القبس: حزب الله لن يسمح بـ “شرخ” بين خامنئي ونجاد

مر أسبوعان من الزمن، وبخلاف العادة المتعارف عليها، لم يظهر الرئيس احمدي نجاد الى العلن، ولم يمارس اي نشاط واقعي على الارض بذريعة انه مصاب بزكام وراقد في البيت.
صحف مدافعة عن المرشد خامنئي اتهمت احمدي نجاد بالانحراف، وقالت: ان الامام الخميني عزل المنحرف والخائن أبو الحسن بني صدر، ومن حق المرشد عزل اي مسؤول، وحتى ان كان رئيساً للجمهورية!.
خامنئي وصف اي خلافات بين مسؤولي النظام بانها لصالح الأجانب، وحذر من توسيع هذه الخلافات، وقال: ان الأجانب يتربصون بمثل هذه الامور وينوون إضعاف نظامنا الاسلامي.
موقع «روزكاري» التابع للحكومة نقل عن احمدي نجاد قوله انه لن يتراجع عن موقفه ولن يقبل بالشيخ مصلحي وزيراً للامن، حتى وان تم عزله من منصبه.

صحيفة «هفت صبح» التابعة لمشائي (مساعد احمدي نجاد)، اشترطت قبول احمدي نجاد لإجراء لقاء متلفز يشرح فيه سبب اعتراضه على قرار المرشد بإبقاء مصلحي في منصبه، ان يكون اللقاء مباشرا ويسمح لاحمدي نجاد بالحديث بشكل حر ومن دون قيود. الصحيفة كشفت في تقر ير ان احمدي نجاد ليس جليسا في بيته بشكل عادي بل انه محاصر وفرضت عليه الإقامة القسرية!. واكدت الصحيفة «ان على قيادة النظام (خامنئي) ان تعلن علانية إقالة الشيخ مصلحي من منصبه».
النظام الحاكم الذي اثبت مراراً ان ليس له اي صاحب وصديق، بادر فوراً بفلترة العديد من المواقع المدافعة عن احمدي نجاد، ومنها «محرمانه نيوز» و«ائين نيوز». المواقع المنافقة للمرشد واحمدي نجاد ادعت في تقارير لها بان حزب الله ايران لن يسمح بحدوث شرخ بين المرشد ورئيس الجمهورية، وان السيد خامنئي اشبه بالإمام المعصوم واحمدي نجاد سيفه!.

بعض نواب مجلس الشورى طرحوا علانية موضوع هذه الخلافات، ودعوا في رسالة رفعوها الى رئيس البرلمان علي لاريجاني ضرورة حل هذه الخلافات بشكل سريع، والحيلولة دون نجاح مخططات الأعداء. ولكن نوابا آخرين طالبوا بضرورة استجواب احمدي نجاد لانه خان العهد، حسب قولهم، ووقف ضد ولي الفقيه!. وعلى الرغم من ان 52 نائباً تقدموا بطلب استجواب احمدي نجاد، فان لاريجاني اكد في تصريح له ان الاستجواب لن يطرح في الوقت الراهن لانه سيزيد من الأزمة الراهنة.
وكالة «فارس» التابعة للحرس، وفي تقرير لها، ادعت بان اكثر من نائب في البرلمان رفعوا رسالة الى احمدي نجاد بشأن التطورات الأخيرة، أكدوا فيها ضرورة اطاعة جميع المسؤولين للمرشد خامنئي، لانه عمود الدين والنظام!. وكالة «برنا» الحكومية، نقلت عن احمدي نجاد قوله في حديث له مع نواب المجلس انه لا يعارض المرشد بتاتاً، ولكنه يقف ضد بعض المقربين منه.

الشيخ رفسنجاني، المغضوب عليه من المرشد واحمدي نجاد، كسر صمته الذي دام عدة اشهر، وقال في اول ردة فعل له على الخلاف: لقد حذرت دوماً من وقوع مثل هذه الخلافات، وقلت للمسؤولين ان المتملقين والمنافقين سوف ينقلبون قريباً على السيد خامنئي، ويكشفون عن وجههم الحقيقي. وكشف رفسنجاني النقاب عن انه كان قد حذر خامنئي من «خطر» احمدي نجاد على النظام، وان هذا الشخص سوف يحشد الجماهير ضد النظام بفعل سياسته ومواقفه المتطرفة والمعادية لنهج الثورة.

ويقول مراقبون ان سيناريو الخلاف المزعوم بين المرشد واحمدي نجاد لا يخرج عن نطاق احتمالين، الاول: ان الخلاف واقعي، ولكنه لا يتحدد بموضوع عزل او إبقاء وزير الامن، بل ان الموضوع يتعلق بهلع المرشد خامنئي من مواقف وتصريحات المقربين لاحمدي نجاد، خاصة رحيم مشائي، الذي يعادي نظام ولاية الفقيه ويرجح القومية على الدين. الاحتمال الثاني: ان يكون هذا الخلاف غير واقعي، وانه يهدف الى خدع الرأي العام والزعم بوجود استقلال لاحمدي نجاد عن المرشد، وان رئيس الجمهورية ليس عبداً مطيعاً وغلاما مقيدا بالسلاسل عند السيد خامنئي، كما كان يقال في المجتمع الإيراني.

السابق
سلام:هناك من يحاول الاستئثار بالسلطة والهيمنة على الآخرين
التالي
10 اعتقادات خاطئة عن أسامة بن لادن