لبنان يرصد فرار مطلوبين سوريين إلى أراضيه

 لم تشهد استراحة نهاية الأسبوع اللبناني تطورات سياسية تذكر على رغم كل الكلام على قرب إنجاز تشكيل الحكومة بعد مرور 3 أشهر ونيف على تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتأليفها.
ذلك أن الاتصالات لا تزال تراوح حول هوية الوزير الذي ستكون وزارة الداخلية نصيبه، على حين تبيّن أن ثمة كثيراً من المناورات والمناورات المضادة على خلفية هذه الحقيبة التي تحوّلت «سوبر وزارة» على ما يردد كثر من المراقبين، بالنظر إلى أهميتها في المرحلة المقبلة، على خلفية الانتخابات التشريعية العامة المقررة بعد نحو عامين، ووسط كم هائل من الملفات الأمنية التي ستكون عنوان هذه المرحلة، من بينها مسائل تتعلق بالعلاقة بين لبنان سورية.
في هذا الإطار، لا يزال لبنان ينتظر ملفاً متكاملاً ترسله سورية يحتوي بالوثائق والمستندات بعض الارتباطات اللبنانية بالمؤامرة التي تحاك ضد السوريين.
وكان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان قد طلب في وقت سابق من الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري التواصل مع القيادة السورية بغية إبلاغها موقف لبنان لجهة أنه ينتظر تزويده ملفاً عن الاعترافات التي وردت في الشرائط التي بثها التلفزيون السوري وتحوي اتهامات لجهات لبنانية ولتيار «المستقبل» بالتورط في الأحداث السورية.
وصرح وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال إبراهيم نجار، في أول موقف له في سياق هذا الملف: «إذا أرادت السلطات السورية بجدية أن تشكل ملفاً فنحن نطبق الاتفاقيات القضائية المعقودة بين لبنان وسورية ونحن لا نخاف من القانون إطلاقاً».
وكانت تقارير لبنانية قد أشارت إلى أن معظم من يتسربون من سورية إلى لبنان عبر معبر البقيعة غير الرسمي الواقع في محاذاة منطقة وادي خالد، هم من المطلوبين من جانب الأجهزة السورية القضائية والأمنية، وأنهم عمدوا إلى الاختباء في سورية وإلى تهريب عائلاتهم وأقاربهم إلى لبنان.
وسجل في الأيام الأخيرة فرار مئات من العائلات السورية، وأغلبيتها من الشيوخ والنساء والأطفال، على حين تبيّن أن الرجال المطلوبين توارو في مناطق سورية.
ولفت القيادي في تيار «المردة» النائب السابق كريم الراسي إلى أن «النزوح من سورية إلى لبنان يتم عند حدود واحدة مع منطقة وادي خالد فقط لا غير». وسأل «لماذا أشخاص مطلوبون هم الذين يهربون إلى لبنان؟ وما مصلحة لبنان وتيار «المستقبل» في إيواء أشخاص معادين للنظام السوري»؟ وشدد على «أن حزب «التحرير» له تفويض سياسي ليقوم بالتظاهرات ضد النظام في سورية، ولهذا لم يقمع بالرصاص والمياه كما يحصل مع أفرقاء آخرين». في المواقف، حذر رئيس التجمع الشعبي العكاري النائب السابق وجيه البعريني «من في الداخل اللبناني خصوصاً الذين يفرحون لما يحدث في سورية من مغبة التدخل في شؤون هذا البلد الجار الذي يربطه بلبنان عامل التاريخ والجغرافيا والمصير الواحد المشترك للشعبين».
ورأى أنه من «واجبنا الوقوف إلى جانب سورية لمواجهة المخطط التخريبي الذي يستهدف منعتها ووحدة شعبها لأنه إن سقط هذا الحصن المقاوم والممانع الأخير في الفوضى والتناحر والتقاتل الداخلي، فإن منطقة الشرق الأوسط ستتحول إلى كابوس وكتلة لهب واحدة وسيحترق بها الجميع، وفي مقدمهم لبنان الذي يتأثر قبل غيره من البلدان بالانعكاسات الداخلية السورية». 

السابق
صقر لـ”السياسة”: عون سيحرق أصابعه لأن ذهنيته ستأخذ لبنان إلى انتحار سريع
التالي
قبلان: بلادنا في خطر والمطلوب ان نكون عصبة واحدة