قبلان: بلادنا في خطر والمطلوب ان نكون عصبة واحدة

رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في خطبة الجمعة، ان الدنيا دولاب يوم لك ويوم عليك ويوم تساء ويوم تسر، فهذه الدنيا تغر الإنسان وتضره وعلينا ان نتعظ من تقلبات الزمن فنعمل لما يرضي الله تعالى ونبتعد عن سخطه.
وقال: الأحداث التي تمر بوطننا وامتنا وبلادنا فيها مطبات خطيرة ما يحتم ان نتعظ من الامم السابقة والأحداث الغابرة فنصلح الوضع ونصحح الأمر ونبتعد عن كل شر ومنكر وبغي، فالأحداث تتلاحق وتتسارع، ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. بلادنا أصبحت وكأنها تقف على فوهة بركان لا تهدأ ولا تستقر، وعلينا ان نغير ما بأنفسنا ونتعاطى وفق ما يرضي الله ويبعدنا عن سخطه. فالإيمان أداة استقرار وأمان وراحة بال وعلينا إن نعود إلى مضان الإجابة ونبتعد عن الكيدية والبغي والفحشاء والمنكر.
وأشار الى ان الأمة عرفت الأمان بوجود النبي محمد، وبرحيله افتقدت كبيرها وعظيمها ومصلحها وسيدها، وبقي لنا الأمان الثاني وهو الاستغفار والتوبة والإقلاع عن كل منكر وهم وغم. وقال: إن أئمتنا مدرسة كبيرة للعلم والمعرفة والجهاد وخلاصنا بالعودة إلى تعاليم الدين والتمسك بالأئمة المعصومين فنبتعد عن الكذب والنفاق وعن كل إساءة وضرر ومنكر وبغي ونتمسك بحبل الله تعالى، ولا سيما إن بلادنا الإسلامية تعيش في حالة قلق واضطراب، يخاف كل زعيم وقائد على ملكه فيما المطلوب إن نكون يدا واحدة ونبتعد عن كل منكر وعلينا ان نعمل على فتح صفحة جديدة نتعامل من خلالها بما يرضي الله تعالى.
وأضاف: بعد رحيل أسامة بن لادن، علينا ان نفتح صفحة جديدة للتعاون في ما بيننا والتعامل بما يرضي الله ولا سيما ان الاستعمار أوجد بن لادن ليكون شوكة في عيون المسلمين، وعلينا ان نغلق صفحة مرة وصعبة ومظلمة بعد رحيل بن لادن فنفتح صفحة جديدة يتعامل فيها المسلم مع المسلم ومع غير المسلم بايجابية وصدقيه ويكون الجميع في التوجه الخير، واذا تمسكنا بحبل الله تعالى وتمسكنا بالقرآن والسنة النبوية فإننا ننجو من كل هم وغم وكدر.
وتابع: إن الصورة الماضية التي أظهرونا فيها بأننا إرهابيون يجب ان نزيلها، ولذلك علينا ان نصحح مسيرة التاريخ ونبتدىء من حيث أمرنا الله تعالى حين قال: ادع إلى سبيل ربك بالتي هي أحسن وجادلهم بالتي هي أحسن، وعلينا ان نفكر جديا بإصلاح ما دخل في صفوفنا وعلى خطنا من تشويش للانقلاب على المبادئ والقيم ونقول لكل العالم الإسلامي عودوا إلى أصالتكم وأخلاق أنبيائكم وكتاب ربكم وأخلاق الأئمة المعصومين وابتعدوا عن الكيدية والأنانية واعملوا برضى الله تعالى وصدوا أنفسكم عن الحسد والكيد. ونطالب الجمعيات الإيمانية والأخلاقية والاجتماعية ان تتأسى بالنبي وأهل بيته وخصوصا السيدة الزهراء التي نحيي ذكراها في هذه الأيام.
وأكد الشيخ قبلان ان أهل البيت ضمانة للعالم وللمسلمين وغيرهم والتمسك بنهج الإمام علي وأبنائه ضمانة للامة، وعلينا ان نتعظ ونتهذب عن كل منكر فأهل البيت جوهرة ثمينة يجب ان نحفظها ونتمسك بها فنكون في خندق واحد، فبعض الشعارات التي نسمعها بين الحين والآخر لا تخدم الحق والسنة النبوية ومسيرة أهل البيت وسيرة الصحابة المنتجبين ولا سيما ان الأمور تجري بعكس المطلوب، ونحن نخاف من الانحراف والظلمة والضلالة ما ينبغي إن نبتعد عن النفاق والشقاق لنكون مع النبي وأهل البيت في كل الأوقات.
وقال: الحق أحق ان يتبع وعلى جميع الحكام ان يخافوا الله ويتقوه، وعلى بعض حكام العرب ان يعلموا ان ملكهم لا يبقى وعروشهم لا تدوم وأموالهم في مهب الريح. وعلى أهل الخليج ان يتعظوا بما جرى، فلماذا الهجمة على البحرين ولمصلحة من اعتقال الشيخ محمد علي محفوظ؟ إن البحرين دولة عربية مسلمة وأهلها شعب طيب مؤمن وعليكم ان تحافظوا على أهل البحرين وتبتعدوا عن كل منكر وفساد، ونطالبكم برفع الحظر عن شعب البحرين لتعود الحياة إلى طبيعتها. وشعب البحرين لا يطلب ملكا بل هو تبع لأهل البيت الذين أمرونا ان نخلد إلى الأرض، ونحن نرفض الذل والانقسام وعلى أهل الخليج إن يحافظوا على امن بلادهم واستقرارها ويبتعدوا عن المنكر والعدوان.
وأضاف: نطالب الجميع بعد بن لادن ان يفتحوا صفحة جديدة للتعاون كما أمرنا الله تعالى، حيث قال يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم. إن مرتع الظلم وخيم وإذا دام دمر، وعلينا إن نبتعد عن الفتن ونعمل للحفاظ على أمن بلادنا واستقرارها واستقلالها وخصوصا ان الأجانب تدخلوا في بلادنا وقسموها وجعلوها دويلات متصارعة.
وخلص إلى القول: في ذكرى السيدة فاطمة الزهراء التي كانت إنسية روحية عالمة وطاهرة لم تخرج عن خط الاعتدال رغم مصابها، فأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر، نقول للجميع ان بلادنا في خطر وشعبنا يبتعد بعضه عن بعض. فالمطلوب ان نكون عصبة واحدة بعيدة عن الكذب والنفاق والكيدية، وعلى الحكام ان يتقوا ربهم فيرحموا أهل الأرض ليرحمهم من في السماء.

السابق
لبنان يرصد فرار مطلوبين سوريين إلى أراضيه
التالي
سينغ: اليونيفيل دائما يقظة