحن نريد ان نرى تعاونا اكبر بين الدول لتوسيع عمليات تطهير الاراضي الموبوءة وعمليات تنمير المخزون. نحن نريد ان نرى تقدما لجهة مساعدة الضحايا وازدياد اعداد البرامج المخصصة لمساعدة المصابين ان كان صحيا – نفسيا، او اجتماعيا او اقتصاديا. نحن نريد ازدياد برامج التوعية للحد من وقوع اصابات جديدة.
ولفتت الى ان للشراكة بين الحكومات والقطاع الاهلي والمجتمع المدني الدور الاكبر في النهوض بكل عملية تنموية وفي حل المعضلات التي تواجه الدولة والشعب معا. وان التعاون بين الحكومات والمجتمع الدولي ومنظماته الاهلية العالمية والمحلية انجز المؤتمر الاول لاتفاقية حظر القنابل العنقودية الذي عقد في لاوس في اواخر العام الماضي. ونحن، اللجان الوطنية للتوعية ولمساعدة ضحايا الالغام والقنابل العنقودية والمنظمات المعنية مستعدون لاوسع تعاون وتنسيق من اجل نجاح مؤتمر بيروت ومن اجل حظر انتاج ونقل وتخزين واستخدام القنابل العنقودية ومساعدة ضحاياها في كل العالم.

السابق
نضال طعمة: لا يمكن صبغ لبنان بالتطرف ولا حكمه بأحادية
التالي
يوم لشاطئ نظيف