الشرق: ماذا فعل الرئيس المكلف ليسد الثقب في المركب؟

تتوافر الدلائل جميعاً لتشير الى ان الوضع الحكومي يتجه الى مزيد من التعقيد. وكان ينقصمشهد التأليف فصول جديدة من ويكيليكس وفيها الكلام المنسوب للرئيس المكلف نجيب ميقاتي ضد العماد المتقاعد ميشال عون حتى يكتمل النقل بالزعرور، فيتضاعف هذا الفراغ الحكومي خطورةً والذي دفع بأبرز المتفائلين (الرئيس نبيه بري) الى بلوغ أقصى درجات اليأس وفقدان الأمل نهائياً.
وبينما يعلن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي اننا جميعاً في مركب واحد وأي ثقب يصيبه يغرقنا جميعاً يتساءل المراقبون ما هو دور ميقاتي؟ ويضيفون: هل ان يقف متفرّجاً على المركب المثقوب يغرق او ان يجهد ساعياً الى سد الثقب… أي الى تسريع خطوات تأليف الحكومة العتيدة التي شتّت وربّعت عملية تأليفها، فهل ستصيف أيضاً.

وفيما يقرع وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي جرس الانذار تتضافر الدلائل الى مدى العجز الذي يكربج المساعي. فالوسطاء إما عاجزون أمام الصعوبات الكبيرة، وإما ممنوعون من غير طرف خارجي ودولي.
وفي هذا الاطار يتساءل المراقبون عن سرّ تكرار اللقاءات بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية… ذلك ان مثل هذه الاجتماعات التي تكثفت وتيرتها في الآونة الأخيرة قد تلحق الضرر بصورة الرجلين معاً المنوط بهما (دستورياً) تشكيل الحكومة. فمن غير المعقول ان يقعدا جملة لقاءات من دون ان يبتكرا حلاً معقولاً او حتى مفروضاً. صحيح ان التنظير سهل في هذا المجال وأن التنفيذ صعب… ولكن حال البلاد لم تعد تسمح بالجرجرة في التأليف خصوصاً وأن الهيئات الاقتصادية رفعت الصوت عالياً على أمل ان تُستجاب من أصحاب الشأن قبل ان تكون مضطرة لأن ترفع العشرة!

إلى ذلك يعود العارفون الى التأكيد ان عقدة حقيبة الداخلية ليست الوحيدة في طريق عجلات التأليف. بل ثمة عقد عديدة داخل فريق الأكثرية حول الخلافات على الحقائب. وفي المعلومات ان الرئيس نبيه بري حريص على ان تكون حقيبة وزارة الطاقة من حصة حركة أمل. ومعلوم ان الصراع على هذه الحقيبة يأخذ بعداً استراتيجياً، او بات يأخذ هذا البعد بعدما بات التنقيب عن الغاز والنفط في المياه الاقليمية حقيقة واقعة… والأمر يشرح ذاته بذاته ولا يحتاج الى كثير من التفسير.
وكذلك هناك صراع على وزارة الصحة العامة باعتبارها واحدة من أبرز وزارات الخدمات في وقت يعتقد أركان الأكثرية ان الحكومة العتيدة مرشحة للبقاء في السراي الى الإشراف على الانتخابات النيابية العامة في ربيع العام 2013 والخدمات التي يمكن لوزارة الصحة ان تقدمها تذكر فتشكر… والشكر الذي تدوم به النعم يُعبّر عنه في صندوقة الاقتراع! أما وزارة العدل فمعروف ارتباطها بأمور تراوح بين قضايا عدة تبدأ عند فايز كرم وتنتهي عند المحكمة الدولية وما بينهما!

السابق
الأنوار: موقف الاكثرية الجديدة يضع ميقاتي امام الخيار الصعب
التالي
البلد: هل تكون حكومة الامر الواقع مقدمة لاعتذار ميقاتي؟